( ربح الساسة وخسر الشعب )

الانتخابات العراقية على الابواب وبين سفسطات التأجيل وجدل التثبيت يتأرجح الناخب العراقي والمتابع الاقليمي والدولي وخلال فعل التأرجح هذا ينصدم الناخب المسكين بالتفخيخ والخطف والانتظار الغودوي ( نسبة ل غودو ) للحصول على الكهرباء والغاز وابسط الخدميات التي تاهت في زحمة الشعارات السياسوية لهذا الحزب المناضل وذاك الفصيل المناهض ولكي ( يزاد الطين بلة ) كما يقول المثل الشائع صار على ناخبنا العراقي ان يتقن وسط كل هذه الفوضى الحياتوية فن الحساب لكي يتسلح به امام هذا الكم القوائمي المسيس والذي نزل بكل ثقله الى ساحة الديمقراطية الجديده تلك الساحة التي يراد احيائها في الجغرافية العراقية بعد هيمنة الغابات الشمولية الموحشة لقرن خلا.

ولكي نقطع الطريق على الهواة ممن يحلو لهم التصيد في المياه العكرة نقول ان الانتقادات - وبكل ما تحمله من قساوة - التي نوجهها للعقل السياسي العراقي الحالي ممثلا بكل الاحزابيات المتواجدة على الساحة السياسية اليوم ! لا يمكن ان تنضوي تحت مفهوم المقارنة التي يتمشدق بها بعض حواة الاعلام الفضائوي هذه الايام والتي يسوقون من خلالها شعار ان بقاء النظام البعثوي افضل للعراقيين مما وصلوا اليه اليوم !! نقول ذلك لايماننا بحتميات التغيير ولاعتقادنا الجازم ان ثمن التغيير غالبا ما يكون باهضا .

فماذا يشاهد الناخب العراقي هذه الايام على الصعيد الانتخابوي !؟ عدد كبير من القوائم التي تضم مئات الاسماء ممن يتطلع الى ايجاد موطئ قدم في الجغرفة السياسية وبالرغم من ان جميع القوائم تدعي انها وبرامجها "المكتوبة بلغة انشائوية متشابهة شعاراتويا " ستشكل الخيار الواقعي والحقيقي لخلاص العراق واستقراره !! الا اننا نرى ومن خلال متابعتنا لرؤوس هذه القوائم وتحركاتهم السياسوية المتأرخة انهم جميعا يلهثون من اجل الكرسسة ( من كرسي الحكم ابعد الله شروره عنا ) وما الشعارات التي يتمشدقون بها الا وسيلة تقليدية يتكئون عليها من اجل بسط مؤخراتهم النضالية على الكرسي ويعد ذلك تسويق برامجهم الايديولوجية ( براسنا نحن ابناء الخوائب – جمع أم عراقية خائبة ) اما الحديث عن الديمقراطية والتعددية للقوائم النجومية ونذكر منها على سبيل المثال القائمة العلاوية والقائمة الياورية وقائمة الائتلاف الجعفرية الحكيمية الجلبية ( المسستنة ) وقائمة اتحاد الشعب الشيوعوي والقائمة الباججوية والشريفوية الدستورية والقائمة الباراز- طالبانية وهؤلاء هم نجوم القوائم وابطالها !! نقول ان تهليل نجوم القوائم هذه للدمقرطه يثير لدينا عدة تساؤلات نطلب منهم او ممن يتنطع للدفاع عنهم ان يجيبنا بوضوح ويشفي غليلنا التساؤلي علنا نذهب لهذه الانتخابات ونعطي اصواتنا لهم دون تردد وباحترام كبير يوازي احترامنا لنضالهم الطويل ضد دكتاتورية البعث الصدامي الساقط.

القائمة العلاّوية : تسوق لمفاهيم القومية العربية وهذا امر واضح لان مرجعياتهم بعثية وبالتالي ان فازت هذه القائمة فهل ستعود ريمة لعادتها القديمة كما يقول المثل ؟ وهل سيتم ترديد الشعارات " التي قرفنا منها " وهي ان العراق جزء من الامة العربية ولايمكن له ان ينفصل عن محيطه العربي ؟ وتصريحات كبير القائمة في سيرته الفضائوية واضحة وقاطعة بهذا الشأن !! وهل ستمنح هذه القائمة موارد النفط العراقي التي حرمنا منها الى الدول الشقيقة من باب رد الفضل ؟ وهل ستمنح هذه القائمة الموقرة صكوك غفران لرفاق الدرب المتبعثث ؟ اسئلة بسيطة وساذجة متوفرة بكثرة في شارعنا العراقي فهل من مجيب !!؟

القائمة الياورية : تسوق لنفس المفاهيم ولكن على الطريقة العشائرية ولا ندري لم هذا الانشطار القوائمي خصوصا وان من يعمل باسم الحكومة المؤقتة كوزير للدفاع مثلا اختار الياورية على العلاوية ؟ وكيف ستنصف هذه القائمة العراقي المسكين ورأس القائمة فقير في العمل السياسي وخبير في العمل التجاري كما اعترف هو !!؟

