كسينيا مارينينكوفـا: ليس لدي ما أملكـه..!

ولدتُ في الأنترنيت قبل خمس سنوات، وفيها تعلمت المشي والحركة، وكتبت عن نفسي كثيرا. أستيقظ كل صباح بمزاج رائق. تحصيلي العلمي هو مجال الأقتصاد!!، عملت في مهن مختلفة: خبيرة في شؤون السوق، محاسبة، بائعة، مربية، سكرتيرة، مدافعة عن الحيوانات، وناشطة في مجال الرفق بها، ادافع عن الأقلية الجنسية النسوية، مهووسة بالصحافة، وموسيقى الروك، واعمل حاليا مسؤولة عن قسم صغير في مؤسسة كبيرة. أعيش من أجل ان أشكر بعض الناس، وليس لي ما أملكـه.!!


قصيـدة بلا عنـوان

عندمـا كـان لـي صـوت..؛
نمـتُ عـلى الأرض العـارية..
وغفـوت على البحــر..
فصـار صـوتي أغنيـة.

لـدي الكثير من الجــراح
التي تـذكـرني بنفسـي ؛
أنت يامن كل من يعرفك..؛
فكـأنمـا يعرف نفسـه..!

الألواح، العارضـات، والعجــلات..؛
الطــابوق، والحجـر، والملاط..
السأحل، النـوارس، والظهـور
المستلقية على المناشف..؛
والصبي البرونزي..؛ الذي
قـام ثـم قعــد..
تاركـا أثره البرونزي عـلى الشمس

في هـذه الليـلة سوف لن أتغابى..
أيهـا البحـر المنبثـق من بين قـدمي..؛
أنت أيهـا البسيط..
أنـا أقبـلك..
أحضنـك..
أتعلق بكتفيك..
ثم ندور في الرقص..!


أنـا أتحـدث معـك في المنـام..؛
لا تـودعني..
خـذني من هـذا الدرب، فأنا نحـن، أحملـني..؛
أنا معـك فقط أستطيع ذلك..
أيها الجنوب، أيها القفقاز، ايتهـا الجبـال..!


مـاريا فـاتـوتينا : تعرفت على النجوم اولا، ثم على آخماتوفا وتسفيتايفا..!

تقول عن نفسها: ولدث في العام 1968 في موسكو، ولا ازال أعيش فيها. عشتُ طفولتي مع جدتي، لأن والدي انفصلا عن بعضهما. بدأت كتابة الشعر منذ السابعة من عمري. لكنني كنت أحب الرسم، الموسيقى، والمسرح أكثر. في سنوات الدراسة الأولى كنت أذهب دائما الى المعسكرات الصيفية التي تقام للطلائع! هناك كنت أتجول ليلا، وهناك تعرفت على النجوم جيدا.، ومن ثم تعرفت على آخماتوفا وتسفيتايفا. بعد ذلك إنجذبت الى أخمدولينا، وفي وقت متأخر تعرفت على أشعار كل من باسترناك، سامويلف، نوبكوف، غوميلوف، برودسكي، غنادليفسكي، وكينشيف، حدث هذا في وقت متأخر ا، في منتصف التسعينيت.

بعد حصولي على الثانوية اردت التسجيل في معهد الفنون المسرحية، ايمانا مني بموهبتي، إلا ان والدي أرادني ان اكون محامية مثله، فدرست القانون حسب رغبته، لكنني بعد اتمامي المعهد بدأت بزيارة الحلقات الأدبية، وفي تلك الفترة بدأت بنشر أولى قصائدي. وفي العام 1997 تم قبولي في أتحاد الكتاب الشباب. لكنني رغم ذلك لم أجد الوظيفة التي أستطيع ان أعيش منها، سوى العمل في مجال القانون، علما اني انهيت دراستي الثانية في معهد الآداب (غوركي سابقا)، في العام 2000، وفي عامي الثالث والثلاثين أهداني الله طفلا.


العـرابة

اليوم مساء، وفي قـرية المـانية،
في أيليخوف، وفي الطابق الخامس..؛
لا مصائب تأتي، لا مصائب تأتي..
لا شيء يحدث، لا أحـد يجيء..!


الأغصـان تلطـتم زجـاج النـوافذ..؛
شـمعة الليـل ترتجــف..؛
الصحــون في الدولاب الزجــاجي..
ووظيفة العـرابة هي الغيرة الالهية العمياء..!


أيتها الطفلة المعمـدة التي في الرابعة..؛
ياابنتي.. كيف لي الأمساك بك..
والى متى هذه الحراسة الليلية..؛
والطلاق..،الألواح، بينما الفتاة مريضة!


لربمـا ليس هناك ما يكفي من الدفْ..؛
ومن الرقة الأنسانية في إبتسامة المربية..؛
الفتاة في قبرها تتجمد..!

منذ فترة لم تهتز الأغصان ولا الظلال..؛
أيتها الأمومة، انها الحرب العادلة..؛
ثمـة أمرأة من أهل الرب..
ركعت أمامي كعرابة..

