هدد السيد هوشيار زيباري وزير خارجية حكومتنا الانتقالية –على استحياء – قناة الجزيرة ببحث اغلاق مكتبها في بغداد ، وبالمقابل ردت الجزيرة بتحميل الحكومة العراقية مسؤولية الحفاظ على سلامة مراسليها في العراق ، وهم عراقيون غالبا تتولى الحكومة العراقية، شؤونهم وسلامتهم، لاقناة الجزيرة التي تريد ان تنازع العراقيين كل شىء ، السيادة ، وتقرير المصير ، وحماية رعاياها في بغداد، كما يبدو.حيث استنكرت – القناة – ما أسمتههذاالنهج في التعامل مع وسائل الاعلام مؤكدة انها ترى في هذه الاتهامات والتهديدات تحريضا ضد قناة الجزيرة وضد مراسليها العاملين في بغداد مع ان الجزيرة كانت تأمل ان تستهل الحكومة العراقية عهدها الجديد بنزع القيود عن الاعلام لا بفرض قيود جديدة تحد من حرية الكلمة والتعبير!
نعم، الجزيرة التي فاحت روائح فضائحها يوم صارت وثائق جهاز المخابرات العراقية نهبا للرائح والغادي تطالب بمنحها فرصة لذبح المزيد من العراقيين وتخريب مشروعهم الوطني وجعلهم مشاريع نحر دائم ارضاء لساديتهم العروبية المريضة، كما تأكد من خلال العديد من الشواهد وكان آخرها ادانة مراسلها في الحلة امام القضاء العراقي باتخاذ مكتب القناة مكانا للالتقاء بالارهابيين القتلة ، فضلا عن ترويجها للعصابات الاجرامية التي بعث بها اشقاؤنا من سورية ،وجيراننا من ايران هدية بمناسبة خلاصنا من عدوهما المشترك الذي صار بقدرة قادر عزيزا على قلوبهما نكاية بالعراقيين الذين تخلوا عن قائدهم – وضرورته – بعد ان سلم العراق لقمة سائغة للاجنبي.
وكانت صحيفة الشرق الاوسط اللندنية، قد نشرت خبرا على صفحتها الاولى من عدد الأحد الموافق للسابع والعشرين من حزيران الماضي عن مواطن سعودي يدعى سعيدان سعدون سعيدان اختطفته في الفلوجة احدى كتائب المقاومةالوطنية الشريفة في رواية الفتى النابه مثنى عن ابيه حارث الضاري ، رضي الله عنه وأرضاه ، وهو سند موثوق كما تعلمون ، على طريقة السيد الأريب مقتدى الصدر- روحي له الفداء –
وقال سعيدان انه تعرض لاختطاف مسلح من قبل هذه الجماعة حيث كان من بين الخاطفين عدد من السعوديين والسوريين والعراقيين الذين اقتادوه الى أحد الاماكن المهجورة بعد ان عصبوا عينيه حيث اخضعوه للاستجواب والتعذيب على مدى ثلاثة أيام متواصلة كما يقول مراسل الجريدة في اللقاء الذي اجراه مع المواطن السعودي والذي نشرته الجريدة في صفحاتها الداخلية – ص 5 – وبعد رفض سعيدان الخضوع لاوامر" أمير الجماعة"في القيام بعملية بطولية، من أعمال المقاومة الباسلة في رواية اخرى للشيخ الجنابي المتهم زورا وبهتانا، وظلما وعدوانا، بسلخ جلود الروافض الشيعة من فرس بني ربيعة المجوس وعلوج الجنوب،.. وضع سعيدان في غرفة مظلمة بانتظارتنفيذ حكم الاعدام ، وأضاف "أنه استمع مصادفة الى اتصال هاتفي أجراه احد أفراد هذه الجماعة مع مراسل قناة الجزيرة يطلب منه الحضور لمكان احتجاز الرهينة لتصويره،موضحا انه عندما دخل مراسل الجزيرة ، اجبر على الجلوس امامه وتلاوة البيان أمام الكاميرا، ثم نقل الى مكان لتنفيذ حكم الاعدام بحقه،وقال ان الخاطفين ابلغوه انهم حددوا يوم 4حزيران بعد صلاة الجمعة موعدا لاعدامه .
المهم ان سعيدان هرب بمساعدة احد افراد المجموعة وقد أسماه الدليمي حينما داهمت القوات الأميركية المنطقة التي يحتجز فيها سعيدان وسط وابل من اطلاق النار ...الخ. وبثت الجزيرة الشريط يوم 5 حزيران!
