&&هل نحن وحيدون في هذا الكون؟ أم أن هناك أشكال أخرى من الحياة الفضائية اللاأرضية تختفي في مكان ما في تلافيف هذا الكون المرئي المعقدة، سواء في مجراته أو مجرتنا درب التبانة؟

وبأي مستوى ستكون الحياة الفضائية في الكون الخارجي خارج الأرض؟ هل هي ذكية وعاقلة ومتطورة مثلنا، أم مجرد حياة بدائية كما كان حال البشر قبل مئات الآلاف من السنين، أم ما تزال في مستوى الخلايا الأولية والبكتريا والفيروسات؟.لا أحد يعرف أو يمتلك إجابة قاطعة ووافية عن هذه التساؤلات.

هل من المعقول أن البشر موجودون وحدهم في هذا الكون الشاسع على كوكب صغير لا قيمة له وباقي أجزاء الكون ميتة لا حياة فيها؟

سؤال طرح مليارات المليارات المليارات المليارات من المرات منذ ظهور الوعي البشري على الأرض إلى يوم الناس هذا.

الأمر الجيد هو أن العلم تجرأ أخيراً على التعاطي مع هذا الموضوع بجدية وصرامة علمية وصار يدرس إمكانية وجود حياة وكائنات فضائية خارج الكرة الأرضية ربما في نظامنا الشمسي أو في مجرتنا درب التبانة في الوقت الحاضر، ولم يعد الموضوع من المحرمات أو مدعاة للسخرية والتحقير والاستهزاء. فقبل عشرون عاماً تمكن العلماء من اكتشاف كواكب صخرية مماثلة للأرض خارج مجموعتنا الشمسية، وتقع في المسافة القابلة للحياة بالنسبة لنجومها التي تدور حولها. فمن مستوى الإفتراض انتقل الموضوع إلى مستوى الاحتمال وربما اليقين قريباً. ولم يعد العلماء ووسائل الإعلام تسخر من العقول المؤمنة بالأطباق الطائرة والكائنات الفضائية الصغيرة الخضراء اللون أو الكائنات الرمادية، وسكان المريخ العدوانيون ذوي الرؤوس الكبيرة والعيون اللوزية الكبيرة والأجسام النحيلة. فلقد حان أوان الدراسات والأبحاث العلمية الجادة الرصينة وبدون أحكام مسبقة، وصارت دراسة إمكانية وجود الحياة خارج الأرض exobiologie تحظى باهتمام الجامعات الشهيرة وتخصص لها الأموال والميزانيات بغية إثبات وجود حياة من نوع ما ومستوى ما خارج الأرض في مكان ما من هذا الكون الهائل. وصار يتردد في أوساط وكالة الفضاء الأمريكية ناسا كلام، ليس ما إذا سنكتشف حياة أخرى بل متى سنكتشفها، فإذن القضية باتت قضية وقت ليس إلا للحصول على الدليل العلمي القاطع الذي لا يحتمل الدحض. فالدراسات العلمية الأخيرة أثبتت وجود مليارات الكواكب المؤهلة لاحتواء الحياة فوق سطحها وفي أعماقها، والمنتشرة في أنحاء مجرة درب التبانة وباقي مجرات الكون المرئي. ولقد اندهش العلماء بقدرة الحياة على التكيف والتأقلم والمقاومة، وعثروا عليها في أكثر المناطق عدوانية ووعورة وخطورة على الأرض وفي أعماق المحيطات تحت الضغط الهائل وفي درجات الحرارة المرتفعة جداً وفي الأماكن التي لا يصل إليها الضوء. وهكذا دخل علم دراسة الحياة والعوالم الأخرى في عهد جديد بالرغم من كوننا في بدايات جهدنا لاكتشاف الكواكب الأخرى الشبيهة بالأرض حيث بلغ عدد ما تم اكتشافه لحد الآن أكثر من 1500 كوكب في المناطق القريبة من الأرض فحسب، فلم يكن هناك سوى احتمالين على حد قول كاتب الخيال العلمي الموهوب آرثر كلارك، صاحب رواية أوديسة الفضاء 2001: فإما أن نكون وحيدين في هذا الكون أو لسنا وحيدين وكلاهما مرعبان. مرعبان ومخيفان لكنهما ساحران وجاذبان فمن الرائع التأكد أخيراً أن لنا أقران كثيرون حولنا يعرفون بوجودنا ويهتمون بنا ويساعدوننا على تطوير أنفسنا.

