أصبح الآرهاب الدولي جزءا ً لا يتجزأ من الحياة للناس في العالم المعاصر، فلا يكاد يمر يوم دون أن تقع عملية أرهابية في مكان من العالم، ولكن في العراق تقع العمليات الآرهابية على مدار الساعة، بقصد أيجاد حالة من التهديد الذي يقذف بالآنسانية والبشرية في عدم الآستقرار والمشاكل والمصائب.
لو تابعنا العمليات الآرهابية في العراق ضد المحتلين أو العمليات الارهابية في البعض من الدول الآوروبية بأسم الآسلام والمقاومة والقضاء على الاستعمار والحاق الاذى بهم !!
أن الآسلام منها بريء، أذ لايوجد في الاسلام حكم شرعي يكلف المسلم مالايطيق من اعمال التطرف والعنف والارهاب. وهذه الاعمال لها أثار مدمرة لآجيال من بعد أجيال. وليعطوا المجال ليتعرض الاسلام لحملات من المطاعن والتشويه تشنها بعض وسائل الاعلام الغربية.
ومع الآسف هناك العديد من البعض الكتاب يقومون بتحليل الوقائع والجرائم دون الآشارة الى مصدر هؤلاء ومن يقوم بتلك الاعمال الوحشية خوفا أو تملقا أو ارتباطا بمصالحهم الشخصية والذاتية.
أن العراق الجديد منذ بداية القرن الماضي في دوامة الاحتلال والحروب والصراعات الداخلية، وتقاتلوا فيما بينهم من أجل السلطة، واعطوا المجال والحرية للآمبراطورية العثمانية بتقسيم وتشتيت العراق الى ولايات ثم جاء من بعدهم الاستعمار الانكليزي ومن ثم الاستعمار البعثي الى أن جاء الدور على الاحتلال الآمريكي ومن معهم. وهنا لا أريد أعادة كتابة تاريخ العراق المرير لآن ذلك موجود أصلا في مجلدات وكتب بالآطنان، بل أريد فقط التطرق الى بداية قدوم الآستعمار البعثي.
بعد تأسيس الآستعمار البعثي في اليوم المشؤوم 7نيسان قبل نصف قرن،من قبل ميشيل عفلق اليهودي الاصل ومن معه من العفالقة، بدء عصر جديد من السيطرة الفعلية للقمع والارهاب، وأبراز معالم الجاهلية والتخلف لمن ليسوا معهم.
ان المعلوم في افكار البعثية شكلوا بعدا ً بعيد كل البعد عن الآسلام. وبذلوا جهدا كبيرا في تشكيل رؤية لتأريخ الآمة ومستقبلها، لايدخل الآسلام في نسيجها من قريب أو بعيد.
ولهذا عندما بدؤا في حكم العراق والعراقيين كان لديهم احلام بالانتشار والسيطرة على الوطن العربي من المحيط والى الخليج ! واطلاق شعار الوحدة فأنه أثبت عند الاختبار أنه حزب أنفعالي، وكانوا يريدون الكراسي والا الحرب عليهم. وهناك المئات من الدلائل تثبت أن هذا الحزب كان وباء ً حل بالامة وأذل فيها الانسان بصورة لم يلقها المسلم على يد الاستعمار.
وقعت دول منطقة بلاد الشام في دوامة الصراعات من أجل السلطلة والسيطرة على مقاليد الحكم في سوريا والعراق ومن ثم أنتشروا الى دول الجوار. جاؤا بمناهج سياسية ووحدوية كاذبة، أطلقوا بالونات الهواء في الفضاء وكذبوا على شعوب المنطقة، ومن ثم قاموا بالتصفية الجسدية للمئات من الشخصيات السياسية والفكرية في المنطقة بعد أشهر قليلة من تولي السلطلة في الانقلاب الدموي عام 1968 ظهروا على حقيقتهم وحكموا العراق بالنار والحدود، ناهيك التطاول على دول الجوار وأشراك العراقيين في الحرب الضروس مع ايران لمدة ثماني سنوات ومن ثم أجتياح دولة الكويت ( المحافظة 19 بنظر العفالقة والاستعمار البعثي ).
