من النظريات إلى أرض الواقع:
الخيانة .. الفعل الذي لا مبرر له

إيلاف: "الخيانة" ، هذه الكلمة أو المفهوم أو التوجه السلوكي كانت ولا تزال و ستستمر على الرغم من كل المحاولات " الحثيثة" لإحتواء آثارها أو البحث في أسبابها . وإن كان لا يختلف اثنان على تصنيف هذا "الفعل " في خانة الآفات الإجتماعية المدمرة ، إلا أن اسبابه و طرق معالجته لا تزال ضمن إطار النظريات العامة .
وعلى الرغم من النقاشات العديدة ، والدراسات المكثفة من أجل التوصل الى حل ما يمكّن المقدم على الخيانة من السيطرة على دوافعه ،إلا أن الحلول المطروحة لم تسفر عن أي نتيجة تذكر .وإن كانت هذه الحلول صحيحة في معظم الأحيان ،إلا أنه يصعب تطبيقها كون فعل الخيانة نابع من "التركيبة الفردية " للشخص . إذ يمكن سرد الأسباب الإجتماعة و الإقتصادية و الزوجية و حتى العاطفية وإعتماد التسلسل المنطقي ثم الخروج بنتيجة مناقضة .أي أن شخصا ما قد يتأثر بها مقابل آخر قد يتغلب عليها ويفرض قناعاته الخاصة لتسيير أهوائه .
فما هي الخيانة؟ وما هي الأسباب والدوافع التي تجعل شخصًا دون سواه يقدم عليها ؟ ولماذا لا تزال النظريات حولها عامة يصعب تطبيقها على الواقع الذي يشير إلى "تكاثرها " بشكل مخيف ؟


تعريف الخيانة

القاعدة التي "شذّ " عنها فعل الخيانة هي الإلتزام والإخلاص والحب .. أي الإرتباط بشكل عام . هذا الإرتباط الذي قد يقوم على الحب أو قد لا يقوم عليه ، لكنه وبإختصار خرق للرابط الذي يلزم الطرفين أنفسهم به طوعا .من هنا يمكن الحديث عن عدة أشكال للخيانة فهناك الفكرية و العاطفية و الجسدية .
يميل بعض العلماء إلى ربط الخيانة بالفعل الجسدي ، أي أنه لا يمكن إطلاق صفة "خائن " على من إرتبط عاطفيا بآخر مختلف عن شريكه ، في المقابل يهاجم عدد من العلماء هذه النظرية كون الإرتباط العاطفي يؤدي إلى آخر جسدي ،وان كلمة خيانة نابعة من " كسر " الإلتزام والإخلاص الذي ربط به شخص ما نفسه بالاخر.
إذن هي مفهوم يتحول إلى واقع حين يقدم الرجل أو المرأة على التخلي عن الإلتزام الذي يربطه بشخص آخر من دون معرفته ، فمعرفة الآخر بوجود شريك إضافي أو عدة شركاء يسقط صفة "الغش والخداع " عنها ويجعلها أشبه بإتفاق معين . وبما أن الخيانة مفهوم إجتماعي يتشكل ويتأثر بعوامل إجتماعية وإقتصادية وثقافية سائدة ، فإن خيانة المرأة تعامل بشكل مختلف تماما عن خيانة الرجل. وبعيدا عن إلقاء اللوم على أي من الطرفين ، الخيانة هي فعل شخصي ، يقوم به الرجل أو المرأة نتيجة لقناعات خاصة أو "لغاية " ما ، للعوامل الإجتماعية في بعض الأحيان تأثير مباشر على تيسير سبل تنفيذها وليس خلقها .

