&
لا يكف ملالي إيران عن التجسس على أي دولة من الدول التي تسمح لمن يزعمون أنهم "دبلوماسيين" إيرانيين بالتنقل في المدن والعواصم بحرية، فكل متخصص أو مراقب للشأن الإيراني يدرك أن الملالي يستخدمون سفارات بلادهم كأوكار للتجسس ويزرعون فيها عناصر الحرس الثوري لممارسة أنشطتهم تحت ستار العمل الدبلوماسي!!
السيناريو الأخيرة لهذه الجرائم المتكررة حدث في دولة الكويت الشقيقة، التي لم تسلم من أذى الملالي، رغم أنها فتحت بابها خلال منتصف شهر فبراير الماضي لاستقبال الرئيس الايراني حسن روحاني، وما نتخلل هذه الزيارة، آنذاك، من تقارير وتكهنات حول مساع كويتية لتقريب وجهات النظر بين المملكة العربية السعودية وإيران، ما يعكس دور دولة الكويت الشقيقة في التهدئة ومحاولة تجنيب المنطقة التوترات والصراعات، خصوصاً أن زيارة الرئيس الايراني قد سبقها زيارة قام بها وزير الخارجية الكويتي إلى طهران، ويبدو أنها كانت لتوجيه الدعوة للرئيس الايراني من أجل تهيئة أجواء الحوار عبر ضفتي الخليج.
لم يراع الملالي هذ الدور الايجابي والنوايا الكويتية الطيبة التي لم تبدأ في فبراير الماضي فقط ولكنها مستمرة منذ سنوات مضت، وأطلقوا لجواسيسهم العنان لمحاولة الاضرار بأمن دولة لم تبد منها سوى الخير حيالهم، بل سعت إلى بناء الثقة مع من لا ثقة فيهم، ومع ذلك لم تقابل هذه الجهود الخيرة سوى بالجحود والنكران، كعادة الملالي &في التعبير بشكل مكشوف عن نواياهم البغيضة التي يكنونها لشعوبنا الخليجية.
وعندما تاكدت دولة الكويتية الشقيقة من "تورط عدد من الايرانيين في قضية تجسس"، بعد ظهور الأدلة القاطعة على ذلك، لم يكن من دولة الكويت إلا أن طلبت من السفارة الايرانية خفض عدد دبلوماسييها، كما طلبت من السفير الايراني مغادرة البلاد في غضون 48 ساعة، الأمر الذي يعكس حجم الجريمة التي اكتشفتها السلطات الكويتية، ومدى تورط السفير نفسه فيها!
لم يعرف عن دولة الكويت الشقيقة سوى ميلها للعب أدوار الوساطة وبناء التفاهمات بين دول الجوار، وملالي إيران يدركون ذلك جيداً ويعرفون أن الكويت تحديداً محطة مهمة لهم في أي مساع لإعادة بناء الثقة مع دول مجلس التعاون، ولكن يبدو أن الملالي لم يتحسبوا جيداً ليقظة الأمن الكويتي، وظنوا أن بامكانهم البعث بأمن دولة الكويت الشقيقة اعتماداً على أن أجواء العلاقات تبدو هادئة!
لم تجد السلطات الايرانية ما ترد به على قرارات طرد بعثتها الدبلوماسية سوى الادعاء الباهت بأن الكويت قد خضعت للضغوط السعودية ! الأمر الذي يدعو للتساؤل البديهي: أين كانت هذه الضغوط السعودية المزعومة طيلة الأشهر والسنوات الماضية منذ بداية قضية التجسس عام 2015؟ ولماذا لم تخضع الكويت لهذه الضغوط المزعومة سوى الآن؟! من المؤسف بل المعيب أن يتعالى الملالي عن مراجعة سياساتهم الخارجية الفاشلة التي تعتمد بالدرجة الأولى على التجسس وتمويل الخطط التآمرية والحشود الشيعية&
&التصرف الكويتي تجاه البعثة الدبلوماسية الايرانية يتسم بقدر عال من الحكمة والموضوعية، فهو قائم على حكم قضائي دامغ بأدلة موثوقة، فلم تتسرع الكويت في اتخاذ أي تصرف تجاه الملالي رغم وجود مؤشرات قوية على التورط الايراني الرسمي منذ بداية اكتشاف خلية التجسس، بل إن الكويت قد تصرفت بشكل طبيعي في إطار العلاقات الرسمية مع إيران، وعندما تأكد تورط إيران رسمياً في التجسس لم يكن هناك بد من تصرف تكفله القوانين والمواثيق الدولية دفاعاً عن أمن دولة الكويت وحماية لمصالح شعبها الشقيق.
كفي أيها الملالي تجسساً وتحريضاً ضد جواركم، راجعوا أنفسكم وسياساتكم بعد أن فاض الكيل من هذه السياسات الطائشة، التي تصلح لتنظيمات وحشود وميلشيات لا لدول تعيش في القرن الحادي والعشرين.
&
&
التعليقات