الديموقراطية بلاد والانتخابات شعبها ! والديموقراطية طلاسم و صندوق الاقتراع رقيتها ! فمن زعم ان الديموقراطية اقل اهمية من الغذاء والكساء والدواء فقد حالفه الشطط ! لأن غياب الديموقراطية هو غياب الحياة ! وغياب الكفاية ! وغياب النقاء ! وتاريخنا مع الديموقراطية هو تاريخنا مع الصحراء والتصحر خطوة بخطوة وجيلا بجيل ! فقد تحايل البداة الجفاة عليها ! يوم كانت وليدا ليناً فقمعوا الأنوثة باسم الفحولة ! وروَّعوا الطفولة باسم الرجولة ! ومنعوا العيش الرغيد باسم الخشونة ! وردعوا الطمأنينة في السلم باسم التهيؤ للحرب ! ومقابل ذلك اطلقوا الغرائز من عقالها ! غرائز الكراهية والقتل والتسلط والعتو في غطاء من الكذب الفاضح والادعاء الساذج ! فجاء الإسلام الحنيف ليغرس في ارواحهم القاحلة شجرة المحبة والرحمة واحترام الآخر فالتشاور معه ! فركبوا موجة الدين الجديد لأنهم اعتادوا ركوب كل شيء !! وما زالوا يأفكون ! ثم فسروا نصوصه وأوَّلوها وفق رغباتهم وزعموا انها رغبات السماء ! واخترعوا غطاء المذاهب ليمتلكوا ناصية القتل والتسويغ ! فقتلوا أو اهانوا خيرة المسلمين والدعاة من نحو حسان بن ثابت ومالك بن نويرة وابي ذر الغفاري.... وسخروا العلماء والفقهاء والمؤرخين والشعراء لخدمة نزواتهم ولا اقول مصالحهم !!! وفي العصر الذي نحن فيه تسلط الأعراب ثانية على مفاتيح السلطة فتولى الجهلاء ناصية العلماء ليفسدوا كل شيء حتى الماء والهواء كما الذمم والمروءات !! النظام الجمهوري صار وراثيا ! والانتخابات صارت بيعة حزبية ! والديموقراطية باتت مقترنة بالقائد الرمز ملكا كان او رئيس جمهورية أو أمينا او اميرا او سلطانا......... بل وحتى البرلمان بات بهيئة أُلعبان فهو ضحك على الذقون واستغفال للقانون وتشجيع لسانية العشيرة وإطلاق لايادي الغوغاء كي تطال مفردات الحياة ! وقد يكون غضب الشارعين العربي والإسلامي العارم ضد التجربة العراقية كامنا في أن الإنتخابات لو حققت اهدافها فسينعكس ضوؤها على الكيانات المخضرمة المهترئة منذ ربع قرن او نصف قرن ! وسيكف الضرع العراقي عن ان يستحلبه القصاب والنصاب !! ولكن وأية (لكن ) ولكننا نحن العراقيين لم نتسلم امرنا بعد فما زال أمرنا مقترنا بالأمر الخارجي ! وقد آل ميكانزم اجتثاث البعث بعد التحسينات آل الى اجتثاث مناضلينا ومفكرينا او تهميشهم في الأقل ! وما زال الغرباء عنا يفكرون بدلا منا
! فهم مذعورون من الانتخابات ! ليس لأنها انتخابات يل لأنهم يعرفون النتائج من مقدماتها والمعلولات من علاتها !! ولكن ولكن ثمة ولكن دائما في حياتنا !! ولكن !............................... !!!!

هل صناديق الاقتراع في عراق نسي البرلمان منذ جولاي 1958 ! هل هذه الصناديق ستصنع المعجزة ! احقا ستكون الوصفة السحرية لإسكات اعداء العراق عند حدودهم ! وايقاف نزيفي الدماء العراقية والأموال العراقية المهدورة كي تلبي رغبات القتلة والجهلة والسفلة !

