من سخريات القدر أن الكثيرين من أزلام النظام السابق و وعاضه اصبحوا يتحدثون باسم الشعب العراقي ويفاوضون ويستقبلون الوفود كما إن لهم علاقات وثيقة وأبوية مع الجماعات الإرهابية وخاطفي الرهائن، وهو أمر لا يمكن حدوثه في دولة أخرى غير العراق.
ولعل من حسنات الاحتلال الأمريكي أن كان يمكننا القول بوجود حسنات أبعد من حسنة إقصاء الطاغية، تحول الأدوات القمعية في زمان حكم النظام السابق إلى قطاع طرق ومجرمين بشكل علني تحت حماية هيئة علماء المسلمين وفي وضح النهار من دون رادع
قانوني أو أخلاقي.
تجارة مربحة والمستفيدون منها عديدون في مقدمتهم هيئة علماء حز الرؤوس، واحتكاما للعقل لا لسبب آخر نتساءل، لماذا تفاوض هذه الهيئة الخاطفين بل وتتحدث باسمهم في أحيان كثيرة؟ أو لماذا تحدث عمليات الخطف في مناطق معينة دون غيرها؟ هل من حقنا أن نطرح التساؤلات عن الطريقة البشعة التي يقتل بها الأبرياء ومدى تشابهها مع جرائم أنصار النظام السابق من فدائيين وأجهزة قمعية؟ هل هي مصادفة؟ أم إن أيتام النظام السابق وأرامله اتحدوا في جبهة واحدة من أجل تحويل العراق إلى ( أرض خواء من دون شعب كما قال صدام حسين في السبعينيات ).
فإن تحدثوا فيا لها من ديمقراطية، يقتلون يروعون الناس ينهبون، يسلبون، يفجرون قطارات البضائع والمسافرين، ينسفون أنابيب النفط ويسرقون أسلاك الكهرباء ومولداته، إنها الديموقراطية، أما إذا تحدثنا عن هذه الجرائم سيخرج لنا شيخ مقعد ذو عمامة متسخة تفوح منها رائحة الدم والدخان تشبه جرابا لجندي مقاتل لم يخلعه منذ سنوات، سيخرج لنا هذا المعمم النتن ذو السحنة الإرهابية ولسانه كسيف مشروخ وعيناه كعيون الشمر، يزبد ويرعد، من على قناة الجزيرة ومنها بالتحديد ليعلن للرعاع الذين اصبحوا الأغلبية في عالمينا العربي والإسلامي، ليعلن لهم ...هل هذه الديموقراطية التي وعدتنا بها الولايات المتحدة؟
ليست بمصادفة أن كل الإرهابيين وكل المجرمين وكل عمليات القتل وكل عمليات التخريب، يقف وراءها وكيل للرب، فكأن الرب و في إحدى هفواته وبعد ليلة حمراء مع إحدى بنات الهوى أنجب لنا ذوي اللفافات القذرة، عمائم لا تشبه في شئ إلا دهان سيارة استعمل لمدة عشر سنين أو ما يقارب عمر قناة الجزيرة.
الديموقراطية بمفهوم وعرف هفوة الرب، هيئة علماء للمقعدين أو تيار للحواسم ( الحواسم بالمفهوم الشعبي تعني السرقة واستباحة أموال الغير ) هو أن كل شئ في هذا الوطن ملك لهم، مشاع، يدخلون بيوتنا متى شاءوا لينفذوا وصايا الرب، يقتلون متى شاءوا وتسجل جريمتهم ضد مجهول، يفرضون الحجاب بأمر الرب، وربما سنلبس العمائم بأمر منهم أو من الرب سيان، هذه الديموقراطية، وكل ما سواها كفر وعداء للرب الذي انتخب من هفواته الأرضية رئيسا أو ملكا سيان، مدى العمر.
هيئة علماء وعاظ صدام لها قانونها، دولة صدرستان لها قانونها، العراق مستباح وأهله وناسه تحت رحمة سكين الجزارين من صدرها إلى هيئة علماء المسلمين.
هفوة الرب العظمى في لبنان، يقف عند خاصرته جندي سوري، ديموقراطيته تمر من غربال دمشق، رئيسه يتمدد و يتمغنط ويطول ويقصر بأمر من أسد، سيقول الهفوة العظمى إن احتلالنا عربي إسلامي حلال، أما احتلالكم فهو غير مذبوح على الطريقة الإسلامية، هل سمعتم بهفوة أكبر من هذا الهفوة الذي لا حول ولا قوة له إلا إصدار العضات لنا، لا تدخلوا الحمام بالرجل اليسرى بل ادخلوه بالرجل اليمنى، سنبني أوطاننا بعد التغوط على الطريقة الربوبية.
أما عظمى هفوات الرب في طهران فلازال يحث على سرقة العراق، على تخريبه ونهبه من قبل جيش يسمي نفسه جيش المهدي، المهدي الذي سيملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت جورا، أما هذا الجيش فلم يسلم منه حتى ضريح أطهر الناس و أكثرهم ورعا وتقوى، فهل هذا بجيش للمهدي يا عظمى هفوات الرب؟ ماذا تقول وهم يقتلون باسم الرب وفي محكمة الرب الشرعية.
أما علماء هفوات الرب فقد تحولوا من ساجدين راكعين لصدام، إلى متحدثين باسم خفافيش الرب الظلامية، فبعد أن خابت آمالهم بعودة صدام ونظامه قالوا لنا بان السيد الرئيس قد تم اغتصابه من قبل أطباء الأمريكان، لأنهم لم يفحصوا دوالي مؤخرته على الطريقة الشرعية. الطبيب الأمريكي أدخل الإبهام بدل السبابة وهو من الكبائر، ثم بعد ذلك جاء تحالفهم مع الخاطفين و الآن يطلبون الملايين من أجل إطلاق سراح المخطوفين.
أما صغيرهم مقتدى الذي لا يقتدى به، فقد كان ربوبيا إلى حد اللعنة، شرعيا إلى حد الموت، حلالا إلى حد القتل، مؤمنا إلى حد النهب، قائدا إلى حد ( لو صح التعبير )، تياره أصبح تيارا للكذب لأن هفوات الرب لا يجيدون إلا الكذب، ليس لهم من مهنة إلا القتل، ماذا لو كان هفوة الرب هذا رئيسا لنا والمتحدث الهفوة وزيرا للشرطة، هل سنقول بأن صدام كان دكتاتورا أو مجرما، أم إن علي المجيد كان كيماويا، هفوات الرب سيكونون أكثر كيماوية لأنهم يتغوطون ويمسحون بجلابيبهم.
هل هنالك ديموقراطية أفضل من هذه الديموقراطية يا هفوات الرب؟ كلكم تتحدثون باسمنا لأن الرب وقبل أن يدخل إلى غرفة شهواته الحمراء دخلها بالرجل اليسرى وليس باليمنى، يا للهول لأن الرب هو أيضا هفوة كبرى، هو غير شرعي لم يتغوط على الطريقة الشرعية لكنه، لكنكم تقتلون على الطريقة الشرعية، تسرقون على الطريقة الشرعية، تفتون بطريقة شرعية، لأنكم هفوات،،، وليس أكثر من هفوات!
*ناشط سياسي عراقي
السويد - مالمو
التعليقات