افترق حزب الله عن حليفه التيار الوطني الحر في الموضوع الانتخابي، وافترق التيار عن الحزب في موضوع القصير، إلا أن التفاهم القائم بينهما منذ العام 2006 لم ينهر بعد، بل هو في طور الترنح لا أكثر.


بيروت: استحوذ موضوع العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر على حيّز من اهتمام اللبنانيين، في ضوء التباينات التي أصابت هذه العلاقة، تبعًا لموقف الحزب المؤيد للتمديد للمجلس النيابي وقرار التيار الرافض لذلك تمامًا، ومن جهة ثانية عدم قدرة التيار العوني على تقبّل مشاركة الحزب في القتال في سوريا. وبالتالي، أوجدت هاتان المسألتان تباعدًا بين الطرفين المتفاهمين، هو أكبر من شرخ لكنه أقل من طلاق.

جبران باسيل، وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية وصهر رئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون اعتبر أن حزب الله طعن التيار في الظهر. وقال في تصريح صحافي: quot;حزب الله وضع السكين في الديمقراطية والآن يغرزها أكثر، أصابنا بهذا السكين وأصاب الديمقراطية، وهو يكمل الطعنة بإسقاط مؤسسة دستورية ثانية، فهو أسقط المجلس النيابي بشرعيته، ولكي يجهز على هذا الموضوع، أراد أن يسقط المجلس الدستوري، وهو يقوم بذلكquot;.

ورقة في مهب الريح

الأكيد أن ورقة التفاهم التي وقّعها الجانبان في العام 2006 أعادت تركيب الخارطة السياسية اللبنانية، وكانت أساسًا في معادلة تركيب السلطة منذ تسوية الدوحة. وفي خضم ما يجري بين الطرفين، يمكن التوقف عند سلسلة عوامل أبرزها تراكمات الملف الانتخابي، بدءًا من الاقتراح الأرثوذكسي الذي أسقطه قانون مختلط أوحى به الحليف الرئيس لحزب الله، أي الرئيس نبيه بري، وصولا إلى التمديد للمجلس النيابي وقطع الطريق على الطعن به أمام المجلس الدستوري.

وتشير معلومات متناقلة في بيروت إلى أن المقربين من عون يعتبرون أن بري مسؤول عن الخلل في العلاقة مع حزب الله بشكل أو بآخر ويحمّلونه مسؤولية تدهور العلاقة من باب الاخفاق في ملف الانتخابات قانونًا وتمديدًا.

إلا أن النائب آلان عون رأى في حديث لـquot;إيلافquot; أن العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب الله لم تنهر بشكل كامل، لكنها ليست في أحسن أحوالها، وهي تمر في حال من عدم التوازن، مؤكدًا أن الأمر لا يخرج عن هذا الاطار.

قال: quot;لا نستطيع القول إن إنهيارًا في العلاقة حدث بين حزب الله والتيار الوطني الحر، ونحن نعتقد أن علينا المحافظة على كل علاقاتنا لا بل وأن نؤسس علاقات حتى مع خصومنا، فكيف الحري بحزب الله وخصوصًا في هذه المرحلة، ولا يمكننا أن نكون في حالة قطيعة مع أحدquot;.

مفارقة القصير

إلى الموضوع الانتخابي، يتوجب أيضًا النظر إلى الموقف الملتبس لعون من تدخل حزب الله في سوريا. ففي البداية تحفّظ عون واعترض على توسيع حزب الله عملياته خارج لبنان، وبعد معركة القصير دافع عون عن مشاركة الحزب هناك.

وشرح عون لـquot;إيلافquot; هذا الأمر قائلًا: quot;أمور كثيرة تجمعنا وأكثر منها يفرقنا، ومعركة القصير من الأمور التي إفترقنا في شأنها، وإختلفت نظرتنا إليها وكذلك موقفنا منها، وهي أحد أسباب الخلاف، لكن هذا لا يعني أن قطيعة حدثت بيننا أو أن العلاقة انهارت بالكاملquot;.

واعتبر النائب عون أن الإتصالات محكومة بالأمور المستجدة، quot;طالما ما زلنا في دائرة موضوع التمديد والطعن، وهذا الموضوع هو في الأساس محط تباين، لذلك لا شيء نتحدث عنه مع الحزب حاليًا، لكن المرحلة المقبلة ستحمل مناقشات أكيدة، علينا أن لا نضخّم الأمور أو نبسّطهاquot;.

أما حزب الله، الذي يرفض نوابه الحديث إلى وسائل الاعلام بشكل عام منذ نحو سنتين، فنفت مصادره الإفتراق عن التيار الوطني الحر أو اهتزاز العلاقة بين الجانبين، مؤكدة أن الإختلاف على التفاصيل لا يلغي القاعدة العريضة من المبادئ المشتركة.