هاهم العراقيون يستعدون لتدشين مرحلة جديدة من عمرهم السياسي والإجتماعي من خلال الإنتخابات التي تحتكم الى مروءة صندوق الإقتراع ! وهي تجربة جديدة استنادا الى ذاكرتهم الجمعية مع الأفانين البهلوانية التي اتبعها العهد الملكي 1921 – 1958 ومع الأفانين الشيطانية التي اتبعتها العهود الجمهوري من 1958 – 2003 ! ومن خلال هذه الذاكرة تنطلق الشكوك والريب ! وتنبثق علامات الأستفهام والتعجب ! ففي العصر الملكي مثلا كان البرلمان سلوكا يوهم الرأي العالمي ان الديموقراطية منهج ثابت للحكومة الملكية في العراق ولا يهم رأي الجماهير داخل العراق فهؤلاء على رأي المغفور له الملك فيصل الأول ( اكثرية جاهلة !) وهذه الأكثرية لم تتلق على يدي اول ملك غير عراقي جيء به من خارج العراق لم تتلق على يديه برنامجا في التوعية الديموقراطية من خلال الإعلام والتعليم والشارع ! بل ترك الأمر على غاربه يديره سياسيون ماكرون جلهم غير عراقي مثل ساطع الحصري وهو تركي الأصل واللغة والولاء ! ثم تنقلت مراكز القوى بين النقيب والصدر ورشيد الكيلاني وياسين الهاشمي وحكمت سليمان وعلي الأيوبي وفاضل الجمالي ونوري السعيد وصالح جبر وغيرهم ومراكز القوى باي حال لم تشق عصا الطاعة عن المندوب السامي الأنجليزي والمس بل المختصة بـ ( خلق الملوك ) وهذا المقوس هو اسم كتابها الشهير جدا ! فإذا اندلعت معاهدات الأستقلال الوهمي ومنحت بريطانيا سانحة ان يحكم العراقيين رجالٌ من اصدقائها الحميمين !! اسفرت مراكز القوى عن وجوهها الشتيمة فبعد موت فيصل الأول بسم الزرنيخ على يد صديقته الهندية، غب ان شعرت مراكز القوى تبدلا في رؤيته لمقولات الأكثرية والأقلية والمظلومية والإستقلال الناجز والإستقلال الشكلي ! ومجيء وريثه الفتى المراهق غازي بن فيصل (الأول والأخير) الملك قليل الخبرة والنضج ! والمهووس برياضة الطيران وسباق السيارات والخيول فضلا عن السهرات الشبابية! وحين تنبه الملك غازي الى نفسه واصغى لأنين العراقيين وكاد ان يوقع على قرارات هامة لمصلحة الشعب العراقي المظلوم عاجله الموت بطريقة دراماتيكية اذ ارتطمت سيارته بعمود الكهرباء ! وقيل ان العمود هو الذي ارتطم بها ! وجاء المغفور له الملك الطفل العليل فيصل ( الثاني والأخير )بن غازي بن فيصل الأول ( المبتلي بربو مزمن ) وكانت امه رحمها الله السيدة عالية تشرف عليه وتحذره من اخيها عبد الإله الوصي عليه ومن نوري السعيد صديق العائلة الملكية غير المؤتمن ! وفهم فيصل الثاني ان جده اغتيل بالسم واباه اغتيل بحادث سيارة لأنهما فكرا بالشعب ولو بالنوايا وان مصيره سيكون مثلهما اذا تشبع بالأفكار التحررية فـ ( الملك مصون غير مسؤول )! كما تقول الدساتير الملكية لأنه ظل الله في الأرض ( كذا ) وبعد مرض عالية فموتها وهي سيدة فاضلة وطيبة ومحبوبة عراقيا وجد فيصل الثاني نفسه بين خاله الخليع الشرس الطامع بعرش المملكة لنفسه وبين نوري السعيد الذي يطبخ قراراته على نار ماكرة مناورة لصالح السيناريو البريطاني وميوله التركية الناقمة على العراق ! وحرم فيصل من اقامة علاقات صداقة مع من هم في سنه من الشبان والشابات ثم لاذ الملك بالصمت المؤلم واصابته حالة من الكآبة المستعصية (صرح بذلك
طبيب العائلة المالكة عهد ذاك حين حققوا معه) فيصل الثاني المحاصر في قصر الرحاب المشؤوم مال الى الصمت كما قلنا وتلبسته حالة من اللامبالاة !! كان ينظر وكأنه لايرى ويصغي وكأنه يسمع و تعبيراته مقتضبة نحو : ( اريد / لا اريد / نعم/ لا / شكرا / متأسف / اهلا / مع السلامة..... ) ! كان كثير الشرود وأسير احلام اليقظة !! هذه صورة العراق الملكي بإيجاز شديد ! فكيف نتوقع برلمانا حراً وانتخابات نظيفة في مثل هذه المنزلقات الموحلة ! لقد استخدمت العشائر العراقية من قبل الساسة ابشع استغلال من خلال اخذ الأصوات بالترهيب او الترغيب وكان هذا حال سكان المدن ايضا ! وكثيرا ما تعقد الصفقات الإنتخابية بين بعض الشيوخ الضعاف امام اغراء النقود والنفوذ والجاه وبين بعض ادعياء الدين ! وكان هذا البعض هو الرقم الأكبر في الساحة مع الأسف !!

