يقول المثل الشهير: سكت دهرا ونطق كفرا، هذا المثل ينطبق تمامأ على السيد علي القره داغي ( الامين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ) الذي يؤصل جاهدا لثقافة الانغلاق والدوغمائية والتزمت والكيل بمكيالين او بالاحرى بـ(مكاييل عدة) حيال بَعْض القضايا الوطنية المهمة والحساسة, فعلى سبيل المثال لا الحصر,غلف (القره داغي) من جديد بعض طروحاته وافكاره الطائفية بعبارات براقة ومؤثرة، محاولا أن يفرغ أفكاره الغريبة في ذهن المتلقي البسيط حيث كتب ( القره داغي ) رسالة قبل ايام يذرف فيها دموع التماسيح لاهل السنة في ( امارة الفلوجة) ويقول في مطلعها: أن ما يحدث من إبادة بمدينة الفلوجة وبخاصة ( للمسلمين السنة ) هو إرهاب ممنهج يعمل منذ سنوات لإحداث (تغيير ديموغرافي ) في العراق على حساب السنة، وذلك لصالح طائفية بغيضة لا تراعي لا دين ولا عرف ولا قانون ولا اي مبدأ إنساني عام.

كما استنكر (القره داغي) في رسالته حالة الصمت العالمي غير المبرر، ويقول بان المجتمع الدولي يقف مشاهداً أمام تلك المهازل والمجازر التي تقع على أرض العراق دون أن يحرك ساكناً، بينما تجري مخططات لخدمة أهداف ( تمزيق الأمة الإسلامية وإضعافها)، وفي مناطق عديدة من العالم.

وطالب (القره داغي) من علماء الأمة توضيح الحق للعالم، ودعوة الشعوب إلى قول كلمتها بحرية، والضغط من أجل (نصرة المظلوم) والتوقف عن المشاركة في ظلمه أو دعم ظالميه.

كما استنكر(القره داغي ) وبشدة (عمليات تحرير مدينة الفلوجة) وقال: ( بأن ما يحدث في الفلوجة هو السيناريو المصغر( لمشروع الهيمنة الإيرانية على المنطقة)، وطالب الحكومة العراقية التوقف الكامل عن تخريب وتدمير المدن العراقية كافة، والتوقف عن (المسلسلات الطائفية ) التي لن تأتي بأي خير للبلاد أو العباد, كما طالب منظمات الإغاثة العالمية بالاسراع في تقديم يد العون إلى الشعب العراقي وإلى أهالي الفلوجة على وجه الخصوص لرفع جزء من المعاناة عن كاهل من تبقى من الأهالي الصامدين البواسل) على حد تعبيره.

أن ما يهمنا في رسالة (القره داغي) الغريبة المريبة هو جهده الحثيث لاعادة خلط الاوراق واشعال نار الفتنة وربط عمليات تحرير الفلوجة من انياب وحوش داعش والبعثيين بـ(التغيير الديموغرافي والأبادة الجماعية لاهل السنة )، و نسى او تناسى (القره داغي ) ومن معه في (الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ) وقار مكانتهم ومنزلتهم الدينية واكادميتهم التي تفترض الأمانة والدقّة والمسؤلية وصحوة الضميرونبذ الفتن.

نعم نسى (القره داغي ) مرة اخرى بان مايحدث في الفلوجة هو حرب على الإرهاب (الداعشي البعثي)، وليس عملية ممنهجة لإبادة السنة وإذلالهم كما ادعى (القره داغي) في رسالته.&

تناسى السيد (القره ادغي) بان تنظيم داعش حوّل مئات الأسرالمغدورة المحتجزة جنوب الفلوجة إلى دروع بشرية، لتجنب هجمات القوات العراقية الباسلة، ومسلحي العشائرالابطال، وطيران التحالف الدولي...,وتناسى ايضأ المجازر والمسالخ التي ارتكبتها داعش ضد سكان الأنبار والفلوجة والتكريت الابرياء (راجع تصريحات مفوضية حقوق الإنسان، ومنظمات حقوقية محلية).

تناسى السيد( القره داغي) بان( امارة الفلوجة ) هي احد اهم معاقل داعش وابرز اماكن تواجد الإرهابيين (المحليين والدوليين )في العراق بعد الموصل...

سكت (القره داغي) عن مجزرة (شنكال وقاعدة سبايكر وزمار وقرية كوجو الايزيدية وتلعفر وامرلي وحويجة ), كما سكت عن عشرات المجازر التي ارتكبتها وما زال يرتكبها الجيش التركي بحق المدنيين العزل في شمال كردستان في عدة مدن وبلدات كردية من بينها مدينة (جزير) و حي (عبد القادر باشا والفرات وقشلة) في مدينة( نصيبين بمحافظة ماردين الواقعة بالقرب من الحدود مع سوريا) والتي قصفت بالقنابل المحظورة المحتوية على (الفوسفور) من قبل الجمهورية التركية.

سكت (القره داغي) عن بناء الجدار العازل بين (باكور شمال) و (روز افا غرب ) كردستان من قبل تركيا التي لا تراعي أبسط حقوق الانسان ولا علاقات حسن الجوار!

لقد سكت( القره داغي) كباقي اعضاء اتحاده (الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين) سكوت الموتى عنما انفل واحرق الدكتاتور(صدام حسين) وجحوشه منطقة ( قره داغ ) بمحافظة السليمانية (في عمليات الأنفال الثانية )، واستخدم السلاح الكيمياوي في قتل المسلمين في (حلبجة وباليسان وبادينان ) وباقي القرى والمدن المغدورة في كردستان، كماهدم الجوامع والأديرة والكنائس وحرق الكتب السماوية في ( الانفال ) الاكثر من سيئة الصيت.

ختما اقول: ان دحر الإرهاب في (امارة الفلوجة) هو بداية لنهاية داعش وبداية الشروع الفعلي بتحرير الموصل من الإرهابيين القتلة مهما حاول البعض من ترسيخ ثقافة الكيل بمكايل وخلط الاوراق وقلب وتشوية صورة المقاومة الحقيقية من اجل دحر الإرهاب والإرهابيين القتلة.&

كم كنت اتمنى ان يكون (القره داغي) حصنا حصينا وحارسا اميناوصادقأ مع نفسه وشعبه وممولا كريما بماله ونفسه وعلمه ومعرفته ودينه من اجل الدفاع عن قضية شعبه العادلة وإحقاق الحق وإرساء العدل والمساواة ورفض الظلم والاستبداد ووقف المفاسد وإنصاف المظلوم ومواجهة الدول الممولة للإرهاب مالياً أو لوجستياً، ومحاربة المحتلين والإرهابيين والبعثيين القتلة!

نعم....كم كنت اتمنى ان يكون (القره داغي) سيفا للحق في وجه الباطل وليس العكس، ولكن ( التمنّي شيء والواقع شيء أخر).