قال لؤي المقداد، الناطق الاعلامي باسم الجيش السوري الحر، إن حزب الله يحشد عشرة آلاف مقاتل لاجتياح القصير، ما يثير مخاوف شريحة واسعة من اللبنانيين، يرتابون من تداعيات هذا التورط على لبنان بأسره.


بيروت: يتفاعل يومًا بعد آخر تدخل حزب الله العسكري في منطقة القصير السورية، ويتردد صدى ذلك في لبنان، وربما في خارجه أيضًا. ويشرح مراقبون الوضع اللبناني الحالي على الشكل الآتي: تفكك المكوّنات تبعًا لاختلافهم على قانون الإنتخاب، وتوتر متصاعد مع دول الخليج يتسبب به حزب الله وحليفه النائب ميشال عون، والاستغلال السياسي للضغوط المعيشية.

إلى ذلك، قد تظهر ترددات الأعمال العسكرية التي يقوم بها الحزب في الداخل السوري خلال الفترة القريبة المقبلة. في سياق متصل، علمت quot;إيلافquot; من مصادر وزارة الخارجية اللبنانية أن تخوفًا يسود الأجواء من إجراءات خليجية قد لا تكون في الحسبان. ونقلت المصادر أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يسعى إلى ترتيب زيارات سريعة إلى عدد من العواصم الخليجية، وتحديدًا المنامة وأبوظبي، لشرح الموقع اللبناني الرسمي من التطورات الأخيرة.

تحضير لاجتياح

ظهرت معطيات جديدة تحدث عنها لؤي المقداد، الناطق الاعلامي باسم الجيش السوري الحر، الذي قال في حديث تلفزيوني إن عناصر حزب الله، الذين يتخطى عددهم الألف عنصر، يتمركزون حاليًا في قرى العقربية والغسانية والصفصافة السورية في منطقة القصير في محافظة حمص.

أضاف: quot;من هذه المناطق، يدكّون مناطق تواجد عناصر الجيش الحر، وتشهد مناطق البرهانية والنهرية والفاضلية في القصير اشتباكات عنيفةquot;.

وتباع قائلًا: quot;نعتقد أن حزب الله يعدّ لاجتياح منطقة القصير، وقد وصلتنا معطيات تفيد بأنّه يحشد زهاء 10 آلاف مقاتل لهذه المهمةquot;، مستهجنًا رواية حزب الله عن عمليات دفاع عن النفس يقوم بها أبناء المناطق المتداخلة على الحدود بين البلدين، ومتسائلًا: quot;هل أبناء هذه المناطق منظمون عسكريًا لدرجة تنسيق عمليات القصف المدفعي براجمات الصواريخ ليسبق اجتياحًا بريًا لقرى سورية؟quot;

ملطخة بالدم

لفت المقداد إلى معلومات متوافرة لدى الجيش الحر مفادها أن ثمة اختلافا في الرأي يسود بين قيادات حزب الله. وقال: quot;هناك قيادات في الحزب غير راضية عن أدائهquot;، مشددًا على أن قيادات الصف الأول في حزب الله، وعلى رأسهم الامين العام حسن نصرالله ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا، تلطخت أيديهم بدماء الشعب السوري، quot;ولا مجال للتفاهم معهم بعد سقوط النظام الحاليquot;.

شدد الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون في حديث لـquot;إيلافquot; على أن هناك استهجانًا لبنانيًا كبيرًا لانخراط حزب الله في مواجهة الثورة السورية. قال: quot;مؤسف أن الحكومة اللبنانية تنأى بنفسها ورئيسها، نجيب ميقاتي، يكرر القول إن لبنان يتمسك بموقعه الحيادي وبسياسة النأي بالفس، في حين أن مكوّنًا أساسيًا ورئيسا في حكومته، أي حزب الله، منغمس حتى الأذنين في المواجهة ومنخرط في القتال على الأرضquot;.

واعتبر أن الدور القتالي الذي يلعبه حزب الله سيعرض لبنان إلى ضغوط دولية يمكن أن تتطور. قال: quot;الدول العربية عمومًا والخليجية خصوصًا تقف إلى جانب الثورة السورية، واليوم نجد أن هناك حملة ممنهجة من حزب الله ومن حليفه ميشال عون لسلخ لبنان من علاقاته المتميزة مع دول الخليج، لذلك لا أستبعد ترددات دبلوماسية كبيرة لما يفعله الحزبquot;.

ربيع طهران

وعن طبيعة الترددات الداخلية التي سيفرزها الدور العسكري للحزب في سوريا، أشار بيضون إلى أن الدخول في الثورة هو دخول في تأجيج الصراع السني ـ الشيعي، quot;وهو دور عهدت به إيران إلى الحزب، فوقوف حزب الله إلى جانب النظام ينطبق عليه تشبيه الملكي أكثر من الملك، وذلك ناتج من أن الإيرانيين يريدون الدفاع عن بشار الأسد لأنهم يعرفون أن ربيع دمشق سيؤدي إلى ربيع طهران، وهذا يسبب الخوف والرعب لإيران وللحزبquot;.

وشدد بيضون على أن مواقف الحزب لا تعبّر عن الطائفة الشيعية في لبنان، بل عن استراتيجية النظام الايراني. وقال: quot;نحن مع مواقف الشعب السوري ومطالب الثورة بالحرية والديمقراطيةquot;.

ورأى بيضون أن تصرفات حزب الله تسيء بقدر كبير إلى الطائفة الشيعية، ولأبنائها المنتشرين في الخليج والدول العربية. وقال: quot;يأخذ هذا الحزب الطائفة الشيعية من تورط إلى آخر، واليوم يضع مصير اللبنانيين عمومًا والشيعة خصوصًا على المحك، وعلينا ألا ننسى أن أوروبا تستعد لوضع الحزب على قائمة الإرهاب، وهذا سيزيد الوضع صعوبةquot;.

وشكك بيضون في أن تحتاج منطقة القصير إلى عشرة آلاف مقاتل، كما قال المقداد، quot;فهي لا تستوعب هذا العدد، لكن حزب الله يملك خبرة القتال في حرب الشوارع والعصابات، وهذا يجعله خطرًا على الثورةquot;.