المرأة .. والرجل

وكان الرجل .. هذا الكيان الذي تمّ تسهيل سائر أموره الحياتية منذ الأزل ، فهو المسؤول والمسموح له بكل شيء .. مهما كان نوع هذا الشيء . هكذا وعبر أجيال متتالية تم تكريس قدرته على التغيير والحصول على من يريد في اللاوعي الذكوري عبر النص و التشريع ، ناهيك عن "اللغة" التي ومن خلال أبسط الجمل تجعل من "الفعل الفاضح " أمر طبيعي .فيتم شرح الرجولة عبر ربطها بشكل أساسي بالفحولة .. ولا يمكن "عريبا" فصل الأولى عن الثانية . فالذكر " غير الفحل " مخنث .
من هنا وبعد أن يطمئن الرجل إلى " توطيد " نسله عبر الزواج أو حتى الحصول على من يريد ، عاطفيا أو جسديا ، تبدأ تلك الفحولة بالإستيقاظ.. وإنطلاقا من تعريف "ما معنى أن تكون رجل"، ينتقل إلى "المتعة". هذه المتعة التي من المفترض أن تختزن شهوانية كبيرة أو عاطفة جياشة .
من الإجحاف بمكان إعتبار أن الرجل يخون والمرأة لا تقوم بذلك ، إلا أنه ونتيجة للمفهوم الإجتماعي لها فإن التعاطي مع خيانة المرأة مختلف تماما عن التعاطي مع خيانة الرجل كون النظام السائد كرسها تابعة له .فالمرأة الخائنة موصومة بالعار طوال حياتها مقابل جملة ما قد تمرّ مرور الكرام " لقد خان زوجته .. أو حبيبته أو شريكته" . الخيانة غير محصورة بجنس دون الآخر .
الأسباب عديدة والتأثيرات والمسهلات لا تعد ولا تحصى ،إلا أن تطبيقها على الواقع قد ينجح في بعض الأحيان وقد يفشل فشلا ذريعا في أحيان أخرى . فالرادع من جهة و الدافع من جهة أخرى نابع من شخصية الفرد ، هذه الشخصية التي أيضا قد تكون نتيجة للمؤثرات الإجتماعة وقد لا تكون .

القمع الأنثوي –الأنثوي :

لو سلمنا جدلا أن الخطاب الذكوري له تأثير كبير في تشكيل شخصية الرجل . هذا الخطاب المشبع "بمسلمات "أن المرأة وجدت كخاضع وليس كندّ مساوٍ، له نفس الحقوق والواجبات ، مع التأكيد مجددا أنه وعلى الرغم من هذه التأثيرات إلا أن الخيانة مفهوم نسبي ينطلق من الشخص ومدى صدقه مع نفسه . وبالتالي فإن هامش صدق النظريات المطروحة أو عدمها يتسع .في الوقت الذي يتم تعميم مفهوم الخيانة و حصره بالرجل أحيانا كون ردة الفعل الأولى عند طرح هذه الكلمة تنحصر بـ" الذكر الخائن " فإن المرأة عادة تكون هي الضحية في هذا المجال .
إلا أن المفارقة الغريبة أن هذه المرأة التي تعاني من "الظلم " والإجحاف بحقها جراء تفشي هذه الآفة هي المسؤولة الأولى عن زرعها في اللاوعي الذكوري . فالأم التي تربي هذا الطفل على "الفحولة " وتمرر له الخطاب الأزلي للذكورية المهيمنة وحقه بالحصول على من يريد شرط أن يكون هو المسيطر المسؤول . فالأم ..المرأة هي التي تهيّء هذا الطفل ليكون رجل قادر على الإرتباط . ونتيجة لدأبها على نقل الخطاب الديني و الاجتماعي عبر اللغة بأبسط اشكالها " يحق لك بأربع .. لا تترك أحد يفلت منك .. ستقهر قلوب العذارى ".. تخلق ما تخشاه هي كإمرأة وزوجة . وهكذا فإن هذا المتجه نحو فعل الخيانة هو نتيجة مباشرة ، لتأثير المرأة عليه . فقمع الأنثى هنا أتى من الأنثى لا من الرجل . الأمر الذي ينطبق على الأنثى أيضا . فهذه الفتاة التي تدأب والدتها على زرع فكرة الخضوع في نفسها ورسم مستقبلها كإمراة مع رجل عليها تقبله كما هو .." الرجل قد يخون .. الرجل يخون بسبب إهمال زوجته أو شريكته .. كوني جميلة و اصمتي " .. فالمرأة تخون للأسباب نفسها التي تدفع الرجل إلى الخيانة وإن كانت النتيجة تختلف . فالذكر الذي يخون " رجل " أما المرأة التي تخون فهي عار على عائلتها وعلى أولادها وتحديدا البنات .
المجتمعات قائمة و بشكل أساسي على الجنس ، من يعاشر من وبالتالي فإن المرأة هي محور النظام الإجتماعي .وإنطلاقا من مجتمع ذكوري شرقي فإن خيانة المرأة هي محل للقتل و التدمير . المسألة هنا ليست أحقية أي من الطرف بالشروع بالخيانة بقدر ما هي مقارنة للنتيجة المباشرة لهذه الآفة التي تتغلل في مجتمعاتنا .