وحين دخل الجيش العراقي الى بغداد أعلن الجنرال عبد السلام محمد عارف البزاز الدليمي البيان الأول من دار الأذاعة العراقية صبيحة 14 يوليو تموز 1958 مؤكدا للشعب العراقي (ان الجيش جاء محررا لا حاكما وسيعود الى ثكناته حال استقرار الأوضاع ) وهي عبارة ذات تناص غريب مع عبارة الجنرال مود للشعب العراقي حال دخوله بغداد ( أن الجيش الأنكليزي جاء محررا لا فاتحا وسيعود الى بلاده حال استقرار الأوضاع ) ! واستمرت الفترة الإنتقالية ( الواقعية ) الى حين 9 ابريل نيسان 2003 اي تجاوزت النصف قرن وكان العشم ان لا تطول الفترة الأنتقالية الطارئة سوى شهور على عدد الأصابع !! ولنا ان نتخيل شكل البرلمان العراقي في زمن صدام حسين الذي طوَّع العراقيين على الهلع منذ سيناريو الحنطة المسمومة الى مسلسل ابو طبر الى احابيل مؤامرات جماعة سوريا الى الى.... وتسريب المخابرات الى الشارع العراقي المنكوب فنون التعذيب في قصر الرحاب الذي اغتيلت فيه العائلة المالكة صبرا وهي ترفع العلم الأبيض والمصاحف ! وسمي قصر النهاية ! فكانت الإشاعات تنتقل بالهمس لتستحيل كوابيس للنوم واليقظة ثم اضيف اليها افانين كل من ناظم كَزار المستندة الى سراديب تقطيع الأوصال البشرية واحواض النترك اسد التي تذوب عشرات المفكرين والعسكر والنقاد السياسيين شهريا ! وكانت العمليات تجرى امام السجناء الذين سيطلق سراحهم لكي يسربوا افانين التعذيب الى البيت العراقي ! وفق ميكانزم الإشاعة ( اسمع ولا تخبر احدا ) وجاءت نهاية ناظم كَزار فقتل شر قتلة على يدي رفيقه في منظمة حنين صدام حسين !! وجاء دور خال صدام حسين وهو خير الله طلفاح ( المصاب بشيزوفرينيا حادة وفق تقرير الطبيب النفسي والعصبي اليهودي العراقي الشهير جاك عبود ) طلفاح العسكري المتقاعد برتبة ضئيلة ومدرس الأجتماعيات في ثانوية الأعظمية ومعهد المعلمين ! فقد حول طلفاح الذي يزعم انه وكيل الخليفة الراشد عمر بن الخطاب عليه السلام ! حول طلفاح غرف مبنى جمعية المحاربين القدماء ثم خان مرجان الى زنزانات للمعتقلين وحين ضاقت استولى على بيوت المهجرين وجعلها سجونا لضحاياه وبخاصة فترة تسنمه منصب محافظ بغداد !! فكان يتجول بسيارته ويلقي القبض على الشباب والشابات بزعم ان هيأتهم لا تناسب الأسلام وقيم العروبة ! فبعضهم سعيد الحظ يسجن في علب المحاربين القدماء او بيوت المهجرين ! والبعض الآخر يتم تعزيره بحلاقة شعره أو شعرها نمرة صفر ويحمر ويخطط وتوضع على عنقه القلائد المنظومة من بعض الفواكه مثل الباذنجان الصغير والطماطة والخيار وربما الأحذية القديمة !! ويطاف به على سيارة مكشوفة في الشوارع والأزقة ! وقد رأيت بعيني هاتين في مدينة بيجي المتاخمة لتكريت وفي يوم واحد حالتين مأساويتين من العقاب غير العادل !! وكنت في زيارة شخصية لبيت رئيس جامعة تكريت الصديق الدكتور احمد خطاب العمر بعد ان احترق محرك سيارتي البرازيلي من الجو الصيفي المحرق وانا في طريقي الى جامعة الموصل حيث كنت احد اساتذتها ! رأيت في يوم واحد بعيني ومعي الدكتور العمر استاذا جامعيا تم تعزيره بالطريقة المهينة على مرأى من طلبته وعياله واصدقائه ! ورجلا مسنا يبيع الخضار وضع تحت شمس القيظ حاسرا حتى الموت على مرأى من عياله والناس معا وبمشهد من وطبان التكريتي !! كل ذلك تزامن مع خبرة الدكتور فاضل البراك الذي دخل دورات في بعض الدول المافيوية المشهود لها بالقمع والتفنن فيه ! ولأنه كما يزعم مثقف فقد ركز على اساتذة الجامعات وبخاصة العلماء التقدميين من نحو : ( علي جواد الطاهر / مهدي المخزومي / صلاح خالص / لطيف الراوي / ابراهيم حرج الوائلي / عناد غزوان / عبد الجبار المطلبي / جليل كمال الدين.......... ) كما ركز على مدرسي الثانويات والمعاهد ومعلمي الأبتدائيات وفخخ المناهج وزيف الحقائق وازرى بالثقافة والفكر حتى جاء دور عدالة السماء فقتله صدام شر قتلة ! وظهر علي حسن المجيد ( كيمياوي ) بفنه المستند الى الاغتصاب الجنسي للمغضوب عليهم رجالا ونساء مهما يفعت اعمارهم او يفنت ! وسياسة الأرض المحروقة والزام مسؤلية المغضوب عليه على اقربائه من الدرجة الرابعة ! والطعن بعراقية العراقيين وتسفيرهم حفاة عراة وتشتيت العوائل في التسفير ! ثم جاء دور وطبان وعدي فقصي الذين استعملوا العقارب والأفاعي والقطط والكلاب المدربة على الفتك بالضحية كما حدث مع عرَّاب صدام في الدناءة الطبيب العسكري المتصابي المرتشي راجي التكريتي الذي افترسته الكلاب وهو حي بعد ان سلمته مخابرات دولة جارة الى مخابرات العراق ! وكما قدمت هبرات من لحم حسين كامل وصدام كامل الى نمرة عدي المدللة ! لنتخيل برلمانا عراقيا في هذه الأجواء الأسطورية الإمبيقية ! لقد حرص صدام على ان يكون المرشح للبرلمان
جاهلا منحرفا مواليا للفكر الصدامي ! وكان ثمن فوز المرشح من لدن المخابرات هو ان يمنح بستانا كبيرا ومنحة مالية زراعية ورخصة استيراد شاحنة ولوري قلاب !! كما يمنح سيارة سوبر صالون رويال اسبيشيل ! وقطعة ارض مع مبلغ لبنائها ! وتخيل برلمانيين يجتمع بهم عدي ويهددهم بسبابته وكأن كل التدليس الذي قدموه غير كاف !

