المعارض السوري معتز شقلب
الدعم العربي شحيح والحصار شديد، والدول الغربية ترفض تزويد الجيش السوري الحر بأسلحة نوعية فعالة ليدافع عن المدنيين السوريين من همجية النظام، فكانت مافيا السلاح ملجأه الأخير ليحصل على مضادات الطائرات والصواريخ المحمولة على الكتف، ليشلّ طائرات النظام الحربية التي تقصف القرى والمدن. هذا نزرٌ يسير مما قاله المعارض السوري معتز شقلب لـ quot;إيلافquot;.


كشف معتز شقلب المعارض السوري في القاهرة أن الجيش السوري الحر يعاني قلة دعم الدول العربية له، مشيراً إلى أنه في ظل حالة الحصارورفض الدول منحه أسلحة نوعية للدفاع عن المدنيين السوريين ضد هجمات جيش الرئيس بشار الأسد اضطر للجوء إلى مافيا السلاح لتزويده بالأسلحة النوعية ومنها مضادات الطائرات والصواريخ المحمولة على الكتف.

ونفى شقلب قيام الجيش الحر بإعدامات وجرائم قتل، مشيراً إلى أن تلك الإعدامات تمت لأشخاص ثبت ارتكابهم جرائم قتل واغتصاب بحق السوريين. وقال شقلب في مقابلة مع إيلاف إن جيش بشار الأسد لم يستخدم الأسلحة الكيماوية، ولكنه يستخدم أسلحة محرمة دولياً، بالإضافة إلى قصف القرى والمدن بالطائرات الحربية. وفي ما يلي نص الحوار:

bull; كيف ترى مهمة المبعوث الأممي الجديد الأخضر الإبراهيمي في سوريا؟
كما توقع الأخضر الإبراهيمي الفشل لنفسه، نحن أيضاً نتوقعه له، لاسيما أن النظام ثبت أنه لا يلتزم بأية وعود، ولا ينفذ أية مبادرات، ولنا في المبادرة العربية، ومبادرة كوفي أنان العبرة والعظة، ولن يلتزم بشار الأسد بأية مبادرة يطرحها الإبراهيمي، لأن القرار لم يعد بيديه، بل في يد إيران، وهناك محور ثلاثي يدير الأزمة في دمشق حالياً مكون من إيران وحزب الله ونظام بشار الأسد. والقرار بأيدي إيران لأنها تعتبر أن نظام بشار الأسد هو خط الدفاع الأول عنها، ولو سقط فسوف يسقط حزب الله أيضاً، ويكون الطريق إليها مفتوحاً، وسوف يتم ضربها لعدم تمكينها من صناعة القنبلة النووية. لن تتخلى إيران عن بشار أبداً، ولن يتخلى عنه حزب الله، لاسيما أن بشار الأسد يعتبر الحاضن له، وهناك مخازن أسلحة للحزب في سوريا، وإيران وحزب الله يشاركان في الحرب ضد الشعب السوري بكل ما لديهما من قوة. ولأن القرار ليس قرار بشار الأسد، بل قرار المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي وزعيم حزب الله حسن نصر الله، فإن مهمة الأخضر الإبراهيمي سوف تفشل، وسيكون مصيره هو مصير كوفي أنان نفسه.

bull; أطلق بشار الأسد تهديدات باستخدام الأسلحة الكيماوية في حال تعرضه لضربات خارجية، لكن هناك تقارير تتحدث عن استخدامه تلك الأسلحة ضد المدنيين بالفعل، ونشرت فيديوهات لطفل مصاب بحروق ويتساقط جلده وقيل إنها نتيجة لقصف منزله بسلاح كيماوي؟ هل لديك معلومات حول هذا الأمر؟

لا أتوقع أن تصل حماقة الأسد إلى هذا الحد، لاسيما أن استخدامها سوف يضرّ به بطريقة مباشرة ويثير ضده إسرائيل وأميركا ودول أوروبية أخرى لها قوة ونفوذ في المجتمع الدولي مثل فرنسا، فإسرائيل تراقب الأسلحة الكيماوية على مدار الساعة، وفي حال استخدامها من قبل الأسد فإن تأثيرها قد يصل إلى مدن شمال إسرائيل، ولذلك أطلق الرئيس الأميركي باراك أوباما تحذيرات شديدة اللهجة لبشار الأسد، وهدد بعمل عسكري في حال استخدمها. كما أن الأسد ليس في حاجة إلى استخدام الأسلحة الكيماوية، لاسيما أن لديه حرية كاملة في قصف المدن والقرى والأحياء بالطائرات المقاتلة، ودكها وتسويتها بالأرض دون أن يثير غضب أميركا أو إسرائيل، فهو يحرص جداً على عدم إثارتهما ضده. أما الفيديو الذي نشر ويظهر فيه طفل يتساقط جلده فيه نتيجة حروق شديدة، فهذا حدث نتيجة سقوط قذيفة على منزله بشكل مباشر.