من يتحمل المسؤولية

من السخف بمكان تحميل أي من الشريكين المسؤولية الكاملة لإقدامهم على "إستغباء " الآخر . فالزواج أو الإرتباط فعل " نفسي " نابع من قناعة خاصة مرتبطة بشكل أساسي بالحب أو الإخلاص أو حتى مدى صدق الإنسان مع نفسه .إلا أن الأسباب التي يطرحها علماء الإجتماع محصورة بثلاث عوامل : الوراثية والإجتماعية والتأثيرات الخارجية .
على الرغم من عدم وجود أي دليل علمي قاطع على أن الخيانة فعل وراثي ، إلا أن الملاحظات العامة تؤكد ذلك عبر توارث الذاكرة العميقة عبر الأجيال السابقة .ومن المرجح أن نقلها لا يعود لأسباب جينية بحتة ، وإنما مرتبط بإستسهتال الفكرة وإعتبار وجودها من المسلمات .." أبي كان يعاشر نساء غير أمي ".. وبالتالي فإن الفكرة تبدو أكثر منطقية وطبيعية .
أما الإجتماعية وهي المتمثلة بالأعباء النفسية والإقتصادية ما يدفع أحد الطرفين إلى البحث عن ملاذ لا يتطلب "جهدا" .ولعل السبب الأساسي هو عدم الإنسجام بين الشريكين أو الزوجين فكريا أو عاطفيا ما يؤدي إلى خلافات عديدة تكون البداية للإنهيار . وإن كان علماء الإجتماع يعتبرون أن المرأة هي أحد أهم الأسباب التي تقود الرجل إلى الخيانة ،عبر إنشغالها أو تنمية ثقافتها أو حصر حياتها كاملة بوجوده إلا أن وضع هذا العبء بكليته عليها رؤية غير عادلة وغير حقيقية .فالأساس أن كل منهما إختار الآخر بسبب توافق معين عاطفي أو جسدي أو ثقافي أو حتى مادي ،أي الالتزام الكلي مع هذا الشخص وبالتالي أي خرق لهذا الإتفاق هو نتيجة لخلل ما في الشخص المبادر بفعل الخيانة . إذ أن الحلول تبدو أبسط بكثير من الإقدام على أذية الطرف الآخر ..فلم لا يقوم الرجل أو المرأة بالإنفصال والإنطلاق للتفتيش عن المتعة أو الراحة في مكان آخر وبالتالي "إعفاء " الآخر من عذاب أو صدمة محتملة؟ . وعلى الرغم من إمكانية تبسيط الأمور إلا أن " حب التملك " يفرض نفسه في هذه المرحلة ، يريد هذه وهذه أو تريد هي هذا وهذا.

