المحطة الاولى: نصب الشهداء الاجانب في العراق
من خصوصيات الغد المشرق للعراق الجديد ارتواء التراب العراقي بدماء شهداء اجانب من مختلف الجنسيات الى جنب الدماء الزكية لابرياء العراق من نساء واطفال وشيوخ وشباب يسقطون يوميا لكي يحيا الجيل القادم في جو من الامن والامان، ولاشئ يمكن تحقيقه في هذه الحياة بلا تضحيات، وقد وجب على الشعب والحكومة القادمة ان تتذكر هؤلاء باقامة نصب تذكاري رائع للشهداء الاجانب بدءا من السير جيو دي ميلو ممثل الامم المتحدة السابق في العراق ومرورا بالاتراك والمصريين والهنود والنيباليين وانتهاء بآخر شهيد اجنبي سيفصل رأسه عن جسده على ايدي الحفاة الجفاة برابرة القرن العشرين الذين اساءوا للعراق والعروبة والاسلام والانسانية ولحضارة وادي الرافدين على وجه الخصوص، ولن ينسى العراقيون اولئك الذين جاءوا طلبا للرزق ومساهمة في البناء والاطلاع على حضارة العراق وانهارها واضرحتها وناسها الطيبين وعادوا الى اوطانهم اجسادا بلا رؤوس.
المحطة الثانية: خسرنا معركة الحجاب مرة ثانية
انتصرت فرنسا او انها ستنتصر وخسرنا نحن مرة اخرى معركة الحجاب وكانت الخسارة محتمة اذ ليس من المعقول ان نطالب بالغاء قانون الحجاب مقابل ذبح الابرياء لان قانون منع الحجاب له علاقة بالمد الارهابي المنتشر وهذه وجهة نظر فرنسية لانوافقها عليها، ولكن هل يعالج الامر هكذا بالذبح واراقة الدماء؟
لقد اصبح القتلة ومن يقف وراءهم الان في موضع لايحسدون عليه، لانهم ان ذبحوا الفرنسيين من الوريد الى الوريد فلن تلغي فرنسا قانون الحجاب بل وقد تزيده تعقيدا باضافة فقرات جديدة منها منع الحجاب في الشوارع ايضا على سبيل المثال، من يدري؟، واذا اطلق الارهابيون سراحهما فهذا يعني انهم رضوا بقانون منع الحجاب، والويل للحجاب الذي يفرض بهذه الطريقة الدموية. واخشى ان يتم اختطاف اخرين في المستقبل القريب للمطالبة باغلاق الخمارات ومنع الربا في بنوك الدول الاوربية.
المحطة الوسطى: تحية لثوار اوسيتيـا فقد رفعوا رؤوسنا
تحية لثوار اوسيتيا فقد رفعوا رؤوسنا من الوحل ووضعوها في الطين واثبتوا بان ارهابيي العراق اكثر رحمة وانسانية منهم، لانهم يتصيدون الفقراء من المصريين والاتراك والنيباليين والهنود ويطالبون بالفدية او الذبح على الطريقة الاسلامية، ولايخفى على احد ماللذبح والذباحة من اصول وشروط حددها الشرع اهمها شحذ السكين قبل الذبح وعدم ذبح الضحية امام اقرانه وسقي المراد ذبحه حتى يرتوي.
واما ثوار اوسيتيا فانهم حققوا رقما قياسيا لا ولن نحققه باستهداف الاطفال ممن هم في عمر الزهور وتخويفهم وقتلهم واتخاذهم دروع بشرية والتهديد بقتل خمسين راس من الاطفال مقابل كل عنصر يقع صريعا برصاص الدولة.
واما ما يخص الخبر الذي تحدث عن قيام (المجاهدين الشرفاء) في العراق بقطع لسان احد الرهائن المصريين كي لا يتمكن من النطق بالشهادتين قبل ان يذهب الى لقاء خالقه مقطوع الراس، فانا لااستطيع ان اتصوره فضلا عن تصديقه، ولا ادري ان كان هناك فصيل اسلامي مهما كان متشددا يرضى بهذا العمل الا ان يكون من نفس فصيلة قطاع الاذان والالسنة،لانه كان في دولة اسمها العراق جهاز متخصص في قطع لسان كل من تسول له نفسه التطاول على الرئيس والنيل منه،وتقطع اذن كل من يهرب من الخدمة من سرايا الدفاع عن الرئيس المؤمن وعصابته الاكثر ايمانا.
المحطة الرابعة: الى معارضي عقوبة الاعدام مع التحية
هنالك العديد من المنظمات الدولية منها منظمة العفو الدولية تعارض تطبيق احكام الاعدام وتطالب بالغاءه والاكتفاء بالعقوبات الاخرى، وكانت الصدف قد جمعتني مرة باحد الناشطين في مجال حقوق الانسان في ضاحية من ضواحي لندن وهو يدعو الى الغاء عقوبة الاعدام وبعد نقاش طويل اردت ان اضع الرجل في دائرة ضيقة باختصار الموضوع فقلت له: ماذا تقترح ان يفعل القانون بشخص ثلاثيني اختطف طفلة في الثالثة من عمرها واغتصبها ثم كتم انفاسها بذبحها بسكين حادة والقى جثتها بين الادغال طعما للحيوانات المفترسة لاخفاء معالم جريمته؟، فقال: يمكن سجنه مؤبدا ولا اؤيد اعدامه، فتركته وانصرفت بلا استئذان وانا اقول: انا لله وانا اليه راجعون ولله في خلقه شؤون.
وارى من المناسب ان اوجه نفس السؤال الان الى دعاة الغاء حكومة الاعدام بهذه الصيغة: ماذا يستحق قطيع من المفترسين لوعوا قلوب الامهات وطعنوا كبرياء الاباء وذبحوا اطفال المدارس وروعوهم في اوسيتيا؟
ألا يستحقون الاعدام الف مرة؟
المحطة الاخيرة: اوسيتيا هكذا تدخل التاريخ
جمهورية اوسيتيا التي لم نسمع بها من قبل دخلت التاريخ وصارت على كل لسان كما بغداد التي صارت على كل لسان، منذ عدة اعوام ولايمكن ان تتلى نشرة اخبار من اي اذاعة او فضائية بدون ان يذكر فيها اسمها.
نعم لقد عشنا وسمعنا باوسيتيا وسمعنا بمدينة بيسلان بالتحديد حيث تقع المدرسة الحزينة، وهي مدينة وادعة صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها 40 الف نسمة، وقد يمت اكثر السكان بصلات قرابة فيما بينهم لقلة عددهم، وقد يحزن الواحد منهم على اكثر من طفل بسبب وشائج القربى التي تربطهم.
وهؤلاء الذين ذبحوا الاطفال انما ذبحوا البراءة والنقاء ووروعوا الجمال والنعومة، وهل يشك احد في جمال الاطفال الروس.
انهم احزنوا الاشجار التي كان هؤلاء الاطفال يتسلقونها، واحزنوا المقاعد والمناضد التي يجلسون عليها، والردهات التي كانوا يملئونها ضجيجا وقهقهات، انهم احزنوا الكتب والكراسات والاقلام والمحايات.
انهم اغضبوا الرب فويل لهم من عذاب الرب.
التعليقات