واشنطن: أعلنت الولايات المتحدة الخميس انها تفكر من جديد في امكانية تسليح مقاتلي المعارضة في سوريا حيث يشن النظام هجوما واسعا على قوى المعارضة في مدينة حمص. وبعد رفض هذه الفكرة، يدرس مساعدو الرئيس باراك اوباما خيار مد مقاتلي المعارضة بالاسلحة، كما قال وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل خلال مؤتمر صحافي مع نظيره البريطاني فيليب هاموند.

وردا على سؤال عما اذا كانت واشنطن تعيد النظر في رفضها تسليح المعارضة السورية، قال هيغل quot;نعمquot;. الا ان الوزير الاميركي اكد انه لم يتخذ اي قرار في هذا الصدد. وقال انه quot;يؤيد درس كل الخيارات والبحث عن افضل خيار بالتنسيق مع شركائنا الدوليينquot;.

وردا على سؤال عن تصريحات هيغل، قال اوباما بعد ذلك انه عبر عن الموقف الذي ابداه اوباما quot;لاشهرquot;. وقال اوباما في مؤتمر صحافي في مكسيكو quot;نرى ادلة على تزايد حمام الدم واحتمال ان تكون اسلحة كيميائية استخدمت داخل سوريا وقلت اننا سندرس كل الخياراتquot;.

وكان وزير الدفاع السابق ليون بانيتا الذي غادر منصبه في شباط/فبراير الماضي، قال في الكونغرس انه اوصى مع رئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية الجنرال مارتن ديمبسي بتسليح المعارضين لكن رأيهما لم يؤخذ في الاعتبار.

وكان الحديث عن تبدل موقف الولايات المتحدة الرافض لتسليح مقاتلي المعارضة بدأ بعدما صرح مسؤولون اميركيون الاسبوع الماضي ان وكالات الاستخبارات الاميركية تعتقد ان النظام السوري قد يكون استخدم اسلحة كيميائية على نطاق ضيق.

من جهته، قال وزير الدفاع البريطاني في المؤتمر الصحافي مع هيغل ان بريطانيا لا تستبعد تسليح المعارضين السوريين او غير ذلك من الخيارات العسكرية لكن على حكومته ان تلتزم بالحظر الذي يفرضه الاتحاد الاوروبي على ارسال اسلحة الى المعارضة السورية.

وقال هاموند quot;بالتاكيد (...) نحن علينا الالتزام بالحظر الذي فرضه الاتحاد الاوروبي على تزويد المسلحين بالاسلحةquot;. لكنه اضاف quot;سندرس الوضع عند انتهاء الحظر خلال اسابيع قليلة وسنواصل مراجعتهquot;، مؤكدا في الوقت نفسه quot;لكن سنفعل ما نستطيع عمله في الحدود القانونية، ونحن نعتبر ذلك مهما للغايةquot;.

واكد وزيرا الدفاع الاميركي والبريطاني انهما يأملان في حل سياسي للنزاع في سوريا المستمر منذ سنتين. لكن الجهود الدبلوماسية تتراجع بينما يجري الحديث عن احتمال استقالة الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي.

فقد صرح احد مساعدي الابراهيمي الخميس انه يفكر في الاستقالة غير انه لا يعتزم ترك منصبه على الفور موضحا ان تفكيره في الانسحاب يرجع الى انسداد افق الحل السياسي للنزاع في سوريا وتحوله الى حرب لا هوادة فيها.

واوضح مساعد الابراهيمي الذي طلب عدم ذكر اسمه ان quot;الابراهيمي لم يستقل ولكنه قال انه يفكر في الاستقالة كل يوم، لم يستقل ومازال يقوم بمهامه كموفد للجامعة العربية والامم المتحدةquot;. وقال دبلوماسيون دوليون وعرب الاربعاء ان الاخضر الابراهيمي الدبلوماسي المخضرم على وشك تقديم استقالته بسبب احباطه من انقسام المجتمع الدولي حول سوريا والعسكرة المتزايدة للنزاع التي ترجع جزئيا الى دعم دول عربية لمقاتلي المعارضة.

واكد مساعد الابراهيمي انه quot;حتى الان يفكر في الاستقالةquot; الا انه لا يعتزم اتخاذ قرار قبل عودته الى مقره في القاهرة في منتصف ايار/مايو الجاري. وادى النزاع الجاري في سوريا الى سقوط 70 الف قتيل منذ بداية الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الاسد في 15 اذار/مارس 2011.

وواجه الابراهيمي (79 عاما) انتقادات من المعارضة السورية بينما اكد نظام بشار الاسد انه لن يتعامل معه كموفد للجامعة العربية وانما فقط كموفد للامم المتحدة. وقال دبلوماسيون ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، بريطانيا وفرنسا) يريدون ان يبقى الابراهيمي في منصبه.