وكانت هناك حلول اخرى، ولكن هؤلاء السفاحين قادة عصابات ملوثة الاظافر بدم البشر، أغاروا على الحضارة وحطموا المثل الآنسانية أرضاء ً لنزعات الشر والظلم الكامنة في نفوسهم المريضة، وكان ولايزالوا مجردين من كل شفقة ورحمة.
وبالتأكيد فأن صدام وزبانيته قرؤا سيرة المغول وجنكيز خان وهولاكو. لهذا عندما أجتاحوا الكويت وأيران طبقوا الافعال والاعمال الاجرامية لهؤلاء وأخذوا يلتهمون كل شيء هناك ونقلوا الممتلكات العامة والخاصة على الشاحنات وفرغوا دولة بحالها من كل ما فيها ولم يكفيهم مافعلوا بالعراق والعراقيين طيلة اكثر من ثلاثة عقود.
الى أن جاء من هو أظلم منهم وجبروت عليهم الامريكان. وطردوهم الى مزبلة التأريخ، وانقذوا الشعب العراقي ودول المنطقة من هؤلاء الجبناء، ولم يقاموا هؤلاء أية مقاومة، بل أدعوا الخيانة وعدم الآيفاء للبروتوكولات والمعاهدات بين العبّد والسّيد، ففعلوا مافعلوا بالعراق وأهل العراق الطيبين.
طيلة حكم الاستعمار البعثي في العرأق، بقيّ الشعب العراقي منقطعا عن العالم من كافة النواحي، وكان ممنوع على العراقي المسكين من السفر والتنقل بين مدن العراق، فكيف بالانتقال الى زيارة لدول الجوار
وبقي هذا الشعب المسكين محصورا في زاوية ضيقة لاحول له ولا قوة.
لهذا نجد أن صورة الديموقراطية والحرية والاستقلال غير مكتملة، ونحتاج الى عقود من الزمن للتعايش تحت ظلال العراق والخلاص من الاحتلال والعبودية. ونحتاج لآخصائيين وأطباء لمعالجة جنون العظمة ومرض المناصب لسياسيينا ومسؤولينا، ومعالجة نوع من الهستيريا لدى هؤلاء. وكأنهم في الصفوف الابتدائية الاولى للسياسة، وتناسوا أن هؤلاء كانوا طيلة أكثر من قرن تحت حكم الاحتلال والدكتاتورية.
ولو توقفنا قليلا عند بعض النقاط لآسباب دوامة العمليات الارهابية في العراق نستنتج مايلي:
- العفالقة والبعثية في دول الجوار لايريدون أطلاقا أستقرار الاوضاع في العراق وخصوصا بعد سقوط النظام الدكتاتوري البعثي ومن معهم من السلفية.
- تدخل البعض من دول الجوار في الشؤون الداخلية للعراق والعراقيين، فمثلا تركيا تهدد دائما بالهجوم والدخول الى كركوك من أجل حماية التركمان والحرب مع الكرد، لكن لم نسمع أن هناك مصادمات أو حرب بين الاكراد والتركمان، بل مجرد كلام فارغ وأبواق لفئة من أعضاء الجبهة التركمانية في كركوك للمحافظة على كراسي ومناصب الجبهة من أجل مصالحهم الشخصية، وخاب ظنهم وظن حكومة السيد أردوغان في الانتخابات بعد التضخيم الاعلامي لآعمال الجبهة فقط،
وكم من الكتاب والسياسيين طالبوا برحيل هؤلاء من الجبهة وتعيين من هم أحق وأحسن وأمثل لتمثيل التركمان والمطالبة بحقوقهم بصورة سلمية وعقلانية والاشتراك في الحكومات العراقية والكردية.
بل أن موضوع الانتخابات للتركمان كانت صدمة للجميع بعد أن تفرقوا ولم يعلنوا أئتلافا فيما بينهم وشتتوا أصوات التركمان في العراق الى النصف بل الربع من العدد الآجمالي، وأهمال أوراق الآلوف منهم لعدم وجود دور لآعلام الجبهة في أرشاد المواطنين التركمان حول كيفية التأشير، أضافة الى أمور أخرى،
وأقول أن وقت رحيل هؤلاء الآشخاص من الجبهة باتت قريب جدا، وأن أسيادهم لم يرضوا بهذه النتائج بعد تخصيص الملايين لهم، ولكن سيكون مصير كل من يأتي لاحقا نفس الشيء أذا لم يعملوا من أجل التركمان والعراق والعراقيين.