وأخيرا التأثيرات الخارجية ، هذه التأثيرات التي قد تكون على علاقة مباشرة بالتأثيرات الإجتماعة والوراثية ، أي مدى حصانة الإنسان ضد كل العوامل التي قد تجعل منه مشروع خائن أم لا . وبالتالي كل ما يتعلق بمراحل تكوينه كإنسان أو قد تكون المؤثرات الخارجية المسهلة لهذا الفعل . فبدل المخاطرة التقليدية لرسائل الحب فإن الزوج أو الشريك يمكنه تبادل الرسائل عبر البريد الإلكتروني أو جهازه المحمول أو غرف الدردشة . كل هذه الأمور التي أمنت خصوصية قصوى لأصحابها . ولعل من الإنصاف التأكيد أن هذا التطور في وسائل الإتصال لم يخلق الخيانة وإنما أتاح الفرصة أمام من لديه الرغبة لتحقيقها بطريقة أسهل مما كانت عليه .
ما يفتح المجال أمام عدد من التساؤلات ، هل تعتبر خيانة لو قام أحدهم بتبادل رسائل غرامية عبر الهاتف المحمول أو الإنترنيت من دون مقابلته .. أم أن الفعل الجسدي هو فقط من يجعل من الفعل " خيانة" .

درجات الخيانة

الخيانة مفهموم نسبي ، يفسر ويطبق ويفصل وفقا لما يخدم المقدم عليه .وللخيانة درجات، العاطفية و الفكريةو الجسدية كما قد تكون أيضا الثلاثة مجتمعة . تتلاشى أهمية الأسباب في معظم الأحيان عند إقدام أحد الطرفين على الخيانة ، ومهما حاول أحدهم التبرير والعودة إلى جذور"المشكلة " فإن الرد المنطقي " لم لم تنفصل وتفعل ما تشاء ؟". وإن كان الحل غاية في البساطة إلا أنه يصعب على أي من الطرفين تنفيذه . ولعل المفارقة الغريبة هنا هو القدرة على تقبل "موت الحب " أو فشل العلاقة أو القبول بالطلاق أي الحلول لتفادي الخيانة ، إلا أن أي من الطرفين لا يقدم عليها . بل يفضل الخيانة ومن ثم تبرير الفعل بعدم قدرته على محبة الآخر ، أو فشل العلاقة أو عدم القدرة على متابعة الحياة المشتركة .
الخيانة العاطفية تقع حين يغرم أحدهم بثالث ، هذا الحب الذي لا بد له من مرحلة ما أن يؤدي إلى الخيانة الجسدية وبينهما تقع الفكرية . فالأنواع الثلاثة مترابطة بشكل أساسي وأحدهم يؤدي إلى الأخرى لكن ذلك لا يسقط فعل الخيانة عن أي منهما في حال وجدت وحدها .
ومجددا ، تتداخل الاسباب والتحليلات حول الخيانة ببعضها البعض و مجددا تعود كليا إلى " الشخصية " التي تنبع منها . فالشخص يخون لأسباب داخلية، مبررات تناسبه يبتدعها و يضخمها ويعيش معها حتى تبدو له حقيقية وأنه مارس حق الرد على كل ما يحدث معه في علاقته .

