شهدت مدينة كركوك قبل ايام مظاهرة تركمانية عربية لتنديد بالسياسة (التكريد) هذه المدينة. لنتساءل هل قامت الاحزاب الكردية بايفاد الكرد الى تلك المدينة, بهدف تغير طابعها الديموغرافى؟ بكل الوضوح؛ كلا. ولكن بعد تحرير العراق من طاغية صدام تحررت كركوك كباقى المدن العراقية, وسنحت الفرصة امام تلك العوائل الذين هجرهم النظام السابق عنوة من ارض ابائهم للرجوع الى ديارهم, كما قام العديد من العوائل التركمانية بالعودة اليها, ولكن مع الاسف فالكثير من احزاب التركمانية اختلطت في صفوفها بقايا النظام السابق وتاثرت على مجمل سياساتها وخاصة سياساتها تجاه الشعب الكردى, وليس هذا فحسب بل قامت الجبهة التركمانية بدعم و العون من المؤسسة العسكرية التركية بشن هجوم شرس على الكرد والاحزاب الكردية, واتهامهم بتنفيذ سياسة التكريد لمدينة كركوك. ولكن فى الحقيقة لمتقم الاحزاب الكردية بارسال حتى ولو فرد واحد بهدف زيادة نسبة الكرد فى هذه المدينة الكردستانية, والذين عادوا اليها هم اصحاب المدينة الحقيقيون الذين شردهم صدام, وحتى هذه اللحظة لم يعد اليها سوى قسم ضئيل منهم بسبب عدم امكانياتهم لشراء او استئجار الدار لاسكان فيها. ولم تقم الحكومة العراقية ومن قبلها الادارة المدنية الامريكية بمساعدتهم والتعاون معهم لتسهيل عملية عودتهم. وحتى من الجانب القانونى لم تحرك الحكومة العراقية لتنفيذ المادة(58) من قانون ادارة الدولة التى ينص على تطبيع الوضع فى المناطق المتنازع عليها ومنها مدينة كركوك. اى اعادة الوضع الى ماكان عليها قبل مجيء الحزب البعث الى السلطة, فتنفيذ هذه المادة يسد الباب امام الاحزاب التركمانية وبقايا النظام السابق لتلفيق الدعايات واثارة الفتن بغية تنفيذ سياسات بعض الجهات داخل الحكومة التركية ومنها المؤسسة العسكرية الذى يريد الحرب والاقتتال الداخلى فى العراق وخاصة فى كركوك بهدف التدخل فيها ومن ثم المحاولة لاجهاض التجربة الكردية.ولسوء حظ الجبهة واسيادهم من بقايا النظام السابق و العسكر فى تركيا لم تقم الاحزاب الكردية بأي رد تجاه ماقاموا به من الاتهام او المظاهرات التى نظمت ولفقت ضد الكرد, فان هذه السياسة هى ليست مصدرها الضعف بل هى موقف راسخ لتجنب الاحتكاك وابعاد كركوك من الاقتتال و وفك السبيل لاعداء العراق لتدخل في شؤونها الداخلية. فان هذه السياسة الكردية تجاه التركمان فى كركوك هى لخدمة العراق قبل كل شىء و ستعطى ثمارها عاجلا ام اجلا.


كاتب وصحافى من السليمانية
[email protected]