مثال الألو سي مهندس الطيران العراقي وعضو حزب المؤتمر الوطني ورئيس هيئة اجتثاث البعث بزعامة احمد الجلبي الذي حكم عليه بالإعدام إبان حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين رجل يعرف من أين تؤكل الكتف، فقد أدرك على نحو مبكر انتهاء ظاهرة حزبه الذي لا يتعدى بضع مئات. ولهذا أراد ان يخدم نفسه ويخدم علاوي ويقضي على آخر فرص الجلبي في الوقت نفسه. فزيارته لإسرائيل تقضي على البقية الباقية من مصداقية الجلبي وفي الوقت نفسه تشكل نافذة خلفية لعلاوي على إسرائيل للمساعدة في رسم خيوط المستقبل العراقي. لما لإسرائيل من نفوذ واسع في تقرير المستقبل العراقي، أو هكذا تطمح. وكشف بعد وصوله ان عدداً من الشخصيات العراقية الرسمية قامت أخيراً بزيارة “إسرائيل” سراً. وقال انه قام بزيارته هذه بعد ان وصل الى قناعة بأنه يجب ان يقوم أحد ما بالخطوة الأولى والجريئة بزيارة “إسرائيل” علناً! وادعى انه «من مصلحة العراق أن يقيم علاقات دبلوماسية مع الجميع»‚ وأكد في تصريحات لصحيفة يديعوت احرونوت أن زيارته إلى إسرائيل تشكل «مغامرة» قد تقضي عليه عند عودته إلى بلاده‚ وأضاف «قلت لنفسي: ينبغي أن يقدم أحد ما على هذه الخطوة‚ ولو كلفتني هذه المغامرة حياتي أو مسيرتي السياسية»‚
لا يمكن للألوسي ان يخاطر أو يغامر بمستقبله السياسي ويذهب لإسرائيل على رأسه لولا انه يحمل الضوء الأخضر من حكومة علاوي وتلقى عروضا مجزية لمستقبله السياسي بعد ان شعر ان ارتباطه بالجلبي سيغرقه مع زعيمه. بطبيعة الحال ان الزيارة مرفوضة والا دهى والأمر أنها تحت عنوان مقاومة الإرهاب! فإسرائيل هي من تنظم مؤتمر مقاومة الإرهاب!
وقد يجادل البعض لماذا تحرمون على العراق إقامة علاقات مع إسرائيل في حين ان للبعض الآخر علاقات رسمية ودبلوماسية مع إسرائيل؟
أننا نفرق بين العمل الرسمي السياسي والواضح الذي تقتضيه مصالح الدولة وتتفق عليه أركان الحكم في بلد ما على انتهاج سياسة معينة تجاه دولة من الدول، عندما تكون قيادة الدولة هي قيادة شرعية تتحمل مسؤولية تصرفاتها ويترتب على الطرفين التزامات تعاقديه كما هو الحال بين مصر وإسرائيل، أما سلوك الألو سي فهو خروج عن ثوابت الدولة العراقية وخارج إطار العمل السياسي السليم وانزلاق في نفق العمالة الفردية وهذا الأمر يعطي ولو بأثر رجعي المصداقية لمواقف النظام العراقي السابق من الجماعات السياسية ومنهم الالوسي التي كانت تتزعم المعارضة للنظام السابق.
ان تتأسس في العراق حكومة شرعية تتحمل علنا مسؤولية إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل أمام الشعب العراقي ومن خلال توافق ورضى الشارع العراق أمر لا جدال فيه ولكن ما نرفضه هو نهج العمالة الفردية، فالعراق في حالة حرب مع إسرائيل من الناحية الرسمية، ولم توقع بينهما حتى هدنة والتزاما بالأعراف الرسمية فانه يحظر على أي عراقي زيارة إسرائيل تحت أي مسمى ولأي غرض.، والله اعلم.
- آخر تحديث :
التعليقات