رغم أن الرئيس غازي الياور.. ليس غاويا للاعلام والتصريحات.. والظهور الاعلامي.. لكنه أذا أظطر الظهور فأنه يملىء الشاشة عن جد واستحقاق.
أجوبته فيها الكثير من صدق البداوة.. والمحبة وأصالة عميقة من الواقعية المطلقة.
أنتمائي الى التيار الديمقراطي وقناعتي التامة أن نقاط وجوب تأجيل الانتخابات ترجح عندي وتيقني متمسك. وهكذا كان نتاجي وسيرة ندواتي الفضائية ومقالاتي في المواقع الاعلامية وخاصة أيلاف. ولكن هذا لا يمنع ببقاء حريتي وأن أهمس بالواقع الحالي وأن أفتراضي أن الامريكان حققوا من أصرارهم على أجراء الانتخابات بقوة السلاح واحتمال هدر المزيد من الدماء.. وتعميق الهوة والفرقة بين فئات الناس ويزيدو من أنقسام الشعب عاموديا..بين طالب تأجيل وفارض أنتخابات... رغم توحدهم على فكرة ومبدأ الانتخابات واشتراكهم بصلاة الغائب وراء آية الله علي السيستاني.. أود من دعى الى أجراء الانتخابات يوم كان بول بريمر يتصرف في العراق تصرف الاقطاعي في مزرعته.أن يرعى أمور طالبي التأجيل ويتفهم موقفهم.
الرئيس غازي الياور من خلال الحوار الفضائي يلتقي مع التقدميين اليساريين.. بالكثير من الطروحات نلخصها بالاتي :-
أولا – الرئيس شخص واقعي أستشف أنه لا يحمل هوس أستدعاء جيش أجنبي لاحتلال العراق.. كرها لنظام صدام رغم أنه تغرب أختياريا في السعودية ولسنين طويلة.. وهكذا الحال مع الكثير من اليسار التقدمي وهو شخص _على ما أعتقد _مقتنع بأن الوجود الامريكي مع ملحقاته هو أحتلال وليس تحرير.. كما أعلنها صراحة.. وقبل أن يثبت كوفي أنان هذه النتيجة بقرار رسمي... وكان هذا من صالح الشعب العراقي نظريا... كي يتحمل المحتل واجباته من نصوص وقف أتفاقية جنيف الرابعة سنة 1949 مع تعديلاتها عام 1977 وقد أشبع القانونيون هذا أعلاميا وفي مناسبات كثيرة شارحين عمق هذا الموقف والفرق بين التمسك بالاتفاقية أو هدر نصوصها.
ثانيا _ الرئيس الياور يملك وضوح رؤيا.. وحرص سليقي عفوي ليكون قناعته وهي قناعة الكثيرين.. فأن الاحتلال أمر واقع.. وصدام حسين لم يترك البلد وروابط المجتمع فيه مع غياب المؤسسات القانونية _ الديمقراطية _ بحالة يمكن أن يعلن الحرب على هذا التواجد.. لذا نجد أن المدرسة العقلانية في رفض الاحتلال والتمسك بالمقاومة الوطنية اللاعنفية.. وبكل الوسائل التي مارسها مؤسسي هذه المدرسة وأهمهم غاندي في الهند ومانديلا في جنوب أفريقيا. ودخلوا معركة التحرير بطريقة الفن الممكن.. هذا الشعار الذي وضع الكثير من الشخصيات الوطنية والتي لها ماضي ناصع في سيرتها السياسية والتي لاقت الامرين من ظلم وسجون في عهد الرئيس السابق وبكل تواضع كان هذا الطغيان الظالم الناشىء قد أصابني وقبعت في زنزانات وسراديب غرف تعذيب المخابرات وسجن أبي غريب سنين شاقة طويلة..
وكذا مرّ معي آلآف من الوطنيين سواء أكانوا من حزب الدعوة أو التقدميين اليساريين أو ذوي النزعة القومية.
نعم مثل هذه التحقيقات آمنت بالواقع واصطفت في تطبيق
المنظمات الممكن تعاونها مع الوافدين الامريكان مع العراقيين الذين حاولوا ضمان مصالح بلدهم خاصة في :-
التشريع.. والمال ومفردات الحياة الاخرى.
أن عدم نجاحهم.. مع سياسة بول بريمر المنافية لمصلحة العراق والتي يكمن فيها خطأ واقعي بعدم فسح المجال للعراقي في التنسيق كان السبب في أتيان أخطاء قاتلة مثل –
أ – حل الجيش ب – حل الوزارات (وزارة النفط ) ج – أنهاء دور قوى الامن السابقة وتابع الحاكم المدني مسيرته الانتدابية بروح أقطاعية كأي (سركال) يخدم شيخ أقطاعي كبير ذو نفوذ وسلطة ومال...!!
والياور كما ظهر في الحوار أنه مع هذه النظرية.. وأنه يملك القدرة على تمرير أفكاره العراقية خلال لقاءاته الاسبوعية المتكررة مع السفير الامريكي.. ومثل هذه الشخصية القوية كان ما يشابهها في العراق من رؤساء مقربين الى القوة الاجنبية مثل (كورنيل والس) البريطاني وقبله مسسز (بيل) ذائعة الصيت.
