وضح لكافة الأطراف ، في ضوء فشل الجلسة رقم 36 لمجلس النواب اللبناني في إختيار رئيس للجمهورية ، المدي الذي بلغه حزب الله في سيطرته علي القرار السيادي في البلاد ..&
من هنا جاء حرص المراقبون الدوليون علي تحليل ما وراء موقف سعد الحريري رئيس تيار المستقبل من مواصلة الحوار مع الحزب ..&
وقبل أن يندفعوا في تحليلاتهم .. يتسائلون .. لماذا هذا الحرص غير المتوقع ؟؟ ..&
لأن المؤشرات التى كانت سائدة قبل الأول من شهر مارس الحالي كانت تشير إلي إحتمال توقف مثل هذه الحوارات التى لم تأت بأي نتائج تُذكر علي اي مستوي من مستويات الحياة السياسية والإقتصادية والمجتمعية في لبنان سواء اليومية او المستقبلية ..&
وأيضاً لأن البعض من داخل الشارع اللبناني توقع الكف عنها – اي الحوارات - كنوع من التحجيم لدائرة تأثير الحزب التى تتزايد علي الدوام ، خاصة وانه لا يأبه بمصالح الدولة اللبنانية لا من قريب ولا من بعيد .. فإلي جانب شل يد الدولة عن ان تنتخب رئيس جديد للجمهورية منذ مايو عام 2014 !! حول مجلس الوزراء إلي آداة خاضعة لمشيئته بعد أن نجح في توجيه سياستها الخارجية إلي حيث لا ترغب الغالبية العظمي من اللبنانيين سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين سنة ..&
وبالإضافة إلي أن غالبية القوي السياسية المسيحية والسنية أصبحت تعتقد أن إغلاق باب هذه الحورات سيكون أكثر فاعلية من الإستمرار في التعاطي معها خاصة بعد قرار مجلس التعاون الخليجي ( الأربعاء 2 مارس الحالي ) باعتبار الحزب " منظمة إرهابية " كنتيجة مباشرة لقرار الرياض وقف هبتها المالية التى خصصتها لتعزيز مشتريات القوات المسلحة وقوات الامن الداخلي من السلاح الفرنسي لخمس سنوات قادمة ..&
يمكننا القول ..&
أن غياب سعد الحريري عن أرض لبنان لفترات طويلة جعله يعيش تناقضين في وقت احد .. عدم التنجانس مع الزخم الشعبي المناهض لحزب الله ، والسعي في نفس الوقت للتعايش مع الحزب لتجنب المواجهة الدامية بين أكثر من طرف لبناني ..&
وأن هذا التعايش نظر إليه البعض بأعتباره نوع من المساومة حول منصب رئيس الوزراء الذي يتطلع زعيم تيار المستقبل للجلوس علي كرسيه مرة ثانية ، ورآه البعض الآخر حرص علي مصلحة الدولة اللبنانية العليا .. ورآه فريق ثالث إستسلام لتهديدات التطرف تحت تأثير تزايد حالة الإنكفاء والتراجع التي أصبحت عنواناً لشارع اللبناني بعامة ..&
هذه الحقائق تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الوطن اللبناني يمر اليوم بمرحلة تاريخية شديدة التردي .. لأن ..&
الدولة تعيش بلا رئيس لجمهوريتها منذ حوالي العامين ..&
مجلس الوزراء تراجع إلي ما هو أقل من حكومة تصريف الأعمال ..&
المكون السياسي المتعدد للدولة المتفق عليه مجتممعياً ، تقهقر لمصلحة فصيل سياسي واحد ..
هذا الإختزال المخل لقواعد اللعبة السياسية واصل إجتراؤه علي سيادة الدولة عندما إتهم السعودية بأنها دفعت لبنان إلي مرحلة جديدة من الصراع السياسي والإعلامي علي أثر قيامها بوقف هبتها المالية ، وبأن الرياض هي سبب الفتنة بين السنة والشيعة في عموم الشرق الأوسط كله !! ..&
هذا بينما ..