القائمة الائتلافوية : تسوق لمفاهيم النظم الاسلاموية المتمذهبة اماميا وهذه حقيقة ثابتة وواضحة وضوح الشمس فكيف لغربال العمائم واللحى ان يغطيها بشعارات الدمقرطه التي تتقاطع وابسط الثوابت الاهدافية لهذه القائمة !؟ اذا كانت القائمة تروج لنفسها الان بوجوبيات حوزوية فكيف اذا انتهى بها المطاف على الكرسي ؟ وكيف سيتسنى لناخبها " وهو مطوق بالتنبغيات الدينية لانتخابها مجبرا " ان يتعارض مع احكامها وقوانينها فيما بعد !؟ واي شكل من اشكال الديمقراطية ستطبقها هذه القائمة !؟ اهو مبدأ الشورى الذي يحلو للبعض تسويقه لنا باعتباره انموذج ديمقراطي متأسلم صالح لزمننا ؟ ام مبدأ ولاية الفقيه التي تعتبر ثابتا عقائديا مسيسيا لرأس هذه القائمة ؟ سيقال لنا لو ان هذه القائمة اصدرت اي قانون او ارادت ان تقر اي دستور فسيستفى العراقي بهذا واذا رفض العراقي فستخفق هذه القائمة في تمرير اي مشروع لها !! ولعمري ان هذه القول فخ ومصيدة لا نحبذ للعراقي المسكين السقوط فيه لان ردنا هو ان كانت هذه القائمة في ترويجها الانتخابوي مارست منطق الوجوب الديني فما يمنعها من ممارسة نفس الينبغيات المتدينة في اقرار اجنداتها السياسية مستقبلا!؟ الا ترى معي عزيزي القارئ ان هذه القائمة ستصر على اللعب الوجوبي في ترويج قوانينها المستقبلية والمتمسحة بفعل التدين المذهبي ؟ الا يعد هذا غلقا فاضحا للخيارات وسدا لكل ابواب النقد والتعارض خصوصا وان التعارض سيعد خروجا على الله كما يعد عدم انتخابها معصية تستوجب جوابا مقنعا يوم الحساب ؟ وهل ستطالب هذه القائمة المباركة مرجعيا كما يدعي اساطينها في جنوب العراق ووسطه بتعويض بلد الفقيه الامام كما طالب سماحة رأس القائمة قبل اشهر مضت ؟ اجيبونا عافكم الله وسدد خطاكم .

قائمة اتحاد الشعب الشيوعوي : تسوق لمفاهيم اممية اكل الدهر عليها وشرب ثم ( تريع )، واين الديمقراطية من قائمة تؤمن بمنطق دكتاتورية البروليتاريا !؟ واين الديمقراطية من منهج يتقاطع تماما مع الليبراليات الغربية الرأسمالية ؟ وكيف سيكون الشعب حرا والوطن سعيدا في ظل التدكتر البروليتاروي ؟

القائمة الباججوية : نسخة مكررة للقوائم القوموية العروبية وليت شعري كيف ستولد الديمقراطية من رحم الفكر القومي ؟ ام انها ستنتج لنا ديمقراطية تقبيل الايادي الابوية ؟

القائمة الشريفوية الملوكية : قائمة تقوم على استنساخ عهد الملوك وارجاع التجربة العراقية الملكية ! وهل سيسمح للعراقي ان يعارض وينتقد الملك الذي هو يد الله وسلطته في الارض ؟ ام ان المقام السامي للشريف خارج حدود النقد ؟ وهكذا تتساقط الحكومات المعينة بالمراسيم الملوكية المباركة ويبقى الملك الشريف يستنسخ نفسه عبر ورثته ( وجيب ليل واخذ عتابة كما يقول المثل العراقي الحالك الظلام ) .

القائمة الباراز- طالبانية : قائمة تروج للقومية الكردية وهمها الاول والاخير كردستان وحلمها الازلي وبالتالي فانها تعرف جيدا انها ستحقق فوزها في شمال العراق ولكن هل في حالة فوزها ستحقق العدالة والديمقراطية للجنوب والوسط دون ان تنحاز للشمال ؟ وهل سترضى هذه القائمة لو ان الخيار الشعبي العراقي صوت ضد مشاريعها الفدرالية ؟ ام انها ستفكر في الانفصال وترفعه شعارا بوجه كل معارض ؟ انها تساؤلات مجردة من كل ضغينة والله يشهد على ما نقول لكي لا نتهم بالسوء من قبل البعض من اخواننا .

ما تشترك فيه هذه القوائم جميعا هو ان قياداتها تتحدث بالديمقراطية وتطالب بها ونحن لا نشك بذلك ولكن نتسائل هل من الديمقراطية في شئ ان تظل هذه الاسماء على رأس حركاتها وقوائمها طوال هذا الردح من الزمن ؟ هل الانتخابات التي تجري داخل هذه الاحزابيات هي ديمقراطية حقا ام انها نفس ديمقراطية ال 99.96 المتوفرة برواج كبير في اسواق شرقنا الاوسط اللعين !؟ هل لو راجعنا هذه الاسماء لوجدنا انها تغيرت او حلت محلها اسماء قيادية اخرى خلال عقدين من الزمن ام انها تكرر نفس منظومة القائد الرمز ؟ ارحمونا يرحمكم الله !! .

اخر توقعاتنا بناء على ما تقدم نعتقد بجزم ان ما سيحدث في النهاية هو اعادة الصيغة التحاصصية التي كانت مقدمة لاقتراحات العقل السياسي العراقي في بناء المنظومة السياسوية العراقية الجيدة وستتكرر هذه الوجوه مرة ثانية وسنتعامل معها بشكل دائمي هذه المرة بعد ان تعايشنها معها مؤقتا وانتقاليا! وليس امامنا سوى الدعاء الى الله والتوسل اليه ان يجعل هؤلاء القادة من اصحاب التاريخ النضالي المشرف رحمة لنا وان يخلصهم من كل غرور وانحياز ايديولوجي وان يلهمهم تقديم مصلحة العراق على مصالحهم الحزبوية ونتوسل اليهم ان لا يختزلوا المصلحة العراقية الوطنية بايديولوجياتهم الشخصوية والا فانهم ان ربحوا الكرسي فقد خسروا الشعب وحليم من تكفيه اشارة الحفرة التي سكن فيها قائد العرب الضرورة .

ناصر طه

[email protected]