واليوم يُطلب الى العراقيين ممارسة حقهم الطبيعي في التصويت وانتخاب من يرونه اهلا لمنحه الأصوات !بعد ان ازاح الشعب عن صدره كابوس العسكرتارية التي مثل صدام ابشع صورها واقتمها ! العراقيون يمارسون حقهم في الأنتخابات ! ذلك جميل وجميل جدا من حيث المبدأ فقد انطلق المارد العراقي من قمقمه وهيهات ان يعود اليه ! مهما استحر القتل والغدر والمكر !! ولكن من قال ان الأنتخابات صناديق اقتراع ومرشحون وناخبون فقط ! هذا كان يحصل في العصرين الملكي والجمهوري ! فما الذي يميز التصويت الحضاري الصادق عن التصويت البدوي المتخلف ؟!! الأنتخابات حضارة وليست اجراءً او اسقاط فرض ! العراقيون مع الأنتخابات وضد توقيتها المتسرع والإستماتة من اجل غنيمة الوقت ! واذا سألتهم لماذا ؟ ما الذي يجعلكم تركضون نحو الصناديق وثمة عشرات الشروط القانونية غير متوفرة ؟ فيأتيك الجواب مضحكا وشر الأمور مضحكاتها ! يقولون لك نريد ان يخرج جيش الإحتلال من العراق فورا !! وتقول لهم ما علاقة هذا بذاك ؟ ليخرج جيش الأحتلال وليدعنا نحسم امورنا بأيدينا ودون وصاية ! فيقال لك اننا نريد حكومة شرعية !! وتقول لهم كان العراق بلا احتلال ايام صدام وفيه حكومة شرعية بالمفهوم السلفي الطائفي القومجي وفيه برلمان ورئيس انتخبه العراقيون كما يزعم مئة بالمئة! فيقال لك لا المهم تخلصنا من صدام ! وتعلم في سرك ان هذه الحكومة ( غير الشرعية ) تريد ان تكون شرعية من خلال صناديق الأقتراع ! اي انها ستحمل النتائج المعروفة سلفا برهانا على شرعيتها والويل لمن يشكك بالشرعية ! وقد بدأت المحاصصة ونظرية ( شيلني واشيلك ) ! في السر والعلن عموما يمكن تكوين حكومة جبهة انقاذ وطني من التكنوقراط وممثلي الأحزاب العراقية العريقة ذات الثقل الجماهيري فقط والشخصيات الجماهيرية المستقلة وتوقع هذه الحكومة وثيقة لخروج قوات الأحتلال بأسرع وقت ممكن ! ومع ذلك فإن كان ولابد من الأنتخابات فلابأس ولكن ينبغي توفير الآتي اولا :

