كما هو معروف أن اعضاء المفوضية العليا للانتخابات في العراق يتقاضون مرتبات ضخمة بالدولار، ولولا هذه الاموال الدسمة التي تدفع لهم لما وافقوا على العمل في العراق، و بالتالي لامجال للمزايدات والعنتريات الجوفاء التي قد يتمشدق بها عناصر المفوضية.


تكمن خطورة تصريحات فريد ايار الناطق الرسمي للمفوضية العليا للانتخابات- رغم اني أستغرب لماذا الهدر في اموال الشعب العراقي على وظيفة تعد ترفاً وغير مهمة مثل وظيفة ناطق اعلامي – تكمن خطورتها في إنها تصادر حق المواطنة للعراقيين من حيث المبدأ من جهة يفترض بها الحيادية وعدم تسيس الانتخابات، ثم ماعلاقة العراق بدولة أسرائيل حتى يصرح أيار ان لايعترف بأسرائيل ؟.. ماعلاقتنا بهذا الخطاب البعثي الصدامي في العراق الجديد؟.. لماذا لايتحدث ايار عن الانتخابات التي ستجري للعراقيين في ايران، وعن التزوير المؤكد الذي سيحدث سواء في من خلال تزويد الايرانيين بهويات عراقية مزورة واشراكهم بالتصويت، أو بشراء الاصوات والضغوط التي ستجري لاجبار العراقيين في ايران على التصويت لصالح جماعة المجلس الاعلى وفيلق بدر ؟

الجدير بالذكر ان فريد أيار كان يعمل في وكالة الانباء العراقية في زمن نظام صدام التي كانت يشرف عليها جهاز المخابرات، ومن الطبيعي من يعمل في هكذا مؤسسة اعلامية مهمة ان يكون منخرطاً في صفوف حزب البعث، وماسمعناه من شعارات بعثية رددها ايار بخصوص عدم أحقية المواطنيين اليهود العراقيين بالمشاركة في الانتخابات، يؤكد ان الرجل بعثي عقائدي مخلص للشعارات القومية الغوغائية.

أما رئيس المفوضية الدكتور حسين الهنداوي، فقد سبق ان التقيت به عدة مرات في سوريا اثناء اقامتي فيها في التسعينات، وعرفت منه انه( شيوعي) حصل على الدكتوراه من فرنسا في الفلسفة، ولكن تواضع مستواه الثقافي جعلني أشكك كثيراً برصانة تحصيله الاكاديمي، ومما عزز شكوكي هذه إفتقاره للمصداقية في بعض التجارب الشخصية التي حصلت بيني وبينه.


إن حق المواطنه ليهود العراق ولكل العراقيين.. حق ثابت لايتغير سواء سكنوا في اسرائيل أو في كوكب المريخ، ومن المعيب أن تبدأ مسيرة العراق الجديد على نهجح نظام صدام بمصادرة حقوق المواطنة، وإعلان مواقف عدوانية ضد دولة اسرائيل التي لاتوجد مشاكل بينها وبين العراق، بل أن اسرائيل الان لها مواقفه مشرفة جداً من طموحات الشعب العراقي في التنمية والديمقراطية وهي داعم قوي للمشروع الامريكي لنشر الديمقراطية في العراق، على العكس من سوريا وايران وممارساتهما الاجرامية ضد العراق.

[email protected]