نبيل فهد المعجل: لي صديق زاملته منذ الصغر ولم يتغير من طباعه الشيء الكثير حتى يومنا هذا. فقد كان عنيداً وظل على بعض من عناده - والعناد ميزة في بعض الأحيان- وكان طيباً وظل ايضًا على طيبته الى حد التنازل عن بعض حقوقه احيانا. مشكلة صديقي أن محبيه وحاقديه والمتفقين والمختلفين معه والمتملقين حوله كثر. يفاجئك أحيانا حين لا تتوقع المفاجأة ويخيب ظنك أحيانا أخرى عندما تتوقع منه مفاجأة سارة.لصديقي مكانة إجتماعية ومادية كانت تحجم أصدقاءه او معارفه عن المجاهرة بالنقاش بأي اختلاف معه. كان محبًّا لأهله و جيرانه الى حد الغيرة عليهم من كل شيء ويرى بحسن نية أنه الأصلح والأمثل للم شملهم وإحتوائهم من المخاطر المحدقة بهم وبه على حد سواء. كان يرى تفوقه من تفوقهم والعكس صحيح. كما كان في كثير من الأحيان يتنازل عن حقوقه رغبة منه في إرضاء اصدقائه ودائمًا تعودنا منه اللجوء الى الحلول الهادئة والبعيدة عن الإثارة وعن القيل والقال.

مشكلة صديقي انه عاش سنين طويلة في دوامة الأوهام ظناً منه ان الأيام الجميلة ستدوم له ولم يعر اهتماما كبيرا بالمتغيرات السريعة التي تدور في فلكه.

لم يدرك صديقي العزيز او ربما ادرك بعد فوات الأوان ان أصدقاءه لهم مصالح وصداقات مع اناس آخرين خارج الإطار المتعارف عليه. نعم، بعض هذه المصالح والصداقات لا تتقاطع مع مصالحه ولكن وفي نفس الوقت ليس بالضرورة انها كلها موجهة ضده. ولم يدرك ان قسما من الأصدقاء أصبح لا يعجبه الإتكال عليه في كل صغيرة وكبيرة ربما بدافع الإستقلالية في اتخاذ ما يرونه مناسبا لمصالحهم أو بدافع التفوق ناسين أو متناسين أنه فن صعب الخوض فيه إذا لم تتوفر لديهم الأدوات اللازمة له. والقادم من الأيام لا يبشر بخير.

إحدى المشاكل التي اوقع نفسه فيها هذا الصديق هو السماح لفئة معينة من الناس بالتصرف نيابة عنه في أمور ساهمت بشكل كبير في إظهار صديقي بمظهر المتزمت لأي تغيير وهو ما أجبر العديد من أهله وأصدقائه بالإبتعاد عنه او لنقل بتجنبه قدر المستطاع لإدراكهم حجم قوة هذه الفئة واستحالة النفاذ من شبكتهم المحكمة!

هذه الفئة من الناس لم تكن وللأسف صادقة مع نفسها ومع صديقي وكان كل همها تحقيق مآربها الشخصية ولا يألو جهداً في إبداء النصح له وما يتناسب مع مصالحها الشخصية ضاربة بعرض الحائط مصلحة هذا الصديق وعلاقاته مع الآخرين.

صديقي كان دوًا كبيرا وسيظل كبيرا في نظري ونظر الآخرين بغض النظرعن مواقفهم الحالية تجاهه. أعرف انه يمر بأزمة مع بعض أصدقائه وجيرانه وكلي عشم أن يكون كما كان دائما وفيا لمبادئه عنيدا عند اللزوم وطيبا عند اللزوم مع الأخذ بالإعتبار بالمتغيرات السريعة وإبعاد كل ما يؤثرعلى قراراته لما فيه صالحه وصالح أهله وأصدقائه!

لن أخذل صديقي طالما أنا حي أرزق ولي رجاء ان يسمع مني ولو من باب الإستماع فقط!