اعترض رجال المخابرات الأميركية مكالمات هاتفية تطغى عليها نبرة الذعر بين أحد مسؤولي وزارة الدفاع السورية وقائد الوحدة الكيميائية، بعد الهجوم بساعات، وكان يستوضح منه أمورًا خاصة بالعملية، ما يضيف دليلًا آخر على مسؤولية النظام عن مجزرة الكيميائي في ريف دمشق.


باتت الولايات المتحدة على يقين بأن النظام السوري هو الجهة التي وقفت وراء الهجوم الكيميائي الأخير، بعدما اعترضت مكالمات هاتفية، تمت بعد الهجوم بساعات بين أحد المسؤولين في وزارة الدفاع السورية وقائد وحدة الأسلحة الكيميائية.

وذكرت مجلة فورين بوليسي الأميركية أن جواسيس أميركيين علموا بتبادل مجموعة مكالمات هاتفية، تطغى عليها نبرة الذعر بين أحد مسؤولي وزارة الدفاع السورية وقائد الوحدة الكيميائية، حيث كان يستوضح منه بعض الأمور الخاصة بالعملية، بعد مرور ساعات قليلة على الهجوم الذي شنّ الأربعاء الماضي.

وقد لقي أكثر من 1200 شخص مصرعهم في دمشق نتيجة لذلك الهجوم، بما في ذلك العديد من الأطفال، بينما نفى نظام الرئيس بشار الأسد كل التقارير التي زعمت استخدامه غاز سارين في مهاجمة المنطقة.

ماهر الجاني
بيد أن هذا الكشف أثار أيضًا تساؤلات بخصوص ما إن كان الهجوم تم بقرار من أحد الضباط السوريين الذي تجاوز حدوده، أو بناءً على تعليمات الأسد. وقال أحد مسؤولي الاستخبارات الأميركيين للمجلة: quot;من غير الواضح من هي الجهة التي تتحكم بمجرى الأمور في سوريا، هل هناك فقط شكل من أشكال المباركة العامة لاستخدام تلك الأشياء؟، أم هناك أوامر صريحة بخصوص كل هجوم يتم شنه؟quot;.

وكانت تقارير إخبارية إسرائيلية تحدثت قبل يومين عن احتمال تورّط ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري، في شنّ ذلك الهجوم الكيميائي المميت. كما نوّهت صحيفة غارديان البريطانية بأن تلك ليست المرة الأولى التي يتم فيها الربط بين ماهر الأسد وبين أكثر حلقات الحرب دموية. وقيل إنه التقطت مجموعة صور لماهر الأسد وهو يطلق الرصاص على متظاهرين عزّل في أوائل الثورة السورية في العام 2011، ويقال إنه عنيف وسريع الانفعال، وسبق له أن تدرّب في أكاديمية دمشق العسكرية مع شقيقه الأكبر الراحل باسل.

تأهّب أميركي
يأتي هذا كله في وقت تتحدث فيه تقارير عن أن بريطانيا وأميركا قد يقومان بشنّ هجوم صاروخي على سوريا في وقت مبكر من يوم الجمعة المقبل، فيما أشار اليوم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى أن أي تدخل عسكري في سوريا سيهدف إلى منع الاستخدام المستقبلي للأسلحة الكيميائية، في الوقت الذي حرص فيه على توضيح حقيقة أن بلاده لا تتطلع إلى الانخراط في حرب شرق أوسطية جديدة.

وأضاف كاميرون أن النظام السوري استعان بالأسلحة الكيميائية في 10 مناسبات أخرى قبل الهجوم الأخير، وأن العالم يجب ألا يقف مكتوف الأيدي أمام ما يحدث.

في السياق نفسه، أكد وزير الدفاع الأميركي، تشاك هاغل، أن القوات الأميركية متمركزة في مكانها في المنطقة، وعلى أهبة الاستعداد وقتما يصدر الرئيس أوباما تعليماته، ما جعل نظام الأسد يؤكد أنه سيردّ على ذلك بكل السبل المتاحة له.