شكرا للدكتور النجار وشكرا لايلاف التي فتحت هذه النافذة وكسرت ذلك الحاجز الوهمي الذي نسجه حول عقلنا دعاة الجهل والتخلف والذين يعيشون في كتب التاريخ المزور منذ آلاف السنين. فان تـُظهر إيلاف المخفي من تاريخنا فهذا فخر لايلاف وان تستقطب كل شجعان المفكرين من أمثال النجار والنابلسي ومنتصر وشرف الدين والعفيف والحمد وبقية النخبة أو الكوكبة الواعية، الدارسة للدين والتاريخ، والباحثة في كتبه بالأمانة والوعي، فكل هذا يعتبر فخر وريادة لايلاف ولها الشكر عليه. ومما زاد فرحتي بايلاف وكتابها هو إن عقلنا المغلق علي ما كان يبثه دعاة الجهل والتخلف على مدى سنين عمرنا، قد بداء يعمل ويخرج من عباءتهم. ودليلي على ذلك هو هذه الإحصائية التي أجريتها على عجل على المداخلات التي شارك بها القراء على مقال الدكتور النجار بعنوان (هل كانت الغزوات الإسلامية من اجل الله؟ (المنشور بايلاف يوم الجمعة 15/10 /2004 ) وهي كآلاتي:ـ
عدد المداخلات 65 منها ثلاثة مكررة واربعة غير مفهومة (على الأقل بالنسبة لي ) وبذا تكون المداخلات المستبعدة 7 والمتبقي 58 مداخلة كانت نتيجتها هي 43 مداخلة مؤيدة (74%). 12 مداخلة معارضة(20.7%) وكلها عبارة عن كلام فارغ لا يحتوي على أي معلومة هادفة إنما كله يُحسب على التهريج الذي تعودناه على مدى العقود الثلاثة الماضية،ولا يعدو أن يكون سبا وشتما واتهاما وكالعادة بلا مبررات ولا حيثيات وانما هو كلام مرصوص محفوظ لا يقنع حتى قائله لو كان عنده عقل. واخيرا ثلاثة من المداخلات، بين بين، أي لا معارضة ولا مؤيدة وهي تُمثل (5%).
هذه الإحصائية تدل على أن ذلك الحاجز الوهمي الذي كان منصوبا على العقول والوجدان قد بدأ في الانهيار، وان حاجز الخوف بدأ في الانهيار.
فشكرا لايلاف مرة أخرى وشكرا للنجار ومزيدا مزيدا من إيلاف وكل كوكبتها.
بعد أن انتهيت من كتابة هذه المداخلة وعدت لإيلاف لتسجيلها وجدت إن عدد المداخلات زادت إلي 75 أي أضيفت 10 مداخلات منها 8 مؤيدة وواحدة بين بين وواحدة تهريج وهنا نسبة التأييد 80%. ماسبق كان عبارة عن تعليق أرسلته كمداخلة على المقال المذكور، وقبل أن يـُرفع المقال من صفحة إيلاف كانت المداخلات كما رأيتها لآخر مرة، قد وصلت إلى مائة مداخلة بالتمام والكمال، كان اكثر من 80% منها مؤيدة ومساندة وداعمة، بل وجزء كبير منها تضمن نقدا للذين عارضوا ما جاء بالمقال من معلومات. مثل هذه الإحصائيات كنت قد أجريتها على كثير من المقالات الهامة،الهادفة، الشجاعة الأمينة التي تخاطب العقل، والتي نشرتها إيلاف للفطاحل من كتابها، ووجدت نفس النتيجة في معظمها إن لم يكن فيها كلها. أي ان غالبية المداخلات مؤيدة لهذا النهج التنويري الذي تقوده إيلاف ومؤيدة ومشجعة لهؤلاء الكتاب العقلاء الأمناء الشجعان الذين يعملون جاهدين لكسر حواجز تلك الزريبة التي وضعنا فيها الجهلاء الأغبياء من حفظة النصوص، مخاطبو قناعا تهم الذين لم يغادر عقلهم القرون ما قبل الوسطى قيد أنملة. وما هذا الوضع المزري البائس الذي آل إليه عالمنا العربي والإسلامي إلا بسبب سيادة نهج هؤلاء على عقولنا طيلة العقود الماضية، إذ سمحنا لكل جاهل،فاقد العقل، بعد ان يحفظ آيتين وعدة أحاديث نبوية، بان يصعد ما شاء من المنابر ويقول ما شاء من الترهات والخزعبلات بل والسخافات التي يرفضها أي عقل نابض، وفقط يحشر فيها آية أو حديثا، لينال كلامه التقديس، والسكوت. ولو كان عندنا في السنين الماضية منابر حرة وعاقلة وشجاعة كايلاف، ولو كانت هذه النخبة التي تكتب فيها قد علا صوتها مع المرحوم فرج فودة، لما كان لهذه النباتات الشيطانية من أمثال بن لادن والقرضاوي والزرقاوي وامثالهم من سوائم الارض ان تنتشر وتنمو وتسود.
نعم إنها عودة الوعي وإعادة العقل الذي تقوده ايلاف وأبطالها،فمزيدا حتى تطهروا أرضنا من هذا الخشاش،حتى تحفظوا لنا ديننا، وقبل ذلك حياتنا التي يفجرها هؤلاء الأغبياء..

الدكتور مالك محمد العوضي