التاريخ الشفهي من المصادر الهامة لكل أمة تعني بتاريخها لما يقدمه هذا التاريخ من تصور واقعي ومن تحليل وتفسير لحوادث بارزة في حياة الأمم. بل ان التاريخ الشفوي يعطي تصورا دقيقا ربما اكثر من التاريخ المكتوب لانه يؤخذ من أفواه المعاصرين، كشهادة لهم على عصرهم. وقد صدر عن دارة الملك عبد العزيز كتاب ( روبرت بيركس ) حديثا، ويعد الكتاب الذي طبع سنة 1988و أعيد طبعة 1995 والذي تولى الدكتور روبرت بيركس مدير الأرشيف الوطني للتسجيلات الصوتية بالمتحف البريطاني من المصادر المفيدة في مجال التاريخ الشفهي. وقد لاقى الكتاب قبولا واسعا في مختلف دول العالم لما اتصف به من الجمع بين المادة العملية المتولدة عن تجربة والأسلوب المبسط السهل. وتناول الكتاب الجديد تجربة بريطانيا في العناية بالتاريخ الشفهي ووضح مشروعاتها في هذا المجال ورصد ما قدمه التاريخ الشفهي فيها من عطاء وفائدة وبين الكتب التي الفت في هذا المجال أيضا.

ويأتي إصدار هذا الكتاب الهام من دارة الملك عبد العزيز تجسيدا لأهدافها التي تعني بتسجيل تاريخ المملكة العربية السعودية والجزيرة العربية، والحرص على وثائقه ومؤلفاته، وإجراء البحوث والدراسات حوله. إلى ذلك قامت الدارة بإنشاء مركز خاص بالتاريخ الشفهي، وقام المركز بممارسة نشاطه وفق منهج علمي مدروس معتمدا على كل ما هيئ له من إمكانيات، ومستفيدا من خبرات الدول المتقدمة في هذا المجال، حتى اصبح من أهم المراكز القلية في العالم العربي التي تعنى بهذا الجانب.