1/ القضاء على البطالة وفتح فرص عمل على عجل فالفقر ميسم جل العراقيين وعلي كرم الله وجهه يقول لو تمثل لي الفقر رجلا لقتلته محتملا وزر القتل ! والعاطل عن العمل والجائع يكون اضعف ما يكون امام الترغيب المادي والحر تكفيه الأشارة.

2/ السيطرة التامة على الأمن فالخوف امهر الكذابين والمزورين ! ونعمتان مفقودتان الصحة والأمان ! ان خوف العراقي او اي انسان من المجهول والموت المختفي في الأسواق والشوارع والمدارس والساحات يجعلع ضعيفا امام سلطة الترهيب والحر تكفيه الأشارة.

3/ احداث ثورة اعلامية بحيث تصوب المعلومات التي تضلل الشارع العراقي الآن ! هناك محظورات حقها الإباحة ومباحات حقها الحظر ! واسماء تحتاج الى علاج وظواهر تستدعي التشريح ! وافراغ الجامعات والمدارس والدوائر من الطقوس الغريبة التي اجبرت عليها بدعوى ان العراق ارضا وسماءا هو ارث اسلامي وعربي ! والغاء الأسماء التي اطلقها المتشددون على مدن الثورة والشعلة وسواهما وبعض الشوارع والساحات !