وبرأيي أن الياور أقدر من غيره في تحقيق ذلك كونه مثقف وخريج جامعة.وبتفوق. أثبت قدرته وبوقت قصير في التصرف السياسي الموزون وأنه يمثل فئة وعشيرة عراقية يزيد تعدادها على ثلاثة ملايين.. ثم أنه يمثل وحدة فدرالية تعايشية مع الاكراد المجاورين للمنطقة عبر تاريخ طويل بين عشائر شمر.. وحركات التحرر الكردية.. وخاصة الزعيم مصطفى البرزاني. وقد توج الياور هذه العلاقة الطيبة بزواجه من أمرأة فاضلة كردية وهي تشترك في مسؤولية الحكم ايضا. اليس هذه خطوة واقعية متقدمة من الفدرالية التي طالب بها اليسار التقدمي منذ القدم. وقدم هذا اليسار للحركة الكردية كل عون ومساهمة في نضال مشترك يحقق طموحات الشعب العراقي ويواصل نضال الشعب الكودي في تطبيق الحكم الذاتي الذي حصلوا عليه أيام الدكتور عبد الرحمن البزاز رئيس الوزراء ولكن لم يطبق بنصه وروحه وبأسباب تشريعه...
ثالثا _ الرئيس الياور واضح جدا في أجاباته حول وجوب رحيل الاحتلال أو تحديد مدة بقائه.وهذا بأعتقادي عين الصواب والحكمة اذ ليس هناك مصلحة بانسحاب الجيش الامريكي وهو مفيد جدا في أيجاد الامن والاستقرار..الى فترة غير محددة تكتمل بها قوة العراق واستقراره...
رأى المشاهد زفات الغضب تلمع في أنسان عينيه وأخذ يشرح كيف أنه في خط مواجهة أعترض على أستباحة المدن بصورة عامة وخاصة النجف الاشرف والفلوجة وسيكون أكثر غضبا أذا أستباح الاحتلال مدينة الموصل وأستطرد في قوله أن الموصل هي مسقط رأسي ومحل دراستي الاولى والشمريون من عشائري يشكلون نسبة كبيرة من أهالي الموصل...
رابعا _ الملفت للنظر في شخصية الرئيس الياور هي شفافية لم نتعود عليها خاصة وأن لعائلة الياور تاريخ راسي عشائري ولم يلمع أسم أحدهم في مدرسة نوري السعيد سوى أسم المرحوم صفوك الياور السياسي المحترف والعضو الدائمي في مجلس الاعيان في عهد نوري السعيد وان تاريخ الرئيس الياور الحالي هو تاريخ مهندس ورجل أعمال ناجح.. ولكن لم يكن سياسي وبدأ فعلا يوم أنتخب في المجلس الوطني المؤقت.. ولكن التربة الحسنة.. وأصالة الاورومة نبت أحسن النبات وأسرعها نموا.. هكذا وجدنا الياور يصل الى قمة الهرم.. دون ضجيج...!
الواقع يفرض عليّ أن أختار دون ممارسة عملية لاني لست مع أجراء الانتخابات بل مع تأجيلها بأصرار.....
نعم أن أختار بين قناعتي بالسياسي المخضرم الدكتور عدنان الباجه جي ممثل الديمقراطيين المستقلين.. وأنا مؤيدا له فترة تواجدنا في معارضة صدام.. والعمل على أسقاط نظامه وبين أنتباهي لشخصية موزونة تأتي بالحكمة السياسية والعقل في شخصية غازي الياور.... وأكاد أن أقع في حيرى من أمري....
الاثنان مثقفون وأبناء أصل وعائلة..واذا أمتاز أحدهم بطول خبرة فالآخر له ميزة حيوية الشباب...مع أمكانية التعامل مع الواقع.. الجديد..والاثنين لم يأتوا مع جحافل الاحتلال... بل أن شخصيتهم وسمعتهم الوطنية مع مراكزهم هي التي فرضت وجودهم مع المتعاونين بسياسة واقعية هي سياسة...خذ.. وطالب..!
أعتقد أن الياور بأجوبته الموزونة والصريحة.. وتطلعاته الوطنية لخدمة الشعب.. مع الاصرار على عدم الولاء لاي قناعة طائفية أو عنصرية سوف يجر الكثير من الاكثرية الصامته كذلك من نوعية اليسار التقدمي.
والدعاء لكل من يستطيع أن يخدم العراق.. ويحقق الاستقرار.. وسيادة القانون.. وأيجاد مجتمع مدني حضاري يحتوي على مؤسسات دستورية قانونية ونحو مستقبل مضيء لشعب العراق.. وتحت ظل المظلة العراقية..
عــاش الشــــعب......وذهـــب الاحـــتلال
رئيس منظمة محامين بلا حدود
ونائب رئيس جمعية المحامين البريطانية/العراقية
E mail [email protected]
\
التعليقات