bull; بمناسبة الحديث عن قصف الطائرات، نجح الجيش الحر في إسقاط بعضها، فهل هذا يؤشر إلى أنه حصل على أسلحة نوعية جديدة؟
الجيش السوري الحر لا يملك أية إمكانيات لصد هجمات الطائرات التي تحلق وتسرح وتمرح في الجو وتقصف القرى والمدن ليل نهار تحت بصر المجتمع الدولي كله، دون أن يحرك ساكناً، والطائرة التي تم إسقاطها جاء نتيجة خطأ الطيار الذي حلق على ارتفاعات منخفضة، فتم إسقاط طائرته بمدفع 14.5 مل، وهو سلاح بسيط لا يمكن أن يستخدم في حرب مع طائرات ودبابات وأسلحة متطورة، ما بيد الجيش الحر أسلحة خفيفة تستخدم في مهاجمة مخفر شرطة أو صد هجوم لمجموعة مسلحة من الجيش النظامي، أو عمل كمين لها واصطياد بعض عناصرها، لكنه لا يمكن أن تصد هجوم كتيبة من الجيش النظامي مثلاً.

bull; لكن هناك تقارير إعلامية تتحدث عن حصول الجيش الحر على صفقة صواريخ استينجر المتطورة، بالإضافة إلى حصوله على أسلحة نوعية أخرى؟
الجيش الحر يحصل على أسلحته من الغنائم، فهو يهاجم مخفر شرطة ويحصل على الأسلحة منه، أو يحصل عليها بعد الانتصار على الجيش النظامي، حيث يترك الجنود السلاح ويهربون، لكنه لم يحصل حتى الآن على أية أسلحة نوعية مثل مضادات الطائرات والدبابات، وما قيل عن صفقة صواريخ استينجر ليس صحيحاً في مجمله، فقد نشر أنه حصل على 14 صاروخاً، والحقيقة أنها 17 صاروخاً، لكنها صواريخ متوسطة المدى، ولا تستطيع ضرب الطائرات، ولم يحصل عليها من أميركا كما نشر، ولكنه حصل عليها بطريقته الخاصة. فأميركا أو أي من الدول التي وعدت بمساعدة الجيش الحر لم تف بوعودها، والجميع خذلنا باستثناء دولتين عربيتين، إحداهما تدفع ثمن السلاح والأخرى توصله لنا، كما حدث في معركة حلب، لكنها أسلحة خفيفة، لا تكفي لصد هجمات الجيش النظامي، فمثلاً الجيش الحر لا يستطيع تحرير حمص رغم أنها محاصرة منذ أكثر من شهرين، ونفذ منها الطعام ومخزون الطحين والدواء، لذلك كنا في اجتماع مع بعض الداعمين لنا وطلبنا منهم اللجوء إلى مافيا السلاح في العالم من أجل تزويدنا بالسلاح النوعي، لاسيما في ظل تخاذل أميركا وغيرها من الدول عن إمدادنا بالسلاح، وتلقى الجيش الحر العديد من العروض من شركات تهريب سلاح المنتشرة حول العالم لتزويده بالسلاح الذي يريده، ولكنه لا يملك المال الكافي للتعاقد على شراء تلك الأسلحة، لذلك سوف نحضر اجتماعاً قريباً في تركيا بمناقشة هذا الأمر، لاسيما أن بعض الدول أبدت ترحيباً بهذا الطرح، ويمكنها أن تزود الجيش الحر بالمال لشراء الأسلحة النوعية. لأن الثورة لن تعود إلى الوراء أبداً، وليس هناك أي فرصة للتراجع عن الثأر لدماء الشهداء الذين يقتلون يومياً بدم بارد، فالشبيحة وجيش بشار يذبحون الأطفال من العنق، ويغتصبون النساء، ويدكون المدن والقرى بالطائرات المقاتلة، ونحن لن تقف مكتوفي الأيدي.

bull; بعض الدول العربية أعلنت صراحة دعمها للجيش الحر، فهل لم تف أي منها بتلك الوعود؟
المعارضة السورية تقاتل بأسلحة خفيفة
للأسف الشديد لم تف أي من الدول العربية بوعودها لنا، باستثناء المساعدات الإنسانية والإغاثية، ولكن لم تسع أية دول عربية لتزويدنا بالسلاح. ماذا سيضير بعض الدول في منحنا مائة مليون دولار لشراء السلاح؟ نحن لا نريد هبة، ولكن يمكننا سدادها كديون بعد إسقاط هذا النظام الفاسد، لأن سوريا دولة غنية، ويمكنها سداد ديونها خلال خمسة أعوام على الأكثر. نحن نتلقى عروضاً من شركات السلاح بشكل يومي، لكن التكلفة مرتفعة، فالجيش الحر يحتاج إلى مليار دولار من أجل شراء الأسلحة النوعية، وعندها سوف تتغير المعادلة فوراً، لاسيما أن جيش بشار الأسد لم يعد يسيطر على الأرض، ولذلك فهو يقصف بالطائرات من الجو، وفي المقابل يسيطر الجيش الحر على الأرض، لكنه لا يستطيع صد الضربات الجوية.

