تجاوز عدد قتلى الجيش السوري النظامي 68 ألف جندي، كما خسر 3700 دبابة و360 طائرة مقاتلة، بحسب ما قال ناشطون، لكن لا يمكن التأكد من حقيقة هذه الأرقام. أما الرقم الأكيد فخسارة الاقتصاد السوري 85 مليار دولار منذ آذار (مارس) 2011.


لا حرب بلا خسائر، فهذا من المسلمات. وفي الحرب السورية، لا يتوقف النزف اليومي، إذ تجاوز عدد القتلى المدنيين عتبة 100 ألف قتيل، بعد نحو 27 شهرًا من بدء الثورة السورية. واليوم، أعلن ناشطون سوريون أن الجيش السوري النظامي أصيب بخسائر فادحة، بعدما زج به نظام الرئيس بشار الأسد في حرب أهلية، لقمع ثورة السوريين الطامحين إلى الحرية. فقد قال هؤلاء الناشطون إن عدد القتلى بين صفوف قوات الأسد فاق 68 ألفًا، بينما خسرت 3700 دبابة من أصل 5000 تخدم في قطاعات الجيش السوري. كما لم يتبق للنظام سوى 90 طائرة مقاتلة من أصل 450 طائرة كانت تشكل القوات الجوية السورية، أو ما اصطلح أبواق النظام السوري على تسميته quot;نسور الأسدquot;.

تفصيلًا

ليس ثمة ما يثبت صحة هذه الأرقام، إذ يقول مراقبون دوليون إن عدد القتلى قد يفوق هذا الرقم بكثير. إلى أن وكالة رويترز قدمت في منتصف نيسان (أبريل) الماضي جردة شبه رسمية بالخسائر العسكرية التي تكبدها الجيش السوري النظامي وشبيحة النظام وأمنه. ففي تقريرها، فالت رويترز إن عدد العسكريين القتلى من الجيش السوري والأمن والشبيحة تجاوز خمسة عشر ألفًا، إلا أن قيادة الجيش السوري لا تنشر الأسماء، حفاظًا على معنويات الجند، وبينهم ستة ألاف من العلويين، يتحفظ الجيش على أسماءهم، لضمان موالاة الطائفة وعدم الاصطدام مع أهالي الأرياف، وعدم قدرة النظام السوري على تقديم التعويضات التي وعدهم بها. فـ 70 بالمئة من الشبيحة يأتون من مناطق الغاب ومصياف وريف الساحل، والباقي من ريف حمص وحلب.

وأفاد تقرير رويترز بأن عدد الفارين من الخدمة العسكرية تجاوز 100 ألف عسكري من مختلف الرتب. و99 بالمئة من الجند الآتين من حوران انشقوا، وهم يشكلون أكثر من عشرين ألف عسكري، نزح نصفهم إلى الأردن.

ترقين قيد

ونقل التقرير معلومات واردة من مصادر مطلعة على أحوال جيش النظام السوري، فيها جدول بآليات عسكرية جرى quot;ترقين قيدهاquot;، وهذا مصطلح عسكري سوري مرادف لخروج الآلية من الخدمة الفعلية. يضم الجدول 368 دبابة من مختلف الأنواع، و248 عربة بي أم بي من مختلف الطرازات، و131 عربة بي آر دي أم، و146 شاحنة عسكرية، و236 سيارة صغيرة بما فيها الحافلات، و17 عربة مصفحة من نوع بي تي آر، و122 شاجنة صغيرة quot;بيك أبquot; من مختلف الطرازات، و148 عربة إسعاف مدنية وعسكرية، وثلاثة حوامات عسكرية روسية متطورة من طراز مي وأنتونوف.

وبحسب التقرير نفسه، تجاوز حجم الذخيرة المستخدمة لقمع الثورة حجم ما استخدم في كافة الحروب العربية ضد إسرائيل منذ حرب العام 1973، بما فيها حرب لبنان، بعشرة أضعاف.

نزف اقتصادي

وليس الجيش والشعب من يتكبدان الخسائر من نزف الحرب والقمع، فالاقتصاد السوري ينزف شديدًا، إذ كشفت دراسة أعدها المركز السوري لبحوث السياسات في دمشق ارتفاع معدل الخسائر الناجمة عن الحرب الأهلية في سوريا إلى نحو 85 مليار دولار، بمعدل يفوق في الربع الأول من العام الحالي خسائر العام الماضي تقريبًا.

فقد بلغت خسائر الاقتصاد السوري حتى الربع الأول من العام 2013 ما يقارب 84.4 مليار دولار، بعد أن وصلت بنهاية العام 2012 إلى 48.4 مليار دولار، ما يعني أن خسائر الربع الأول من العام الحالي تشكل نحو 40 مليار دولار. وأفادت دراسة المركز أنّ بين الخسائر نحو 8 مليارات دولار خسائر لحقت بالناتج المحلي الإجمالي، و13 مليار دولار لحقت برأس المال، ونحو 7 مليارات ذهبت للإنفاق العسكري.

أما الدين العام السوري، داخليًا وخارجيًا، فقد ارتفع من 48 بالمئة من الناتج المحلي في العام 2012 إلى 65 بالمئة من الناتج المحلي خلال الربع الأول من العام الحالي.