ترك وليد البني الائتلاف الوطني السوري المعارض، وانضم إلى الساعين إلى إطلاق القطب الديمقراطي، الذي يستبعد الإسلام السياسي، والذي يتميز بقدرته على تنظيم صفوفه، بينما تبقى القوى الديمقراطية على تشرذم أصيبت به من تصحّر سياسي ساد في سوريا خلال خمسة عقود ماضية.


لندن: بات الدكتور وليد البني اليوم معارضًا سوريًا مستقلًا، بعدما جمّد عضويته في الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة، رفضًا لهيمنة طرف واحد على الائتلاف، ويعمل مع معارضين سوريين على تشكيل قطب ديمقراطي، يضم سوريين ذوي انتماءات مدنية ديمقراطية، يعلن عنه خلال لقاء في الحادي عشر من أيار (مايو) الجاري في القاهرة.

والبني مرشح للعودة إلى الائتلاف مع المنسحبين منه، لكن ضمن قائمة كبيرة، ستفرض التوازن في قوى الائتلاف، وتضم القوى التي لم تدخله سابقًا.

خارج الإسلام السياسي
وقال البني لـquot;إيلافquot; إن القطب الديمقراطي هدف سياسي، لكن من دون الدخول في تنافس مع أحد، لافتًا إلى أنه من المعروف أن الإسلام السياسي منظم وقادر على العمل، وهذا إيجابي في الحياة السياسية، لكن السلبي أن الآخرين من خارج الإسلام السياسي مبعثرون وغير قادرين على مأسسة عملهم.

أضاف البني: quot;ليس القطب الديمقراطي حزبًا أو منظمة سياسية، إنما محاولة لتأسيس شكل من أشكال القوى ومأسستها، وقد يكون ذلك لاحقًا عبر تيار سياسي موحد، أو عبر نشوء أكثر من حزب سياسي قادرعلى نسج التحالفاتquot;.

وأكد البني أن الغاية من القطب الديمقراطي هي إنشاء كيان منظم يجمع الجهود التي هي خارج الإسلام السياسي، والتي لا تريد أن تصبّ في منظومته، ما يعزز القدرة على الحوار الداخلي والحوار مع الآخرين.

وقال: quot;خلال خمسين عامًا من التصحّر السياسي، جرى استهداف تيارات سياسية بكاملها، وبينما المؤسسة الدينية قادرة على تنظيم نفسها تبقى القوى الديمقراطية مبعثرةquot;.

أقل الحلول كلفة
اعتبر البني أن أحد أهم أسباب التشرذم، الذي حصل بعد ولادة الثورة، كان وجود طرف منظم لديه إمكانات وصيغ مؤسساتية، وقادر على استقطاب الآخرين كحلفاء وأفراد.

ورد البني على هجوم بعض المعارضين السوريين على القطب قبل تشكيله، فقال: quot;الإنسان عدو ما يجهل، ونحن القائمين على الفكرة سوف نثبت أن كل هواجس من هاجم هذا الاجتماع ليست في مكانها، فليس هدف اللقاء حلّ محدد لإسقاط بشار الأسد، وليس صحيحًا كل ما يقال إن ما سيحصل في اجتماع القاهرة المقبل هو منع تسليح الجيش الحر، فهذا افتراء مقصود، الهدف منه التشويش على الاجتماع، فالهدف أن نبحث معًا أقل الوسائل كلفة لإنهاء نظام الاستبداد ونظام عائلة الأسد، والتحول إلى الدولة الديمقراطية التعدديةquot;.

ورأى البني أن أيّ حل يؤدي إلى رحيل النظام بكل مرتكزاته، وفي الوقت نفسه، يوقف قتل المدنيين وتدمير سوريا، يجب أن يكون مقبولًا، سواء كان عبر مبادرة دولية، تفرض من قبل المجتمع الدولي على النظام، أو عبر تسليح قوى الثورة لإرسال رسائل مباشرة إلى بشار الأسد بأنه لا يمكن أن ينتصر على إرادة شعبه.

أما مبادرة الضمير، التي دعا إليها رجال أعمال سوريون، فالبني لم يجدها واضحة، quot;ولا نناقش ما لا نعرفه، ومتى رأينا مبادرة محددة سنقول رأينا فيها، لكن لا يمكن القبول ببقاء النظام واستمراره أبدًاquot;.