&

الجذور التاريخية لموضوع الكائنات الفضائية:

منذ فجر البشرية على الأرض كان هناك بحث دءوب عن عوالم أخرى غيرنا، وقد تكون حضارات متقدمة تسكن فيها قد زارتنا و اتصلت بنا في العصور القديمة، ولا ندري إن كانت تشبهنا نحن البشر أم تختلف عنا. فليس منطقياً أن نكون نحن وحيدون في هذا الكون اللامتناهي واللامحدود. فمنذ آلاف السنين كانت فكرة وجود أقوام على ظهر الكواكب والنجوم منتشرة، بل أن البعض كان يعتقد بأن الكواكب ذاتها هي كائنات حية عاقلة فالمريخ كان بمثابة إله المعارك والحروب، وفينوس هي آلهة الحب، والمشتري هو ملك الآلهة الخ.. وفي روما القديمة كان هناك بعض الكتاب مثل لوسيان دو ساموزات، يعتقدون بوجود بشر فوق القمر، ولقد أصدر هذا الكاتب كتاباً بعنوان " قصة حقيقية" وهي من نوع الخيال العلمي، بهذا الصدد. وفي عصر النهضة أعتبر بعض المثقفين، الكواكب السيارة وكأنها ساعات أنيقة كونية مبرمجة من قبل الكائنات الربانية أو بعض الآلهة، لتعليم البشر أسرار الحياة. وفي العام 1600 أحرق المفكر الحر وشهيد العلم جيوردانو برونو حياً لأنه تحدث علناً بأفكار هرطقية كما وصفتها الكنيسة الكاثوليكية وقال بوجود عوالم أخرى ذكية وعاقلة ومفكرة ومتطورة خارج الأرض. ثم تغيرت الذهنيات في القرون التالية وتخيلت بعض العقول النيرة مثل الفيلسوف وعالم الرياضيات كانت، ويوهان كبلر، أن هناك أقواماً يقطنون فوق الكواكب بل وإن إسم بعض الكواكب مقرون ببعض صفات وسمات سكانها، فسكان فينوس كانوا عشاقاً يتميزون بالعذوبة والرقة وسكان المريخ محاربين عدوانيين ومقاتلين أشداء، وسكان عطارد متقلبون، وسكان المشتري مبتهجين و مرحين، الخ. هناك بعض الكتاب يعتقدون بزيارات قام بها سكان الفضاء في العصور القديمة إلى الأرض، وقد ورد في كتب ديانة الصابئة المندائيين مثل كتاب ديوان أباثر، بأن هناك إشارات إلى وجود سفن ومراكب فضائية أو سماوية، وهناك صور متخيلة شبيهة بالصور التي تخيلها العلماء المعاصرون لبعض الكائنات الفضائية وكذلك صور أطلقوا عليها إسم " ناقلات الأرواح" وهي السفن القادمة من الكواكب البعيدة مما يعطي انطباع بأنهم كانوا على اتصال بمثل تلك الكائنات الكونية القادمة من خارج الأرض. وتحدث بعض مصادر الديانة المندائية، ككتاب كنز أربا، وهي أقدم ديانة توحيدية في منطقة وادي الرافدين، عن رحلة فضائية قام بان النبي دنانوخت، والمقصود به على ما أعتقد النبي إدريس الذي جاء ذكره في القرآن، ووصل إلى السماء السابعة بعد التنقل بين الكواكب بواسطة مركبة فضائية، وهي القصة التي استوحاها محمد في الإسلام عندما تحدث عن الإسراء والمعراج، وفي المصادر الإسلامية الشيعية هناك قول للإمام محمد الباقر يقول فيه:" إن من وراء شمسكم هذه أربعون عين شمس، وما بين عين شمس إلى عين شمس أخرى، أربعون عالماً فيها خلق لا يعلمون أن الله خلق آدم أو لم يخلقه، وإن من وراء قمركم هذا أربعون قرصاً، مابين القرص إلى القرص الآخر، أربعون عالماً فيها خلق كثير لا يعلمون إذا كان الله قد خلق آدم أم لم يخلقه. وفي التوارة وردت رحلة آخنوخ إلى السماء وكذلك النبي إيليا الذي أحاطت به سحابة أو غيمة سماوية وحملته إلى السماء داخل عربة من النار، و تحدثت التواراة كذلك عن عربات الآلهة التي وصفها النبي حزقيل وصفاً دقيقاً عندما صعد في إحداها وحملته إلى السماء للقاء الرب وعاد ليصف ما شاهده في السماء ومن ثم رحل مرة أخرى عندما اعتلى إحدى تلك المركبات الفضائية ورحل إلى السماء ولم يعد.