امبواز (فرنسا) من ديدييه بيناكا- بعد اكثر من مئة وخمسين سنة عن الافراج عنه يعود الامير عبد القادر الى قصر امبواز (وسط فرنسا) حيث يقام معرض للقائد الجزائري الذي اعتقل في هذا الموقع الملكي اربع سنوات بعد ان قاوم الجيش الاستعماري الفرنسي. واثر اعتقاله في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر 1848 في قصر امبواز بعد سنة من استسلامه، افرج عن الامير عبد القادر في السادس عشر من تشرين الاول/اكتوبر 1852 . ويستعيد المعرض ذاكرة السنوات الاربعة تلك كاشفا للزائر تفاصيل اعتقاله في فرصة للتعرف بطريقة افضل على القائد الروحي والعقائدي وعلى المقاومة التي قادها طوال 17 سنة ضد القوة الاستعمارية الفرنسية.
ويتناول المعرض في ثلاث حقبات، حياة الامير عبد القادر الذي اشتهر من خلال لوحة الفنان الرسام اوراس فيرنيه التي تجسد "المجزرة التي ارتكبت في حق سمالة عبد القادر" من قبل قوات دوق اومال في ايار/مايو 1843. واوضح مارك ميتاي المكلف مهمة في قصر امبواز ان "القسم الاول يعرض شبابه والمعارك التي قادها ضد توغل القوات الفرنسية في الجزائر ويظهر في القسم الثاني معتقلا في امبواز بينما يروي القسم الثالث حياته في تركيا ثم سوريا حيث توفي في 1883". وتتحدث مجموعة من المحفوظات والمخطوطات والمقالات الصحافية من تلك الحقبة واللوحات الزيتية، عن الظروف المادية التي اقام فيها عبد القادر ومختلف جوانب هذه الشخصية الخارقة.
ومنذ 1832 وقف عبد القادر في وجه المشروع الاستعماري الفرنسي. وكان يتنقل باستمرار وتمكن من صد الجيش الفرنسي قبل ان يهزم في 1847 فاعتقل في تولون ثم في بو.
وبعد سنة وصل على متن باخرة الى امبواز حيث حل الامير على راس حاشيته التي لا تنفصل عنه وتضم 92 شخصا شاركوه منفاه. وبدات الحياة تنتظم في القصر حيث استقر عبد القادر وزوجته لاله خيرة في المسكن الملكي بينما تفرقت حاشيته على الشقق المجاورة. واخذ المؤذن يدعو لاقامة الصلاة خمس مرات في اليوم.
واوضح جان لوي سورو امين القصر ان "الامير اقام بسرعة اتصالات مع سكان امبواز وخصوصا مع كاهن المدينة، وفتح الرجلان سجل نقاشات مثمرة حول الاديان". واكد سورو "ان عبد القادر بدا في امبواز مشواره الروحي، وبادر الامير بحوار بين عالمين وامتين وثقافتين ودينين. كان رجلا عصريا جدا ومرجعا". وكتب عبد القادر في احدى رسائله "اذا اصغى الي المسلمون والمسيحيون فساضع حدا لخلافاتهم وسيصبحون اخوانا في الظاهر والباطن". ويشكل المعرض الذي يستمر حتى الرابع عشر من تشرين الثاني/نوفمبر صلة وصل رمزية بين الثقافات التي كان يسعى الامير عبد القادر تجسيدها. وقد زاره منذ افتتاحه في السادس عشر من تشرين الاول/اكتوبر ممثلو ابرز الديانات (الكاثوليكية والبروتستانتية والاسلامية والارثوذكسية) في الاقليم.
- آخر تحديث :



التعليقات