قال وزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري كيسنجر، إن الخروج الفوري للأسد من السلطة قد يؤدي إلى فوضى. واعتبر كيسنجر أن موسكو اختارت توقيتًا مثاليًا من أجل تقديم مبادرتها حول السلاح الكيميائي.


واصل مخضرمو السياسة الأميركية وصناع القرار السابقون الإدلاء بآرائهم وتحليلاتهم لموقف حكومة بلادهم بين ناقد ومؤيد ومعارض في شأن تداعيات الأزمة السورية، واليوم يأتي دور هنري كيسنجر وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي الأسبق ليقول كلمته في هذا الاتجاه.

وكان وزير الدفاع الاميركي السابق دونالد رامسفيلد انتقد بشدة أداء الرئيس باراك اوباما في التعاطي مع الأزمة السورية، بينما صرح مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس كارتر، زبيغنيو بريجنسكي، بأن مصالح بلاده حاليًا تتقاطع مع مصالح روسيا بما يتعلق بسوريا، مضيفًا أن واشنطن أخطأت بدعوة الرئيس السوري، بشار الأسد، إلى الرحيل دون تقديم استراتيجية لذلك

وبدوره، قال وزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري كيسنجر، إن موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيال سوريا يعود إلى قلقه من تزايد دور الإسلام المتشدد، معتبراً أن الصراع في سوريا يتجاوز الموقف من الرئيس بشار الأسد ليصل إلى النزاع الطائفي بين السنة والشيعة، كما رأى أن الخروج الفوري للأسد من السلطة قد يؤدي إلى فوضى.

واعتبر كيسنجر الذي لا يزال إحدى الشخصيات الأكثر اطلاعًا على خفايا الدبلوماسية الدولية أن موسكو اختارت توقيتًا مثاليًا من أجل تقديم مبادرتها حول السلاح الكيميائي.

موقف محرج

وقال كيسنجر في مقابلة مع CNN،، ردًا على سؤال حول حقيقة موقف موسكو وما يريده الرئيس الروسي: quot;بوتين يعتبر أن الإسلام المتشدد هو التهديد الأمني الأكبر لبلاده، كما أنه لا يرغب بأن تحدد أميركا منفردة اتجاه الأمور في الشرق الأوسط، ولذلك عندما بات البيت الأبيض بموقف محرج مع إمكانية رفض الكونغرس المصادقة على ضربة عسكرية لسوريا، رأى بوتين في الأمر فرصة من أجل التدخل عبر تخفيف العبء عن الجانب الأميركي ومعالجة مشكلة مشتركة للجانبين.quot;

وأضاف كيسنجر الذي كان يوصف بـ(ثعلب الدبلوماسية الأميركية): quot;بحسب مراقبتي، فإن مصدر القلق الأكبر في سوريا بالنسبة لبوتين هو إمكانية تسبب هذا النزاع في زيادة التشدد بالمنطقة وليس حماية شخص بعينهquot; في إشارة إلى الرئيس السوري، بشار الأسد.

وحول موقفه من التحليلات التي تعتبر أن الوضع القائم في سوريا حاليًا يخدم مصالح واشنطن على أفضل وجه، وأن أميركا لن تستفيد من بقاء الأسد أو رحيله قال كيسنجر: quot;أعتقد أنه من الخطأ القول بأن مشكلة سوريا الوحيدة تتمثل في شخص الأسد وأن رحيله سيحل تلك المشاكل.quot;

وأضاف: quot;القضية في سوريا هي صراع تاريخي بين السنة والشيعة، وقد ثار السنة ضد الأقلية الشيعية (الطائفة العلوية) التي تحكم سوريا غير أن معظم الأقليات الباقية في البلاد تدعم العلويين، لذلك فإن على الولايات المتحدة أن تعمل من أجل قيام حكومة انتقالية دون أن يكون ذلك مرتبطًا في بداية الأمر برحيل الأسد عن السلطة، لقد قال بوتين إن إزاحة الأسد عن السلطة بشكل فوري ستؤدي إلى الفوضى بسوريا، وأظن أن هذا التقدير في محلهquot;.