اذا ، ماالذي ينتظره السادة المسؤولون الجدد في حكومتنا المؤقتة الموقرة بعد، لكي يتخلصوا من عقدة حرية التعبير والإعلام التي يتشدقون بها فيما شعبنا يذبح جهارا نهارا على ايدي الإرهابيين القتلة برعاية مباشرة وتحريض صفيق من الجزيرة وسواها من الفضائيات العربية ومراسليها من العرب ومن المراسلينالعراقيين الذين هان عليهم وطنهم مقابل حفنة من الدولارات ينالونها جراء بيع دم شعبهم ومستقبل وطنهم ارضاء لشراهة الكلاب السائبة والجراءالضواري؟
اليست الديمقراطية وحماية الحريات تستدعي من أولي الشأن العراقي حماية مواطنهم ووطنهم والإيفاء بمستلزمات المسؤولية التي تصدوا لحملها؟ وهل من الديمقراطية في شيء حماية من لايؤمن بها منهجا أو سبيلا أو غاية وهو يذبح الساعين اليها والمدافعين عنها؟ هل هان دم العراقيين الى هذا الحد على اهله فلم نعد نسمع الا الوعود الفارغة بقطع ايدي الارهابيين،و التي سرعان مايمسحها القتلة والجزارون بكل ثقة واقتدار- على رأي طيب الذكر صدام حسين-، بالمزيد من عمليات التفجير والاغتيالات التي تستهدف حماة الأمن من المساكين الذين لايستطيعون حماية مراكزهم ولايملكون ضررا ولا نفعا لأنفسهم؟
ان هذه القنوات شريكة في الجريمة ولابد من اجراء يجعلها تدفع ثمن فعلتها بمنعها واستئصالها من العراق ،ومقاضاتها في مابعد ، ليس الدم العراقي الطاهر، بولا يراق، لننشغل بمناقشة الجوانب الايجابية ومدى مراعاتنا الأسس والمعايير الديمقراطية في منع أو ابقاء قناة تروج وتسوق وتحرض على العنف وجزر اهلنا وذبح اطفالنا ونسف نسائنا اوتحطيم مستقبل وطننا وترويعنا!!. ماالذي ينبغي ان تفعله الجزيرة لتحرك شعرة في رأس مسؤولينا النشامى وتجعلهم يتحركون لوقف استهانتها بنا وبأوجاعنا ودمائنا ، بعد ان أكدوا عجزهم الفادح في وقف القتلة الذين يسرحون ويمرحون في البلاد ويقتلون العباد في ساعة واحدة في الموصل والرمادي والفلوجة وبعقوبة ، والحلة لاحقا ، وقبلها كربلاء والنجف والكاظمية ، فهل استورد لنا الزرقاوي طيرا أبابيل يوصف العراقيين كفرة وخارجين عن الملة ينبغي استئصال شأفتهم ام انه يتمثل بقول الشاعر : خلا لك الجو فبيضي واصفري؟
ما الذي تنتظرون ايها السادة الديمقراطيون لتتأكدوا من ان تحريض الجنابي في صلاة الجمعة(الثاني من تموز –يوليو) كانت دعوة الى العنف والقتل وسفك الدماء واباحة الرقاب ،لا درسا في الديمقراطية، وهو يهتز يمينا وشمالا متنافضا، بغّله وصفرة وجهه وقلبه، و بوصفه رئيسا لهيئة شورى المجاهدين، كما ظهر في التايتل اسفل الشاشة صراحة؟ بلى هذا الخطيب الذي لصفاقته تناسى الجمع العديدة التي ملأ شاشة تلفزيون بغداد وهو يتهدج بالدعاء متضرعا الى الله ان يحفظ قائد الجمع المؤمن بطل العروبة والاسلام صدام حسين حفظه الله ورعاه على اعدائه( من سوى العراقيين الذين انتصر عليهم صدام وملأ بهم المقابرالجماعية؟؟) وما الذي تنتظرون ايها الحكام الديمقراطيون جدا لتغيروا علىالقتلة الذين اشرتم قبل ايام انكم اعددتم خطة لايأتيها الباطل من خلفها ولا من قدامهالقطع دابرهم والقضاء عليهم فإذا هم يفجرون العراق من شماله الى وسطه وحتى جنوبه كما فعلوا ويفعلون كل يوم، فماذا انتم فاعلون؟
لم لايتخلى المسؤول، الذي لايجد في نفسه القدرة على الايفاء بواجبه ،عن منصبه حقنا للمزيد من الدماء وحفاظا على ماتبقى من الوطن والمؤمنين بفكرة الوطن الذي اشبع واوسع واثخن جراحا، وما من مجيب؟!!
اننا معكم ايها السادة ، ندعمكم،لكننا ننتظر منكم فعلا بقدر المسؤولية وبقدر الدم الذي يراق وبقدر الأذى الذي يلحق بالعراق، وبقدر هذا كله نحاسبكم ، بل نحاسبكم ، وكذلك التاريخ ، حسابا عسيرا على قدر آلامنا ، وأملنا فيكم، الذي لاينبغي لكم ان تبددوه.
ما الذي تنتظره ايها السيد رئيس الوزراء وما الذي ينتظره السيدان النقيب والشعلان : ان تصل الدماء الى مكتبيهما؟ماالذي تنتظرون لطرد الجزيرة والعالم والمنار وايقاف عملها الاجرامي؟ اتخشون ان تتهموا بالدكتاتورية والاستبداد وقمع الحريات؟ وهل هذا اصعب عليكم من سفك دماء ابناء شعبكم ومصير وطنكم المترنح على حافة الهاوية؟لقد عجزتم عن لجم الايرانيين ومراكزهم الاستخبارية التي ملأت المدن العراقية مثلما عجزتم عن القضاء على الزرقاوي وتفكيك عصابته ومن يسندها ويقدم لها الملجأ والمأوى والانصار ،وقبلها تركتم الحبل على الغارب للسراق وقطاع الطرق حتى تصدى مقتدى للم رعاعهم وصيرتموه قوة على الارض تحسبون لها الف حساب فيما هم يروّعون الناس الذين ارتضيتم ان تكونوا مسؤولين عن حمايتهم بوصفكم ((حكومة)) لامبرر لوجودها ان لم تف بالتزاماتها.
قولوا لنا ماذا تنتظرون، وافتونا مأجورين.
شاعر واعلامي عراقي
التعليقات