بداية أود أن أصحح عنوان المقالة "أصبح الإرهاب خبز العرب" بجريدة إيلاف الالكترونية بتاريخ 13/8/2004م
فمشكلة بعض العرب ليس ركوبهم موجة الإرهاب والعنف بقدر ما هو تعطيل للعقل وتعتيم للبصيرة والاندفاع المتسرع بسبب ضعف وانعدام الثقافة السياسية والافتقار إلى الطاعة والانقياد الإيجابي للحاكم. فهذه الشعوب إما أن تندفع إلى درجة تأليه الحاكم أو إلى درجة تكفيره. فهم لم يستوعبوا الدين بأبعاده السمحة ولم يعيشوا الواقع الفعلي بعقلانية وحكمه.
كما أن الإرهاب يجب أن لا يكون لصيق أو صفة ملازمة للعرب أو المسلمين فما جرى في مصر والجزائر والمملكة أو خارج العالم العربي من قِبل عرب أو مسلمين إنما هو حدث وقتي انتهى في حينه ولكن ذلك يجب ألا ينسينا الألم والاستياء والاستنكار لهذه الأفعال الإجراميه الغادره. فالإرهاب سبق أن انتهجته منظمات كانت ترى استخدام العنف في التعامل كما هو في سيريلانكا وإيرلندا وأسبانيا وكولومبيا نعود لهذا الشعب العربي العزيز لنوضح بعض الصفات والموروثات الجينية فيه فهذا الشعب ومنذ فترات ضاربة في القدم له نظرة انتقاصية في الحاكم مهما كان عادلا وكريما وله نظرة في الأجنبي مشابهة لذلك. وكذلك لديه النزعة في معاداة الحاكم والرغبة في القدح فيه وهو برغم ذلك يخافه ويهابه ويطيعه ولكنه ينتقده ويحسده. (الرأي العام سريع التقلب سريع الانفعال جياش العاطفة ولا يعتمد عليه دائما).
فيما يتعلق بالعرب وأمريكا فأرى أن العرب لايحتاجون إلى أن تقوم الولايات المتحده أو غيرها بالنيابه بضرب العرب بقنبله قاتله، وليسوا بحاجه إلى إستعداء الولايات المتحده، الحاجه هي في التعايش الإنساني العقلاني العادل من قِبل الولايات المتحده تجاه العرب، ولكن العرب يقولون لأمريكا إملكوا القوه والإقتصاد وتحكموا فيه ولكن لابد وبدون أي مساومه من إحترام ثقافة ودين وكرامة الشعوب العربيه و الإسلاميه وأن تكونوا أكثر عداله ونزاهه في التعامل مع قضايا العرب والمسلمين. و الولايات المتحده ستصل قريباً لهذه القناعه عام 2020، فالدروس المستفاده من دخول أمريكا معترك الصراعات عالمياً منذ 1950 وحتى الآن سيجعل هناك إعادة نظر في كثير من إستراتيجياتها حتى لاتُسقط أمريكا نفسها بنفسها وحتى لانخسرها نحن فالعرب والمسلمون يرون في الولايات المتحده الشئ الطيب الكثير ولكن ليس بهذا الشكل التي هي عليه الآن.
وختاماً لابد لهذا العربي العزيز أن يتخلى عن التبعيه الحزبيه وعن الفهم الخاطئ للدين وأن يحرص ويجد لكسب العلم والمعرفه وأن يكون مثال الجد والمثابره لتحسين وضعه المعيشي دون كسل أو ملل وأن يساهم في المحاربة والقضاء على الرشوه والفساد الإداري بكل أشكاله، وأن يتفهم الواقع السياسي العالمي وأن يملك الثقافه السياسيه الكافيه ليكون محصناً من إثارة العواطف الوطنيه أو القوميه ومحصناً من الدعايات والإشاعات، وفوق ذلك كله هو أن يضع يده بيد ولي الأمر وأن يكون أكثر حلماً و هدوئاً وإخلاصاً. ومع الإحترام والتقدير لرأي هذا المواطن الكريم إلا أنه يجب وجوباً على هذا المواطن أن يترك لولي الأمر والمجالس الشوريه والتخطيطيه والإستشاريه أن تتولى خدمته دون أي جدل أو رفع شعارات أو إتصالات خارجيه مشبوهه فالحكومات ترى الكثير مما يغيب عن أنظار الآخرين وما يتلائم مع بيئه وحضاره معينه قد لايتناسب مع الأخرى.
كــنــدا
التعليقات