دافئة وبسيطة كفها..
التي لا تضيع في الأبدية..
الطفل ينام، وفي البعيد تتقد النيران..
الله..المعجــزة..والمصائب التي لن تأتي..!


ايلا كـريلوفـا


تقول عن نفسها: ولدتُ في موسكو العام 1967، انهيت فيها دراستي، وتنقلت بين وظائف متعددة. نشرت شعري لأول مرة في العام 1991، واصدرت لحد الآن أربعة كتب.


* كل مبدع، يشكل لنفسه تصوراته الأسطورية عن الأبداع، عن الشاعرية، ومنابع الألهام، فما هو الدافع بالنسبة لك لكتابة الشعر؟

- السؤال بسيط، لكنه معقد ايضا. لأن الدافع يمكن ان يكون أشياء متعددة ومختلفة، لكن كل واحد منها لن يكون بمفرده دافعا للكتابة، وهذا يعني انه يوجد باعث ما، نبض ما، لكن دونما نتيجة، ففي مثل هذه الحالات، ودائما، يحدث ان لا تستطيعين الكتابة، وخاصة في مجال الشعر، لأن الشعر يكتب نفسه بنفسه. بعض أصدقائي يطلقون على انفسهم ( الوسادة الالهية)، انا شخصيا لا أستطيع ذلك. ففي بداياتي فقط، كنت أسجمع كل قوتي عند كتابة الشعر. هذا سابقا، وأصبح جزءا من الماضي. الآن أكتب حينما يأتي الشعر بنفسه فقط، وهذا يحدث في لحظات غير منتظرة، ومفاجئة. فلربما استيقظ من نومي لكتابة الشعر، أو انه يأتي وانا في زيارة عند بعض الناس، أو عندما اكون جالسة لشرب قهوة الصباح، او عند اكون مسافرة..المهم ليس هناك قانون منطقي يحدد ساعة قدوم الشعر، فالشعر اندفاع عفوي.

* هل لديك شعراء تعتبرينهم انموذجا او مثلا شعريا في مسيرتك الأبداعية، أو أناس لعبوا دورا في ان تكوني شاعرة؟

- طبعا، فلقد بدأت مشواري الشعري مبكرة، فمنذ الصغر وجدت في الشعر شيئا مختلفا عن الكلام العادي، لكني لم اتوقع يوما بأني ساكتب الشعر. وطبعا كان لدي بعض الأسماء من الشعر الروسي والعالمي. الغريب ان الذين اعجبوني من الشعراء الروس كانوا من الرمزيين: ميريجوفسكي، جييوس، فجسلاف ايفانوف، بلوك، وبيلي. ثم اعجبت بالرمزيين الفرنسيين الذين قرأتهم بالروسية: فيرلين، ميلارميه. والغريب انني تقبلت هؤلاء في مرحلة
انعطاف تاريخي، حينما لم تكن الابداعات والمعلومات متوفرة بالروسية. ثم قرأت برودسكي في وقت متأخر، حينها لم أفهم شيئا، لكنني شعرت بان هناك شيئا عبقريا، وصار شاعري المفضل، النوذج، ولحد الآن لم يتغير الأمر.

* هل لديك مفهوم ( النجاح الأبداعي)، الشهرة، وهل تسعين لذلك؟

- أنا لا أسعى للنجاح عند الجمهور، لأني أعرف ان مثل هذا النجاح غير ممكن، لكن وسط الشعراء المحترفين والمهتمين باللغة، فلدي نجاح نسبي، وهذا يكفيني، ويعطيني القوة للمواصلة، وقد تناقلت الصحافة ما قاله عني برودسكي، قبل موته، وهو في أميركا، حينما قرأ بعض قصائدي: ( هذه شاعرة حقيقية، أستطيع ان اتنسم شعرها من بعيد)، وقد كان هذا بالنسبة لي شيئا عظيما، لا سيما وان هذا التقييم يأتي من شاعري المفضل، ومثالي الشعري.

* هل تحبين قراءة شعرك بصوت عال..؟

- أنا لا أحب قراءة شعري بصوت عال، خاصة أمام جمهور. ربما بين مجموعة من الأصدقاء، وحول قنينة نبيذ، اقرأ آخر ما كتبته برحابة صدر، لكن أمام جمهور غريب، لا! وطبعا هذا الأمر يقلل من نمو شهرتي وانتشاري الشعري.


قـصيدة بدون عنـوان

ليست الحياة أكثر صلابة من بيضة الدجاجة..؛
فحركة صغيرة وتنفلق القشرة..
بينما كان لها ان تتألق كأغنية إحتفالية..؛
ليس لها بداية أو نهـاية..؛
لكننا نولد وسط صرخات المخاض والدمـاء
لنصلب على المقاعد والكراسي اللعينة الغامضة..
بينما بالكاد تعيش الأمهـات..،
وبينما كان يمكن للأغنيـة ان تكون
عن الحـب الوفـي..؛
أن تكـون عـالمنــا..
غير ان الآله المشؤوم
أنشدها دونما همة وجهد..؛
ولم يجتث منها الأسى والمعاناة..؛
لا من الأسرة..،
ولا من نفسه..!