تتطور الأحداث في المنطقة بصورة متسارعة بعد مقتل الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الذراع الخارجي للعمليات الخاصة للنظام الإيراني ولم تكن مصادفة ان يكون رفيقه في مقتله على بعيد امتار من مبنى مطار بغداد ابو مهدي المهندس والذي يعتبره كثير من المتابعين للشأن العراقي صاحب القرار الأول في صياغة تنفيذ مفردات سليماني للمشهد السياسي العراقي .
ربما لم ينتبه بعض المتابعين للسيرة الذاتية للمهندس بسبب انشغالهم بدراماتيكية قرار الرئيس الامريكي المفاجيء بتصفية سليماني كرد فوري على التهديدات المتزايدة للقوات والمصالح الأمريكية في العراق فالمهندس يُعد بحسب مصادر عراقية مقربة من مراكز الحكم في العراق بمثابة المدير التنفيذي المعين للعراق من طرف سليماني فهو من يدبر خطط الأغتيالات ومن ينصب رئيس الجمهورية والوزراء ومساعدوه ورئيس البرلمان والقادة العسكريون كما انه ينسق عمل مليشيات الحشد والخزعلي وحزب الله العراق والخراساني وعناوين اخرى عديدة لا يعلمها سوى سليماني والمهندس والعامري .
المهندس تقرأ في سيرته تفجير السفارة العراقية في بيروت عام 1983 والسفارة الامريكية في الكويت والأعتداء على موكب امير الكويت عام 1985 وهو من قام وتحت اشراف سيده سليماني بتهجير اهل السنة من منطقة جرف الصخر واعدام شبابهم بل هو ذهب اي المهندس الى نبش قبور ضباط الحرب العراقية الإيرانية في مدينة تكريت ومأسي اخرى لا تعد ولا تحصى لكن السؤال المنطقي لماذا صبرت الادارة الامريكية كل هذا الوقت الطويل على سليماني والمهندس ؟
بمصرع سليماني في بغداد تكون ايران ومرشدها قد اصيبتا بالصدمة فالمرشد اطلق يد ذراعه اليمنى وابنه المدلل سليماني يرسم سياسات ايران في لبنان ويوجه حسن نصرالله والحاج قاسم كما يحلو لحواريه ان يلقبونه تحببا شخص استثنائي في ايران فهو من يدعو رئيس النظام السوري لزيارة طهران ويحل في المنطقة الخضراء ليشكل الحكومة العراقية ويضبط ايقاع الصدر والعامري والمالكي ويوزع بينهم المقاعد البرلمانية .
الحرب بالوكالة بين امريكا وايران قد انتهت وانتقلت الى الحرب المباشرة بعد ان قال ترامب ان امريكا تحمل ايران بشكل مباشر مسؤولية اي اعتداء على رعايا او جنود امريكان.
ألا أن ايران في هذه المرة ستكون مضطرة الى الرد حفاظاً على كبريائها الذي ثُلم بمقتل جنرالها العتيد وايا كانت التحليلات تذهب الى شكل ونوع ومكان الرد الايراني على مقتل سليماني فأنني أظن ان الرد الإيراني لصانع السجاد سوف لن يتجاوز الساحة العراقية لأن ايران لا تقاتل بساحتها كما أنهاتتحسب دوما لرد الفعل الامريكي العنيف على اية اضرار يمكن ان تلحق بالقواعد الامريكية او الجنود سيكون حاسما وساحقاً فنحن اليوم نقف امام رئيس امريكي يتخذ قراراته بشكل مفاجئ ويبلغها على تويتر ودونما حسابات كلاسيكية لذلك لا استبعد ان تشتعل حرب اقليمية لأيام محدودة تبادر ايران بعدها وهي التي تأن تحت ضغط الحصار والعقوبات الى الى طلب الوساطات ومناداة حملة البريد والرسائل لمباشرة مهماتهم.
ايران حقيقة هي اليوم في اضعف حالاتها ولا تقوى على حرب طويلة لانها تعني نهاية نظامها الارهابي وذهاب ريحها وبالتالي فاننا امام ردود فعل محسوبة من ايران وكل هذا الضجيج والتهديد ما هو الا صراخ المفجوعوالخائف .
التعليقات