سبّب حديث وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور في الجامعة العربية تبعات اقتصادية ودبلوماسية على لبنان، أدرجها البعض في الاجندة الايرانية لاستهداف اللبنانيين في الخارج، خصوصًا في دول الخليج العربي.


بيروت: يرى النائب خضر حبيب ( المستقبل ) في حديثه لـquot;إيلافquot; أن هناك خوفًا اليوم من ردة الفعل بعد تصريح وزير خارجية لبنان عدنان منصور عندما دعا الى عودة سوريا الى احضان الجامعة العربية، من خلال خطابه الاخير، وكان مخالفًا لما يسمى بالنأي بالنفس، وهذه الكلمة هي لرئاسة الجمهورية وللحكومة اللبنانية، والخوف الكبير من ردة فعل من قبل بعض الدول العربية، للجاليات اللبنانية من خلال التأثير على اعمالهم في الخارج، من خلال التجديد للتأشيرات، ولا شك بدأنا نلمس هذا الخوف اليوم، بدءًا من خطابات الامين العام لحزب الله حسن نصرالله، مرورًا بخطابات ميشال عون والوزير عدنان منصور.

وما يمر به لبنان من وضع اقتصادي صعب جدًا، ونعلم كم لدينا اتكال على اللبنانيين في الخليج العربي.

ويلفت حبيب الى تبعات حديث منصور، ويرى أن هناك استهدافًا للبنانيين في الخارج، من خلال اجندة ايرانية يُنفذ جزء منها من خلال السياسيين اللبنانيين، ومصلحة لبنان اليوم أن يكون على علاقة جيدة مع الجميع، واليوم لم يعد هناك قرار بالنأي بالنفس، وما يحصل اليوم هو quot;زج بالنفسquot;، وهذا يخلق لنا مشاكل وفي النهاية، ممكن أن تكون هناك مصلحة لتهجير رجال الاعمال من قبل النظام الايراني، والضغط على الاقتصاد اللبناني، الذي هو اصلاً هش.

ليست المرة الاولى

ويؤكد حبيب أن موقف وزير خارجية لبنان يمكن أن يتلخص بموقف حزب الله، وليست المرة الاولى يتصرف فيها منصور على هذا الشكل، خارجًا عن ارادة الحكومة، ورغم اعلانه أن ما قاله هو مجرد وجهة نظر، ينتقد حبيب الموضوع ويقول إن كونه عمل سابقًا في السلك الدبلوماسي قبل أن يدخل قبة البرلمان، يعرف جيدًا كيف هي مسؤولية السلك الخارجي، وعندما يُمثل أي سفير أو وزير بلده في الخارج، لا يمكن ومن غير المقبول الكلام بأي امر يتعلق بلبنان الا بتنسيق كامل مع الاشخاص المعنيين، ومن المفروض الكلمة التي تُلقى، أن يكون هناك تنسيق كامل مع الجميع وبالاخص الحكومة التي يمثلها.

ويرى حبيب أن الامر يشكل استخفافًا بعقول الناس، ويشكل استهزاءً بالحكومة ككل، وبرئيس الجمهورية، ويبدو منصور وكأنّه quot;فاتح على حسابهquot; لم يسأل عن احد لا رئيس الجمهورية أو مجلس الوزراء.

ويعتبر حبيب أن دفاع 8 آذار/مارس عن منصور اليوم إن دل على شيء فعلى دعمها له من قبل حزب الله، هو وزير حزب الله في حكومة نجيب ميقاتي.

ويشير حبيب الى ما اعلنته صحيفة الرياض عندما وصفت منصور بوزير حركة امل ويؤكد أن الامر يدل على تبعات حديثه، وشاهدنا بالامس وفدًا اقتصاديًا رفيع المستوى زار السعودية وحاول التعبير أو quot;ترقيعquot; ما جرى مع وزير الخارجية، وكان من المفترض أن يكون quot;الترقيع quot; أو التوضيح من قبل رئاسة الحكومة ورئيس الجمهورية من خلال موقفواضح وصريحعبر كتاب يصحح ما حصل، يعبر عن موقف لبنان الحقيقي المتمثل بالنأي بالنفس.

مواقف بالجملة

وكان النائب سامي الجميل (الكتائب اللبنانية ) قد دعا الى اقالة وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور بعد حديثه الاخير عن سوريا، كما استغرب عضو كتلة تيار المستقبل النائب زياد القادري، أن يتمّ التواصل بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عدنان منصور بـ quot;الطرق الديبلوماسيّةquot; التي تعتمد بين دولة وأخرى، مشيرًا الى ان منصور لا يمثل لبنان، كما اكدت قوى 14 آذار/مارس من فرنسا أن تصريح منصور يخرج عن الاجماع العربي.