bull; يتعرض الجيش الحر لإنتقادات شديدة بسبب ارتكابه جرائم قتل وإعدامات غير شرعية، فإذا كان يقاتل من أجل الحرية، فإن ذلك يؤثر في صورته كجيش ثوري؟
الجيش الحر لم يرتكب أي جرائم قتل أو إعدامات إلا بحق من ثبت أنهم ارتكبوا جرائم قتل واغتصاب للأطفال والحرائر السوريات، ويعد أبرز مثال على ذلك آل بري، فهذه العائلة معروف أنهم تجار مخدرات، وعقب اندلاع الثورة أخرجهم بشار الأسد من السجون ومنحهم السلاح من أجل ترويع المدنيين في حلب، وارتكبوا جرائم قتل جماعية واغتصاب للنساء في حلب، وكانوا يقتلون الشباب والنساء ويلقون بجثثهم في الشوارع ويكتبون عليها quot;هذا جزاء من يثور ضد الأسد.. التوقيع آل بريquot;، وأنا شخصياً لما علمت ذلك المسلك منهم اتصلت بأحد زعماء القبائل وطلبت منه الإتصال بكبيرهم زينو بري، وقد كان، ولكن زينو بري رد عليه وقال إنه لن يسمح لأحد بالثورة ضد بشار الأسد، وأن الذبح سيكون جزاء كل من يتجرأ ويخرج للشوارع ويرفع صوته بالثورة، حدث هذا أمامي شخصياً وسمعت هذا الكلام من زينو بري بأذني، وهؤلاء جرائمهم ضد السوريين في حلب موثقة بالصوت والصورة.
وحدثت اعدامات لأشخاص آخرين من الشبيحة أو من قوات الشرطة التابعة للنظام ممن ثبت أنهم ارتكبوا جرائم قتل أو سطو مسلح أو اغتصاب للجرائر، وهناك قوائم طويلة تضم أسماء شبيحة ورموز للنظام ومتعاونين معه في كل مدينة، بعد أن يدخلها الجيش الحر يبحث عنهم ويخضعهم للمحاكمات، ومثلاً هناك قائمة تضم 250 شخصًا في حمص ارتكبوا جرائم اغتصاب للنساء وقتل للأطفال وسطو مسلح على ممتلكات أهالي حمص المحاصرة، وسوف يتم محاكمة هؤلاء وإعدامهم بعد تحرير حمص.
لكن يجب الإعتراف أن هناك أخطاء يقع فيها بعض أفراد الجيش الحر. إلا أنها تأتي نتيجة الحرب والضغوط العصبية التي يتعرض لها أفراد الجيش الحر، بسبب الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها بشار الأسد.

bull; هناك جرائم خطف لمواطنين غير سوريين مثل اللبنانيين تقع بواسطة مجموعات تابعة للجيش الحر، وليس هناك مبرر لها، بل تساهم في فقدان التعاطف معه، فلماذا يتم ارتكابها؟
رغم فقدان نظام بشار الأسد السيطرة على نحو 70% من الأرض، إلا أن النظام مازال قوياً ويمتلك القدرة على ارتكاب بعض الأفعال بغرض تشويه الثورة والثوار، ومنها عمليات الخطف، فمثلاً من قاموا بخطف بعض أفراد عائلة آل مقداد هم عناصر من الشبيحة في سوريا بغرض نقل الأزمة إلى لبنان، والدليل أن المجموعة التي أعلنت مسؤوليتها عن الخطف غير معروفة للجيش الحر، ويتم من حين لآخر فبركة فيديوهات عن ارتكاب الجيش الحر مجازر، وكل هذا يأتي في إطار الحرب ومحاولة تشويهه، ولعل آخر ما تفتق عنه ذهن النظام، هو زرع بذور الخيانة بين أفراد ومجموعات الجيش الحر، فمثلاً أعلن النظام أن مجموعة تنتمي للجيش الحر سلمته بعض الضباط المنشقين عنه، وذكرت وسائل إعلام تابعة للنظام أسماء اثنين من النشطاء على أنهما من قاما بعملية الضباط الثلاثة المنشقين، ولكن ما يعلمه الكثيرون أن من ذكرهم إعلام النظام ليسوا أعضاء في الجيش الحر، بل هم ناشطون إعلاميون وسياسيون، لا علاقة لهم بالجيش الحر من قريب أو بعيد، ويقيمون خارج سوريا.