أن ذلك سببا مهما في دوامة الاعمال الآجرامية من القتل والاغتيال والتفجيرات في مدينة كركوك لآعطائهم الفرصة لآوغاد وأيتام البعثية في الحويجة وقيارة لزرع الفتن الطائفية بين القوميات المتأخية في المدينة.
وعلى الاتراك أيجاد الحل الآمثل لقضية قبرص المحتلة منذ عام 1974 بقرار العجوز أجاويد والخروج من الورطة. وعليهم أعطاء الحق والحقوق لآكثر من عشرين مليون كردي في أكثر من عشرة مدن كبرى في تركيا وأكثر من خمسة ملايين من الآرمن والقوميات الاخرى، قبل أن يطالبوا بحق وحقوق مليون أوثلاثة ملايين تركماني (حسب اداعاءت البعض ) في العراق، لماذا هذا حلال عليهم وحرام علينا !! وليعلموا أن هذه الامور يؤخرهم أكثر وأكثر في الوقوف أمام باب الاتحاد الآوروبي لسنوات أخرى.
- ألاهمال الواضح من حكومة علاوي ومن معهم، وعدم أستقرار الاوضاع والتفاهم بين وزارات الدولة من الدفاع والداخلية، وتعيين البعض من الخونة والبعثية القدماء في مناصب حساسة، مما أدى الى كشف معلومات خطيرة حول حركة الشخصيات والسياسيين والقيام بالاعمال الارهابية. واعمال الحكومة،
- أعطاء المجال لزوار المراقد الدينية في النجف وكربلاء ودخول العشرات من الارهابيين معهم دون أوراق ثبوتية، أضافة الى الاهمال الواضح وقبول الرشاوي من قبل حراس الحدود، أضافة الى البصمات الواضحة لتدخل ملالي أيران في شؤون البلاد بصورة مباشرة أو غير مباشرة،
- ألقاء التهم الباطلة على هذا وذاك وخلق الفتن والمشاكل من قبل البعثية القدماء من أجل عدم التفاهم والآئتلاف بين القوميات في العراق، فمثلا نسمع بين الحين والآخر تواجد الموساد في مدن كردستان العراق، ثم تواجد مكاتب الموساد والمخابرات في بغداد، ولكن لايتحدثون عن المخابرات التركية والايرانية وهم أصلا في العراق منذ أكثر من سنوات، او مجرد أي ينطق السيد البارزاني أو الطالباني بتصريح، نسمع في اليوم التالي أن هؤلاء قرروا الانفصال وتأسيس الدولة الكردية، وأن ذلك مجرد أشاعات، أن الكرد يحاولون دائما الحصول على حقوقهم القومية والوطنية في داخل حدود عراق فيدرالي وتعددي موحد، لكن أذا تم أهمالهم وحذفهم من الساحة السياسية سيكون ذلك أخر أحتمال لهم واعلان الدولة الكردية حتما دون اخذ موافقة الاخرين او الاتراك او الايرانيين،
أما اليوم والكرد جاؤا في المرتبة الثانية بعد أئتلاف الشيعة في الانتخابات، ومطالبتهم بأحد المناصب الرئيسية ( رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء ) دليل قاطع على عدم وجود فكرة لآستقلالهم،
لذا فأن العراق والعراقيين سيعيشون في دوامة الحروب والصراعات الداخلية والخارجية لعشرات السنين مالم يوحدوا صفوفهم ويتفاهموا كعائلة واحدة لآنقاذ الشعب العراقي وأيصال السفينة الى بر الآمان والخلاص من هؤلاء المرتزقة والعصابات والبعثية والارهابيين. وأيجاد أقصر الطرق لآخراج المحتلين وأشرقة شمس الحرية و الآستقلال النهائي من الشمال والى الجنوب. والقضاء على الاستعمار البعثي المتبقي في العراق.
التعليقات