تمكن مقاتلو الجيش السوري الحر من إسقاط طائرة مقاتلة تابعة للقوات السورية في ريف دمشق، وذلك بعد وقت من شنها غارة قتلت 20 شخصًا، فيما هدد رئيس هيئة أركان في الجيش الحر بقصف مواقع لحزب الله داخل لبنان متهمًا الحزب بقصف مواقع للمقاتلين المعارضين في سوريا.


بيروت: قتل عشرون شخصا الاربعاء في غارة جوية شنتها طائرة حربية على بلدة حمورية في ريف دمشق، فيما سقطت في المنطقة نفسها بعد وقت قصير مقاتلة بنيران مقاتلين معارضين، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد السوري في بيان مساء اليوم quot;ارتفع الى عشرين عدد الشهداء الذين قضوا جراء القصف بالطيران الحربي على بلدة حمورية في ريف دمشقquot;. وبعد اقل من ساعة على الغارة، اسقط مقاتلون معارضون للنظام بنيران اسلحة رشاشة ثقيلة طائرة حربية كانت تقصف مناطق في الغوطة الشرقية.

وبث ناشطون على موقع quot;يوتيوبquot; على شبكة الانترنت شريط فيديو تظهر فيه طائرة في سماء مدينة حمورية، بحسب ما يقول التعليق، وهي تطلق ثلاث قنابل على الاقل، قبل ان تسمع اصوات رشاشات، ثم يصرخ احدهم quot;اشتعلتquot;، وتشاهد الطائرة وقد اندلعت فيها النيران من الخلف وهي تهوي الى الامام نحو الارض بسرعة هائلة.

وتزامنت الغارات مع معارك ضارية في مناطق الغوطة الشرقية، بحسب المرصد، وعمليات قصف واسعة تستخدم فيها راجمات الصواريخ. وسجل سقوط مزيد من القتلى والجرحى. كما قتل رجلان وامرأة جراء قصف تعرض له مخيم اليرموك في جنوب مدينة دمشق، وثلاثة شبان في قصف على حي جوبر في شرق العاصمة، بحسب المرصد الذي اشار الى تعرض حي برزة في غرب العاصمة ايضا للقصف.

ولليوم الثاني على التوالي، تعرضت مناطق في دمشق بعيدة نسبيا عن اعمال العنف، لسقوط قذائف. اذ قتل لاعب كرة قدم سوري واصيب اربعة آخرون بجروح لدى سقوط قذيفتي هاون على مدينة تشرين الرياضية في حي البرامكة في وسط العاصمة. وكانت قذيفتان اخريان سقطتا الثلاثاء على مقربة من قصر تشرين الرئاسي في غرب دمشق.

وفي حلب (شمال)، افاد المرصد عن غارات جوية على عدد من احياء المدينة الاربعاء. كما وقعت اشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية في محيط مطاري النيرب وكويرس العسكريين شرق مدينة حلب، في اطار quot;حرب المطاراتquot; التي اعلنتها المجموعات المقاتلة منذ اكثر من اسبوع في محافظة حلب.

وقتل في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الاربعاء 107 اشخاص بينهم 45 مدنيا، بحسب المرصد الذي يقول انه يعتمد، للحصول على معلوماته، على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل سوريا.

الجيش الحر يهدد بقصف مواقع لحزب الله

إلى ذلك، هدد رئيس هيئة الاركان في الجيش السوري الحر سليم ادريس اليوم الاربعاء بقصف مواقع لحزب الله داخل الاراضي اللبنانية متهما الحزب بقصف مواقع للمقاتلين المعارضين في سوريا.

وقال ادريس لوكالة الأنباء الفرنسية إن quot;حزب الله يرسل مقاتلين للقتال مع نظام بشار الاسد في كل من دمشق وريف دمشق وحمص ولدينا اثباتات على ذلك. لكنه في الاسبوع الحالي والايام الماضية بدأ بنغمة جديدة وهي قصف القرى السورية من الاراضي اللبنانيةquot;.

وأضاف أن الحزب quot;يستخدم الاراضي اللبنانية لقصف الاراضي السورية ومواقع الجيش الحر. هذا هو المتغير الجديد في نشاط حزب الله وفي دخوله على ملف الازمة السوريةquot;.

وتابع quot;اذا لم يتوقف قصف الجيش الحر وقصف قرانا من الاراضي اللبنانية، فاننا امام العالم، نعلن، وهذا حقنا، حق الدفاع عن النفس، اننا سنرد على مصادر النيران... اي طلقات باتجاه القرى الحدودية السورية من الاراضي اللبنانية سنرد عليها، باذن اللهquot;.

وقال ادريس ان الجيش الحر طلب quot;من المسؤولين اللبنانيين، من رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) ومن رئيس الوزراء (نجيب ميقاتي) ان يتدخلوا لوقف هذا العملquot;، مشيرا الى انه لم يسمع اي رد، او رد فعل.

واضاف ان quot;حزب الله ينتهك سيادة لبنان عندما يقصف القرى السورية من الاراضي اللبناني وينتهك سيادة الاراضي السورية... هذا العمل غير مبرر قانونيا ومرفوض في الشرائع الدولية والقانون الدولي وحسن الجوارquot;. واوضح ادريس ردا على سؤال ان قصف حزب الله quot;يستهدف القرى المحيطة في مدينة القصيرquot; في محافظة حمص، وينطلق من قرية زيتا الواقعة على الحدود اللبنانية السورية والتي تنقسم بين لبنان وسوريا.

ومؤخرًا، اشتعلت مناطق وقرى حدودية متداخلة بين لبنان وسوريا، مع إعلان الجيش الحر مقتل عدد من عناصر حزب الله في اشتباكات في ريف منطقة القصير السورية الأحد الماضي. وردًا على اتهامات بوجود مقاتلين له في المناطق السورية الحدودية مع لبنان، يردد حزب الله أن quot;أهالي هذه المناطق الشيعية يدافعون عن أنفسهم جراء مهاجمة مقاتلي المعارضة السورية لقراهمquot;.