كافة الأطراف ذات العلاقة بقضايا الشرق الأوسط تعلم أن الحزب منذ أن فَرض علي المجتمع السياسي اللبناني ما عرف بـ " الثلث المُعَطل " علي مستوي تشيكلة مجلسي النواب والوزراء ، لم تعد السياسية اللبنانية الداخلية والخارجية متوائمة مع مصلحة البلاد العليا ..&
القوي الإقليمية والدولية تعرف أن ترك الحبل علي غاربه للحزب لكي يُشكل ميليشياته العسكرية تحت شعار " المقاومة " لم يحقق الهدف من وراءه !! ولا دفع إسرائيل إلي تبني سياسات أقل دموية ، بل وفر له أن يضع قدراته العسكرية في مقابل قدرات الدولة بل ويتفوق عليها وينظر إليها من علِ ..&
كافة القوي السياسية الداخلية والخارجية تعلم أن هذا الثلث فرض علي الدولة اللبناية وغالبية مكونات شعبها وطوائفه حالة من التوتر السياسي والقلق المجتمعي منذ إغتيال الرئيس رفيق الحرير قبل إحدي عشر عام ، وحتي اليوم ، ومن هنا جاء رفضه المتكرر لوضع سلاحه تحت إمرة القوات المسلحة الرسمية !! بل وتعاظم دوره كنائب عن قوة أقليمية تعمل علي فرض رؤيتها علي لبنان العربية لصالح مشروعها الطائفي ..&
نقول ..&
هذه الممارسات غير المسئولة فرضت علي وزير خارجية لبنان جبران باسيل أن يستجيب لتعليمات حزب الله ويصوت ضد قرار مجلس وزارء الخارجية العرب الذي أدان الإعتداء الذي تعرضت له السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد منذ حوالي شهر ..&
حزب الله هو المسئول عن وصف غالبية عواصم صنع القرار الغربية حكومة لبنان بأنها كـ " العدم " لأنها لم تعد في رأي غالبية المحللين " تُمثل واقع الشارع اللبناني " الرافض لأساليب وسياسات فرض مصالح قوي أقليمية عليه بالقوة والقهر المادي والعسكري ..&
الأمر الذي يجعلنا نؤكد ..&
أن حزب الله ليس لديه أي نية لوقف أساليب مصادرته لقرارات الدولة السيادية ، لأنه يرفض الإستجابة لدواعي تهدئة الأجواء فوق الساحة السياسية اللبنانية وفق الرؤية التى تعكسها القوي اللبنانية السياسية المسيحية والسنية المدركة لحقائق مصلحة الوطن اللبناني العليا ..&
في ضوء هذه الحقائق الملموسة ..&
نسأل السيد سعد الحريري .. لماذا تواصل حواراتك ؟؟ ..&
هل تريد أن تجلب لنفسك شرعية مفتقدة تمكنك من مناهضة محاولات وزير الداخلية نهاد المشنوق التمادي في أجتذاب المزيد من المؤيدين بوصفه " صقر المستقبل " ؟؟ ، أم تريد أن تضع أشرف ريفي وزير العدل المستقيل في خانة المُبعد عن دائرة المقربين إليك بعد أن وصف نفسه بأنه " حالة مستقلة عن تيار المستقبل " ؟؟ ..&
أم أنك تخشي مما يمكن أن تُقدم عليه الجماعة السنية المسلحة التى شكلها الحزب تحت اسم " سرايا المقاومة " والتي تدين لأمنيه العام بالولاء والسمع والطاعة ، خاصة بعد أن صُنفت خليجياً وعربياً كذراع من أذرع الحزب الارهابية ؟؟ ..&
أم تريد تُرسيخ عوامل الفصل بين الداخل اللبناني حتى لا يزداد سوءاً في ضوء تداعيات المواجهة المفتوحة بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي ، وبين ما يجري في المنطقة المحيطة بالوطن من حروب أهلية وتقسميات طائفية وإعادة رسم خرائط ؟؟ ..&
حتى اللحظة الراهنة لم تتبين بعد دوافع سعد الحريري !! ..&
يقول مستشاروه أنه سينجح في إقناع أمين عام الحزب بضرورة الحفاظ علي ضروروات السلم الأهلي بين ربوع لبنان ..&
لكن عندما فندت بعض التقارير السياسية والإعلامية الأوربية هذا الطرح وكشفت عن عدم معقوليته أو قابليته للتطبيق ، لم يحظ كاتبوها بإجابة شافية ..&
&