4/ حل التناقضات المصطنعة بين المذهبين المقتتلين منذ فجر الأسلام وهما السنة والشيعة فلا يعقل ان تقوم الأنتخابات وعلى قلوب اقفالها! ولا يعقل ان يعجز المسلمون عن حل معضلة جاوز عمرها الألف سنة سوداء ! لن تمتلك الأنتخابات مصداقيتها في ظل تسعير الأحقاد بين السنة والشيعة ! ثم حل التناقضات المصطنعة بين المسلمين وبين اشقائهم المسيحيين والصابئة واليهود والإيزيدية ! فكل الأشقاء من غير المسلمين يتوجسون من تصاعد تيار التشدد الأسلامي خيفة وشرا مستطيرا ومعهم كل الحق فهؤلاء لم ينعموا بالسلام في ظل واقع مبهم.

5/ افراغ الوزارات والجيش والإعلام والشرطة والأمن والمؤسسات الجامعية والتدريسية من البعثيين ذوي الماضي الدموي ! فوجود هؤلاء لن يحقق حالة صحية للمواطن لكي يذهب وعياله الى صندوق الأقتراع فما زال صدام وبطانته احياء وما زالت المليارات البعثية في متناول ايدي البعثيين وحلفائهم وما تزال اسلحة الدمار بأيدي وعلم البعثيين فقط ولن تقوم للإنتخابات قائمة مع هذا الوضع الغلط.

6/ التركيز على ان العراق تحت اي طائل ومسوغ هو عراق ديموقراطي علماني ولن يسمح للتيارات الدينية او القومجية باختطاف السلطة ويقوم الأنتخاب وفق هذا المبدأ الذي لن يتنازل عنه العراقيون ! فمنذ الآن تعقد الصفقات لترشيح هذا لأنه صديق ايران او صديق الأردن أو صديق سوريا او صديق السعودية او صديق امريكا ! هذه ليست انتخابات ان حدثت على هذا النحو بل هي عملية انتحار جماعي لمن يرغب ومن لا يرغب ومن يدري ومن لايدري ! هناك جري مبني على حسابات فئوية او شللية وازعم ان هاجس انقاذ الجماهير العراقية من ورطتها مه المتصديين في المياه الاسياسية الوحلة هذا الهاجس ضعيف وااسفاه وضعيف جدا.

7/ حسم مفهوم الفيدرالية العراقية وحقوق شعوب حوض الرافدين الكوردية والعربية والتركمانية والكلدا آشورية ! الكورد يتوجسون من نوايا اشقائهم العرب ! والتركمان يتوجسون من نوايا اشقائهم الكورد والعكس صحيح ايضا العرب يتوجسون من الكورد والكورد يتوجسون من التركمان ! ولن يحسم صندوق الأقتراع ايا من هذه المشاكل ! لابد من مؤتمر مصالحة ومصارحة بين اديان وادي الرافدين وقومياته ومذاهبه قبل التوجه الى الصناديق.

8/ العمل بكل الوسائل المتاحة على اعادة الستة ملايين عراقي من المسفرين الى ايران ظلما وعدوانا والمقيمين في المنافي والمهاجر مع توفير التعويضات لهم وفتح المدارس الأسكندنافية والأوربية والأمريكية في العراق ليواصل الطلبة العراقيون المولودون خارج العراق دراساتهم وفاق اللغات التي يتكلمونها ! لن تصل اصوات العراقيين المقيمين خارج العراق الى الصناديق دون سهو او اغفال او تلاعب ! وكيف يعرف الشقيق الفيلي مثلا وقد اخرجه الحكم البعثي دون اية وثيقة تثبت عراقيته !! وكيف يصوت العراقي من اب عراقي ميت وام اوربية مثلا وهو لا يحتاز اوراقا ثبوتية كي يمنتخب !! واذا كنت انا الأستاذ الجامعي والناشط الوطني لا اعرف عن الأسماء المرشحة شيئا فكيف بالرجل الأعتيادي ! وللحديث صلة.

* عبد الإلـه الصائغ