دفعت الزيادة، التي حدثت في أعداد المواطنين السوريين الذين يبحثون عن ملجأ، بعيداً عن تصاعد حدة العنف في بلادهم، بالحكومة التركية إلى وقف تدفق اللاجئين على معبرين حدوديين رئيسين يوم أمس الأحد، وسط تصاعد في أزمة إنسانية بدأت تطال جيران سوريا، وتزيد من الضغوط من أجل اتخاذ قرار يجيز التدخل الدولي.


ظروف حياتية في غاية الصعوبة يواجهها النازحون السوريون يومياً

أشرف أبوجلالة من القاهرة: ترك هذا الإغلاق أكثر من 7000 لاجئ تتقطع بهم السبل وسط أشجار الزيتون داخل سوريا بالمكانين اللذين يعبر منهما معظم السوريين، بينما سعى المسؤولون الأتراك الى توفير طريقة يستضيفونهم من خلالها في معسكرات غير قادرة على استيعاب التدفق.

لكن مع وصول عدد اللاجئين في تركيا الى أكثر من 80 ألفاً، وهو العدد الذي يقدر تقريباً بضعف العدد قبل شهر، بدأ المسؤولون يحذّرون من أن تركيا تمضي سريعاً باتجاه المرحلة التي لن تعود فيها قادرة على التكيّف مع ذلك الوضع المتفاقم في سوريا.

وهو ما جعل صحيفة واشنطن بوست الأميركية تشير في تقرير لها اليوم بهذا الخصوص إلى أن ذلك الموقف الراهن قد يؤدي الى طلب دعم في مجلس الأمن من أجل توفير شكل من أشكال الملاذات المحمية دولياً التي تمكن اللاجئين من البقاء في سوريا.

ومضت الصحيفة تنقل عن مسؤول حكومي رفض الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع إن تركيا لم تتخذ قرارها بعد بشأن الطريقة التي ستتعامل من خلالها مع تسارع تدفق اللاجئين، وأنها تفكر في أن تطلب من الأمم المتحدة إيجاد طريقة للإبقاء على هؤلاء المواطنين السوريين في أمان على الجانب السوري من الحدود.

وتابع حديثه في السياق عينه بالقول: quot;لقد أصبح الأمر عبئاً كبيراً. وهو ما قد يتحول إلى قضية كبرى، ونحن يتعين علينا أن نفكر في أي نوع من أنواع الاحتمالاتquot;.

في غضون ذلك، أكد مسؤولون أميركيون أن إدارة أوباما مازالت معترضة على الانخراط في ما قد يتحول إلى حرب مكلفة ومتواصلة، تهدد بتعريض المنطقة كلها للخطر. وقد وصف أوباما في الأسبوع الماضي احتمالية استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية ضد خصومه بأنها quot;خط أحمرquot;، إن تجاوزه، ستتدخل الولايات المتحدة.

لكن وعلى الرغم من الضغوط التي يمارسها المسؤولون الأتراك على الولايات المتحدة للمضي قدماً صوب أي شكل من أشكال التدخل، لأنهم لا يريدون المزيد من اللاجئين، فإن واشنطن غير مقتنعة بأن إنشاء أي نوع من أنواع المناطق العازلة سوف يكون مجدياً لحماية اللاجئين أو لتسريع انهيار النظام، على حسب ما ذكره مسؤول بارز في الإدارة الأميركية بعدما رفض الكشف عن هويته هو الآخر بسبب حساسية الموضوع.

وقال مسؤولون أميركيون إن المناقشات التي تمت من جانب مخططي الأحداث الطارئة الأميركيين تركزت على مجموعة من الخيارات، تراوحت ما بين ما أُطلِق عليه خيار quot;منطقة حظر طيرانquot; لتوفير ملاذ للاجئين من دون الحاجة الى هجمات مباشرة على المنشآت العسكرية، وبين فرض منطقة حظر طيران كاملة النطاق كما حدث في ليبيا.

وأعقبت واشنطن بوست بقولها إن عدد اللاجئين الذين استقبلتهم دول جوار سوريا قد تجاوز بالفعل توقعات الأمم المتحدة التي قدرته بـ 185 ألف لاجئ بحلول نهاية العام، حيث تم تسجيل أكثر من 200 ألف يوم الجمعة في تركيا والعراق والأردن ولبنان.