أي أن الأديان السماوية كلها تقريباً كانت تؤمن بوجود كائنات فضائية تعيش خارج الأرض في السماوات البعيدة. وفي الحضارة السومرية هناك ملحمة كلكامش ورحلته إلفضائية وبحثه عن الخلود، وفي رقم مسماري آخر عثر عليه في مكتبة آشوربانيبال يتحدث عن رحلة فضائية إلى الأرض قام بها الإله " أنليل " إله الحضارات السومرية والبابلية. وفي الديانة الزرادشتية هناك روايات عن حرب دارت بين ملك الشر وسكان النجوم والكواكب وهي حرب كونية أدت إلى دمار العام الأرضي. وهكذا ورد في الكتب الدينية كالتوراة والتلمود والرامايانا والفيدا الهنديتين عن هبوط مخلوقات من الفضاء الخارجي إلى الأرض واحتكاكهم بالبشر وصعود بعض البشر معهم إلى مركباتهم في السماء كما ذكرت التوراة بهبوط أبناء الله من العمالقة أو الجبابرة إلى الأرض ومعاشرتهم لبنات البشر وولادة جيل من هذا الاختلاط الجنسي لكائنات نصفها آله ونصفها بشر. ويعتقد المندائيون ومعهم أتباع ديانات أخرى بوجود العوالم غير الأرضية المسكونة بكائنات بعضها يشبه البشر وتتواجد في أعماق الكون وأن هناك تواصلاً كان قائماً بين سكان تلك الكواكب وسكان الأرض القدماء. وفي أحد الكتب اليهودية رواية عن هبوط 20 شيطان وإغوائهم لعشرين من نساء الأرض فأنجبوا منهن ذرية ممسوخة مخيفة ومرعبة لكنها تتمتع بقرات خارقة، علموا البشر صناعة أسلحة غريبة وفتاكة وكانوا مدمنين على شرب دماء البشر، ومن مثل تلك الزيجات بين الكائنات الفضائية والكائنات الأرضية ولد العمالقة الذين جاء ذكرهم في التوراة. وإن دل ذلك على شيء فهو أن هناك حضارات قديمة سكنت الأرض قبل آلاف السنين واندثرت بعد الطوفان كما تذكر الأساطير. ولقد ذكر الباحث جيبي برينان في كتابه رحلة عبر الزمن، اكتشافات أثرية مذهلة تحدثت عن مجتمعات بشرية تمتعت بتقدم تكنولوجي عالي في مصر والعراق والصين والبيرو وتايلند وبحر إيجه، والآنكا والماي والهند، وأكد ذلك العالم الأمريكي مايكل كريمو في كتابه "التاريخ الخفي للجنس البشري ودور الكنيسة التخريبي في طمس الحقائق والاكتشافات العلمية والأثرية". كما ذكر الكاتب زكريا ستكين المتخصص بالحضارات الرافيدينية أن السومريين هم من أقدم سكان الأرض المتقدمة حضارياً وإن معارفهم العلمية والفلكية والتكنولوجية وصلتهم من كائنات فضائية زارتهم ولقد أطلق السومريون على تلك الكائنات الفضائية أقوام الآنوناكي والتي سبق لها أن وطأت أرض المريخ قبل ذلك التاريخ بــ 450 ألف سنة، ومن بينهم الإله إنكي كما جاء في كتاب الباحث السويسري إريك فون داينكن في كتابه عربات الآلهة. لقد عبد البشر آلهه متعددة يعتقد أنها ذات أصل فضائي متطورة علمياً وتكنولوجياً لذلك اعتبرهم البشر البدائيون بمثابة آلهة في حين أن هؤلاء الفضائيون لم يسعوا إلى مثل هذا السلوك من قبل البشر بل حاولوا مساعدتهم للارتقاء بأنفسهم وتطوير حياتهم الصعبة والخطرة في تلك العصور المتأخرة. ومن بين الأمثلة عن ذلك الإله الهندوسي ساكيا في القرن السادس قبل الميلاد الذي هبط من كوكبه المتطور شفقة ببني البشر ليواسيهم ويعيش معاناتهم. وكذلك الإله إندرا منقذ بلاد التبت في القرن السابع قبل الميلاد الذي نزل من السماء ليساعد البشر. وكذلك قصة الإله المصري ثوليس 1700 سنة قبل الميلاد وكان يحب البشر ويعطف عليهم فنزل من السماء العليا ليقيم بين القوم الذين أحبهم. ولقد وصلتنا الكثير من هذه القصص في كتاب الموتى عن المصريين وروايات سكان استراليا الأصليين والهنود الحمر في الأمريكيتين الشمالية والجنوبية. وفي الأساطير اليابانية قصص مشابهة لهذه عن نزول آلهة من السماء لمساعدة البشر ومنحهم المزيد من المعرفة والعلوم خاصة في مجال الفلك والطب والبناء والهندسة المعمارية.

يتبع

&

[email protected]