إيلاف من بغداد: قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في كلمة خلال زيارته لجبهات القتال على مشارف مدينة الفلوجة (60 كم غرب بغداد) اليوم أن من حق العراقيين ان يفخروا ببطولات ابنائهم في جبهات المنازلة مع الارهاب وحيث يقدمون التضحيات في سبيل سلامة بلدهم.
ونفى العبادي وجود أي توقف او تأخر في العمليات العسكرية لتحرير مدينة الفلوجة وقال "إننا نتابع عمليات تحرير الفلوجة بكل صفحاتها ولا يوجد أي تأخر فيها".. مشددا على ان تحرير الفلوجة سيكون بوابة لتحرير الموصل وطرد داعش من أراضي العراق كافة". واشار الى ان القوات العراقية تهتم بالمدنيين ولا تعتدي على أي منهم. واوضح ان القوات المشتركة تقوم باستقبال المدنيين والنازحين من الفلوجة وتنقلهم الى اماكن امنة .. مؤكدا ان الحكومة المحلية هي من ستتولى اعمار الفلوجة بعد تحريرها.
وحيا العبادي الاعلاميين المتواجدين مع المقاتلين في الخطوط الامامية لنقل الحقيقة من ارض المعركة قائلا "احيي المراسلين الحربيين في جبهات القتال ودور الاعلام لا يقل عن دور المقاتلين في كسب المعركة".
وشدد العبادي وهو القائد العام للقوات المسلحة على تقدم ونجاح القوات الامنية في عملية تحرير الفلوجة اكثر من المرسوم لها والمتوقع .. ثم عقد اجتماعا مع القيادات الامنية والعسكرية والحشد الشعبي في قيادة عمليات الفلوجة حيث تم بحث التقدم الحاصل في قواطع عمليات تحرير المدينة وادامة زخم الانتصارات بالتعاون بين مختلف تشكيلات القواتنا المسلحة لتحقيق كامل الاهداف المرسومة وانقاذ الاهالي من عصابات داعش الارهابية كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "إيلاف".&
وجاء نفي العبادي لتوقف عمليات الفلوجة ردا على تقارير اعلامية نسبت في وقت سابق اليوم للعبادي قوله انه قد تم أرجاء الهجوم على مدينة الفلوجة بسبب مخاوف على سلامة المدنيين بينما توقفت القوات على مشارف المدينة في مواجهة مقاومة شرسة من متشددي تنظيم داعش.
واشارت الى ان قرار العبادي وقف العملية يؤجل ما كان يتوقع أن تصبح واحدة من أكبر المعارك على الإطلاق ضد الدولة الإسلامية ويأتي بعد يومين من تدفق القوات الخاصة العراقية على المشارف الجنوبية الريفية للمدينة. وتعهدت الحكومة مدعومة بقوى عالمية وإقليمية بينها الولايات المتحدة وإيران باستعادة أول مدينة عراقية كبيرة سقطت في أيدي التنظيم المتشدد مطلع عام 2014.
وقال العبادي للقادة العسكريين في غرفة العمليات قرب الجبهة في لقطات بثها التلفزيون الرسمي "كان من الممكن أن تحسم المعركة بسرعة لو لم يكن حماية المدنيين ضمن خطتنا الأساسية."&
وأضاف "الحمد لله القطعات الآن على مشارف الفلوجة والنصر الآن باليد."
وأعلن العبادي عن بدء عمليات تحرير الفلوجة في 22 من الشهرلكن وجود حوالي 50 ألف مدني ما زالوا محاصرين داخل المدينة يشكل هاجسا للحكومة العراقية حيث اكدتحذرت الأمم المتحدة أن تنظيم&
والفلوجة ثاني أكبر مدينة عراقية لا تزال تحت سيطرة تنظيم داعش بعد الموصل عاصمة محافظة نينوى معقله في الشمال والتي كان عدد سكانها قبل الحرب يبلغ مليوني نسمة تقريبا.
لكن الفلوجة هي أقرب معقل للتنظيم من بغداد التي تبعد عنها 60 كيلومترا ويعتقد أنها القاعدة التي يشن منها داعش حملة تفجيرات انتحارية في العاصمة زادت الضغط على العبادي للتحرك من أجل تحسين الأوضاع الأمنية.
وستكون الفلوجة في حال انتزاعها من قبضة تنظيم داعش ثالث أكبر مدينة في العراق تستعيدها الحكومة بعد تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي السابق صدام حسين والرمادي عاصمة محافظة الأنبار في غرب العراق. وتقع الفلوجة في الأنبار على الطريق السريع من بغداد إلى الرمادي وستمنح استعادتها للحكومة السيطرة على المراكز السكانية الرئيسية بوادي نهر الفرات غربي العاصمة للمرة الأولى منذ عامين.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) اليوم الأربعاء إن ما لا يقل عن 20 ألف طفل ما زالوا في الفلوجة واوضح بيتر هوكينز ممثل يونيسيف في العراق في بيان "نشعر بالقلق إزاء حماية الأطفال في مواجهة العنف الشديد." وأضاف "يواجه الأطفال خطر التجنيد القسري في القتال" داخل المدينة المحاصرة "والانفصال عن أسرهم" إذا تمكنوا من المغادرة.
وومن جهته حذر برنامج الأغذية العالمي من إن الوضع الإنساني في الفلوجة يتفاقم مع نفاد مخزونات الغذاء لدى الأسر وهو ما أدى لارتفاع الأسعار إلى مستويات لا تستطيع تحملها سوى قلة. واشار الى انه
"يتعذر إدخال المساعدات إلى المدينة وشبكات توزيع الأغذية في الأسواق لا تزال معطلة." وقال أن "الطعام الوحيد المتاح لا يأتي من الأسواق بل من المخزونات التي ما زالت لدى بعض الأسر في منازلها".
التعليقات