تواجه حكومة السيد فيصل الفايز اشكاليات ثنائية جعلتها دائما بين نارين مما عرقل خططها وافشل حماس الناس لها حين تشكيلها قبل اقل من عام مما حدا بالملك عبدالله ارسال كتاب توجيهات جديد لها لتسريع الخطا.

المتلازمات الثنائيات التي اوقعت حكومة الفايز بينهما هي اولا قوة الرئيس وضعف الاعضاء في الفريق الوزاري ثم رضي الناس على شخص الرئيس وعدم تقبلهم لاغلب الوزراء لخلفياتهم الاجتماعية والسياسية ومدى اهليتهم لما هم فيه الان،عدم ملائمة كل وزير لحقيبته في اغلب الطاقم، بطء الحركة لاغلب الوزراء مع نشاط الاخرين فالبطء يعيق السريع والوزير الخبير يضيع بعروى الوزير الذي ما زال يتلمس خطاه.هذا على الصعد الشخصي للاداء الوزاري.

لقد طالب الشارع الاردني بتغيير وزاري منذ الثلاثة شهور الاولى من عمرالحكومة الا ان الرئيس يبدو اراد اعطاء الاعضاء فرصة لشحذ الهمم، ولكن بعد هذه المدة ثبت عدم حكمة التاجيل للتغير النوعي وليس الكمي للوزراء على اعتبار ان توزير بعض الوزراء الحاليين خطيئه اردنية بحق الشعب لا تغتفر ومع ذلك فالشعب الاردني بشقية الاردني والفلسطيني لديه ذاكره مثقوبة ينسى بسرعة ويصفح كما صفح عن العشرات من الوزراء السابقين الذين وزروا كديكور وزاري لياخذ لقب معالي وراتب وزير ويجلس في بيت اهله فاتحا صالونا سياسيا للنق على الحكومات التي تاتي بعده او ليفتح صالون حلاقة لمعرفة كم حلق لوزراء مثله وزروا دكورا واصبحوا عبئا على الاردن والاردنيين.

الجانب الثاني من النيران التي تكوي الحكومة الاردنيه والتي تقع بين ناريها هي متلازمة معالازمة الفلسطينية والفلسطينين المتواجدين في الاردن ازمة اصحاب الكروت الصفراء وحاملي الكروت الخضراء من حملة الجواز الاردني من اللاجئين،ثم ثنائية الفساد والنهب من المال العام، والفضائح المالية والاخلاقية، ثنائية الفقر والبطالة، ثنائية التنمية السياسية التي لم يقتنع بها احد وبحث الناس عن رغيف الخبز، الاردنيون المطحونون الذين يعتبرون بروبغندا التنمية السياسية كاغاني اليسا ونانسي عجرم لمن يتضور جوعا.

الحكومة الاردنية تعيش حقيقة بين نارين، نار ملتهبة في العراق زجت بحوالي نصف مليون عراقي الى الشارع الاردني بكل ما يحمل هذا الكم البشري من معاني اجتماعية وسياسية واخلاقية. و نار مستعرة تحت الرماد في فلسطين ترسل مع كل انتفاضة فلسطينية وتصعيد اسرائيلي ما بين 100 الى 200 الف فلسطيني يفضلون العيش في الاردن وعدم العودة لكونهم يتمتعون بالجواز الاردني ليزيد مخزون الاردن من اللاجئين الى 3 ملايين انسان، ليس للاردن سيطرة على تنقلهم بين الضفتين فهم هناك مواطنون وهنا مواطنون نصف الوزراء الحاليون منهم.
لا تحسد حكومة فيصل على ما هي فيه من ازمات لانها بدات عهدها بزياد الاسعار ومع انها كانت تحت ضغط المديونية، الا انها بدت كالذي يود ان يقيم الدين في مالطا وهو لا يعرف اتجاه القبلة ولا يجيد الاذان مع ان الفايز مؤذن جيد الا ان من خلفة في الصفوف في اغلبهم لا يجيد الصلاة.


محلل سياسي اردني وباحث في الاعلام الدولي
المملكة المتحدة