لماذا فعلت ذلك

تنتفي أهمية "كل شيء" حين تقع الواقعة ، ويكتشف أحد الطرفين خيانة الأخر له .فلا مبرر للخيانة على الرغم من اللائحة الطويلة التي قد يقدمها علماء الإجتماع أو التي قد يستنتجها المرء من تلقاء نفسه . ردة الفعل الاأولية التي تنتاب " الضحية" هي عدم التصديق ، فيحاول بشتى الطرق تكذيب ما سمعه أو ما شاهده بأم عينه أو ما تشير إليه الدلائل كافة بشكل واضح . وعند الفشل في الحصول على الجواب الذي قد يعيد الأمور إلى نصابها تبدأ دوامة الغضب.هذه الدوامة تبدأ من خلال إسترجاع أحداث مرت لم تكن واضحة في وقت سابق وإنما تبدو الأن أكثر وضوحا . هذا الغضب الذي يتراكم نتيجة للشعور بالإستغباء. وهكذا بعد مرحلة الإنكار ، يدخل " المصدوم " في مرحلة الغضب. وتجدر الإشارة هنا إلى عدم إمكانية تحديد مدة زمنية محددة لأي من المرحلتين ، فقد تمتد مرحلة الإنكار ألى شهور ،وكيفية التعامل مع الوضع تعود إلى امكانية الفرد على التصرف بوعي وعدم تغليب العاطفة والغضب على المنطق. وبعدها يأتي الحزن والإنهيار ، هذا الحزن الذي ينبع من الفراغ المفاجئ الذي تتخبط فيه الضحية ، إضافة إلى خيبة أمل أتت على حين غفلة . وفترة الحزن هي الأكثر ضررًا ، ففي هذه المرحلة تتحول الحياة إلى كآبة وحزن لا حدود لهما . فتنعدم القدرة على التركيز ويتم تفادي أي إختلاط إجتماعي وبالتالي تدهور كبير في الجوانب الاجتماعية والمهنية.في المقابل قد يتم "دفن " النفس في العمل أو التنفيس من خلال الإرهاق الجسدي والنفسي لتفادي التفكير بما حدث. كل هذه الأمور مرتبطة بالقدرة على التعامل "العقلاني " مع الوضع الجديد . والمثير للسخرية في هذه الدوامة برمتها أنه حتى لو تمكن الطرف " المغبون " من تخطي المأساة ، فإن حلها كان أبسط بكثير من كل هذا العناء.. لما لم ينفصل الطرف الآخر قبل الاقدام على أذية مدمرة .

جين الخيانة

كما كانت الحياة لتبدو سهلة ومريحة لو كانت هذه النظرية صحيحة ، كم كان علاجها مريحا وغير مكلف . حبة ودواء وها هو الشريك المخلص . نظرية عليمة جديدة تفيد أنه وبعد عدد من التجارب على ذكور القوارض فإن زرع جين واحد في المخ يمكن أن يحول ذكور القوارض الذين يخونون رفيقاتهم إلى الإخلاص والإكتفاء بزوجة واحدة .وإن كان الأمر لن يكون بهذه البساطة بالنسبة للرجال أو النساء الذين تستهويهم العلاقات النسائية المتعددة لعدة أسباب ، فالجينات البشرية أكثر بكثير من جينات القوارض كما أن فعل الخيانة البشري مرتبط بعلاقات إنسانية معقدة ومتداخلة ببعضها البعض .
فلو سلمنا جدلا أن يمكن لوم الجينات على الخيانة ، فيمكن لومها أيضا على القتل و الكذب و السرقة . فإن كان للخيانة جين فلما لا يكون للقتل جين وحينها لا يمكن محاكمة أحد بتهمة القتل .. اللوم يقع على الجين اللعين.
قد يتم إثبات صحة هذه النظرية على الإنسان وقد لا يتم . إلا أن الواقع الحالي يشير إلى تفشي الخيانة بشكل كبير . آفة إجتماعية .. اجل ، لكنها نابعة من "الفردية الشخصية " ، كل يبرر ويحلل وفقا لما يريد ولما يناسبه . وبالتالي إنعدام القدرة على حصر الأسباب ، ما يستبعد أي إحتمال لإيجاد الحلول . فالموضوع طرح في مناسبات لا حصر لها ، وأسبابه المحتملة فسرت وحللت ، والنتيجة .. لا حلول . لعل الحل يكمن في "الحظ" ..فإن كنت محظوظا ستجد من لا يخون .. وإن كنت غير محظوظ .. فأهلا و سهلا بك إلى الواقع المرير .