منذ يوم السبت 11 سبتمبر الجاري بدأت مرحلة جديدة منالمظاهرات في طهران وفي العديد من المدن الإيرانية احتجاجاً على إسقاط الطائرة المدنية بصاروخ أطلقته قوات الحرس وقتل 176 شخصاً منهم 147 إيرانيون.

هذه الموجة الجديدة من المظاهرات والانتفاضة في إيران عمّت خلال يومين 17 محافظة إيرانية. وما زالت هذه المظاهرات مستمرّة.

بعد انتفاضة نوفمبر الماضي التي شاركت فيها الفئات والطبقات المحرومة. هذه المرة بدأت المظاهرات من طلاب الجامعات وانضم إليهم الأوساط الشعبية عامة. وهذا معناه أن جميع شرائح الشعب مستاء من نظام خامنئي ويبحثون عن التخلص من هذا النظام.

وأول رسالة تحملها هذه الموجة الجديدة هي استمرار الانتفاضة التي بدأت في نوفمبر الماضي ولم تهدأ منذ ذلك الوقت، بالرغم من القمع الوحشي الذي مارسه النظام بقتل أكثر من ألف وخمسمائة (1500) شهيد، وحملات الاعتقالات الواسعة التي طالت أكثر من أثني عشر ألف من المنتفضين في مختلف المحافظات الإيرانية.

لكن أهم شيئ هذه المرة كانت الشعارات التي رفعها آلاف المتظاهرين في طهران العاصمة ومدن أخرى كأصفهان، وهمدان، وكرج، ودامغان، وبابل، ومشهد، وسنندج و لاهيجان، حيث كانت معبّرة جداً. لأن هذه الشعارات التي رفعها طلاب الجامعات والمواطنون مغزىها تتضمّن رسا‌ئل سياسية مهمّة جدا. على سبيل المثال:

1. خامنئي والحرس كانا الهدف. أكثر من 50% من الشعارات التي رفعها المواطنون هذه المرّة استهدفت خامنئي بشكل خاص وكذلك مؤسسة قوات الحرس، وهذا يعني أن الشعارات استهدف النظام بكامله لأن خامنئي والحرس يمثّلان نظام ولاية الفقيه في جميع أركانه. ومن الشعارات التي رددها المتظاهرون كان « بالمدافع والرشاشات يجب قتل القائد» أو« دكتاتورية الحرس تمثّل داعش في إيران» وهناك عشرات الشعارات من هذا القبيل.

2. الشعب الإيراني دفن قاسم سليماني إلى الأبد. حاول النظام استغلال جنازة الهالك قاسم سليماني لحشد عناصره من جميع أنحاء إيران من قوات الحرس والباسيج والشبيحة وغيرهم ليوهم بأن النظام يحظي بشيء من التأييد شعبي، وأن قاسم سليمان كان رجل محترم لدى الناس. في هذه المظاهرات تم إبطال مفعول هذه المحاولات اليائسة حيث قام المتظاهرونبإضرام النار في صور قاسم سليماني، كما أن المتظاهرين ردّوا شعارات « سليماني قاتل وقائده أيضا قاتل»

3. مصير خامنئي مصير الشاه. المواطنون رفعوا شعارات ضد الشاه وخامنئي معاً. وبذلك أعلنوا أن مصير خامنئي سيكون مصير الشاه المباد. وللتعبير عن هذا المغزى ردّدوا في العديد من المدن شعار « الموت للظالم سواء أكان الشاه أو القائد». هذا التساوي بين الشاه وخامنئي معناه أن خامنئي سيلحق بالشاه قريبا.

4. النساء في القيادة. الميزة الأخرى لهذه المظاهرات كانت دور النساء فيها. صحيح أن ما بين 1500 شهيد في انتفاضة نوفمبر كانت 400 منهم من النساء، لكن هذه المرّة شاهدنا أن النساء كنّ في قيادة المظاهرات وفي ترديد الشعارات أيضا.

وهنا نذكر نماذج من الشعارات التي رفعها أبناء الشعب

الف. شعارات ضد خامنئي

الموت لخامنئي

بعد كل السنوات من الجرائم، لتسقط ولاية الفقيه

استحي يا خامنئي واترك السلطة

قوات الحرس ترتكب جرائم والزعيم يدعمها

اسمع يا خامنئي نحن شعب ولسنا أوباش

لم نقدم ضحايا لنساوم ونمدح الزعيم القاتل

لتسقط ولاية الفقيه بعد كل هذه السنوات من الجرائم

عار علينا زعيمنا الوغد

الموت للظالم سواء أكان الشاه او خامنئي

لافرق بين التاج والعمامة، انتهى دور الملالي.

اخجل يا خامنئي وارحل

بالمدافع والرشاشات يجب قتل القائد

الطالب يقظ ويكره سيد علي (خامنئي)

الشعب يستجدي والزعيم يعمل كأنه إله

خامنئي قاتل وولايته باطلة

ب. شعارات ضد مؤسسة الحرس وسليماني

اخجل ياقوات الحرس واترك الحكم

سليماني قاتل وزعيمه قاتل

دكتاتورية الحرس تمثّل داعش في إيران

قوات الحرس هي داعش نفسه في بلادنا

قوات الحرس هي التي تقتل أبناء شعبنا

الحرس عديم الكفاءة سبب العار للشعب

الباسيج عديم المروءة سبب قتل أبناء الشعب

قوات الحرس تمارس الجريمة وخامنئي يدعمها

يا حرسي أنت داعشي فينا

ج. شعارات أخرى

الموت لهذه الحكومة القاتلة

لا تجدي الدبابة والمدفع، ليرحل الملالي

قتلوا النخبة ووضعوا الملالي بدلاً منهم

سأقتل مَن قتل أخي

الموت للكذّاب

تسلّقوا بالاسلام وأذلّوا أبناء الشعب

أيها الأصولي وأيها الإصلاحي انتهت لعبة الازدواجية

عدونا هنا، كذباً قالوا لنا أنه أمريكا

بالمدافع والرشاشات يجب قتل الملالي

لم تعد تؤثر الدبابة والمدفع، ليرحل الملالي

أخي الشهيد سآخذ ثأرك

الطالب يموت ولايقبل الذل

قتلانا 1500 شخص

نحن رجال المعركة، نتحدّاكم

عليكم أن تخافوا منا لأننا متفقون معاً

لا تقل لي بأنني من أهل الفتنة، لا، بل أنت الظام و من أهل الفتنة.

وبشأن الموجة الجديدة من المظاهرات الأخيرة صرّحت زعيمة المقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي بأن المتظاهرين بهتافاتهم ضد خامنئي وقوات الحرس، يعكسون مطلب عموم الشعب الإيراني لإسقاط الدكتاتورية الدينية وتحقيق الديمقراطية وسلطة جمهور الشعب. وأضافت: حان الوقت ليعترف المجتمع الدولي بأن الفاشية الدينية الحاكمة في إيران لا تمثل الشعب الإيراني وأن يعترف أيضاً بحقّالشعب في إسقاط هذا النظام.

*رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية