صدر كتاب The Missing Peace : The Inside Story of the Fight for Middle East Peace عن دار النشر Farrar, Straus and Giroux في التاسع من آب ( أغسطس ) الماضي وهو من تأليف المبعوث الأميركي لعملية السلام بالشرق الأوسط دينس روس. اسم الكتاب بالعربية " السلام المفقود : قصة من داخل الصراع من أجل سلام الشرق الأوسط".

كتاب يراجع عملية السلام في الشرق الأوسط

إنه كتاب سياسي دبلوماسي ملحمي يراجع عملية السلام في الشرق الأوسط من بدايتها عام 1988 إلى انهيارها عام 2001 بقلم دينس روس المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط. يضع دينس روس القراء في أجواء المفاوضات التي سارت " خطوة للأمام وخطوتين للوراء " حتى جرت المصافحة في مروج البيت الأبيض. ويتطرق أيضا إلى اغتيال اسحق رابين، ونهوض ثم سقوط بنيامين نتنياهو وصورة الرئيس عرفات الذي حاول العمل بطريقة " نعم و لا " في نفس الوقت. يقدم صورا حية ويعرض استراتيجيات كل من عرفات وكلينتون وباراك والأمور التي أدت إلى فشل كامب ديفيد Camp David.

باراك ركض وراء خروفين معا بلا نتيجة

في هذا الكتاب الذي يأخذ شكل مذكرات لعمله الدبلوماسي من أجل السلام في الشرق الأوسط، يقول روس أنه كان مقتنعا تماما بأن الرئيس حافظ الأسد أراد السلام مع إسرائيل. نقل روس رغبة وحماس حافظ الأسد لتسوية سلمية إلى باراك، إلا أن الأخير وضع المزيد من الطلبات على أجندته. أراد باراك أن يحقق تسوية مع الجانبين السوري والفلسطيني إلا أن الهدفين كانا في غاية الصعوبة أن يتحققا معا بنفس الوقت. لقد طلب باراك سنتين ليسحب المستوطنين من الجولان قبل إعادتها لسورية وهذا ما دفع روس للتساؤل عن هذا الوقت الطويل الذي طلبه باراك. ربما لم يكن بمقدور باراك أن يواجه غضب المستوطنين في الجولان و الضفة الغربية معا في نفس الوقت – كما يعتقد دينس روس. بالتالي فشلت جميع المساعي وحمل الفشل ضحايا عند جميع الأطراف.

ما الذي جعل الأمور تسير بهذا السوء ؟

يتساءل روس عن الأشياء التي جعلت الأمور تسير بهذا السوء، وقدم إجابات مختلفة. الجواب الأول هو جواب بسيط، حيث أن الرئيس عرفات كانت السبب الرئيسي للفشل. حدث ذلك في كانون الثاني ( ديسمبر ) من العام 2000 عندما بقي للرئيس كلينتون بضع أسابيع للخروج من البيت الأبيض وقدم اقتراحات حول عملية السلام في سبيل إنهاء الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي. قبل الجانب الإسرائيلي خطط كلينتون مع تحفظات لم تخرج عن الخطوط التي وضعها، لكن عرفات لم يقبل. يقول روس " أخبر كلينتون عرفات أنه بهذا يقتل باراك ومعسكر السلام في إسرائيل لكن عرفات لم يتحرك "، ويضيف روس " التسوية الشاملة مع عرفات كانت غير ممكنة.. يمكنه التعايش مع عملية ولكن ليس مع خاتمة لها ".

الجواب الثاني وهو ذو طبيعة فوضوية، حيث أن الجانبين لم يتخذا خطوات عملية ليفهم كل منهما حاجات الآخر. يقول روس :" اتخذ الإسرائيليون القرارات مع ما يتفق مع حاجاتهم وليس حاجات وردود الفعل الفلسطينية ". ويرى روس ان الجانب العربي أيضا لم يعترف ببعض الحجات الإسرائيلية. وعلى الجانب الأميركي، يقول روس :" فشلنا الكبير لم يكن القراءة الخاطئة لعرفات. فشلنا الكبير كان لأننا لم نؤسس لامتحانات مبكرة والتي كانت إما ستفضح عجز عرفات لصنع السلام أو تجبره على تحضير شعبه من أجل التسوية".

روس يلوم العمليات الفلسطينية

يحاول دينس روس، وإن بشكل غير مباشر، إلقاء اللوم على العمليات التي تقوم بها الجماعات الفلسطينية معتبرا أنها أحبطت الجهود الأميركية. في عام 1996 عملت واشنطن لنجاح شمعون بيريز لكن التفجيرات أدت إلى سقوطه وظهور أحد الصقور وهو نتنياهو. ورغم أن روس في كتابه هذا لا يتهجم على شخص أي سياسي قابله إلا أنه يعبر عن ازدرائه من نتنياهو واصفا إياه بأنه شخص لا يحتمل ولا يطاق "''nearly insufferable. كما يشن هجوما على سياسة ياسر عرفات معتبرا أنه " ترك العنف مفتوحا عندما يشاء " وذلك للحصول على تنازلات من الجانب الإسرائيلي، إلا أنه حصل في النهاية على وصول شارون إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية والذي ما زال حتى اليوم.

الحاجة إلى دبلوماسية أميركية تصمّم السلام

يقول دينس روس : " فقط من خلال رواية هذه القصة يمكن أن نكشف الأساطير التي تمنع كل الجوانب من رؤية الواقع والتكيف معه ". ويتابع " حقا فقط من خلال هذه الحكاية نأمل أن نتعلم الدروس من الماضي ونجعلها ممكنة من أجل خلق مستقبل مختلف ". ويختم روس كتابه بالقول : " الولايات المتحدة لا يمكن أن تفرض السلام لكنها تستطيع ويجب أن تصمم دبلوماسية تلتقي مع متطلبات وإمكانيات هذا الوقت".

انقر على ما يهمك:
عالم الأدب
الفن السابع
المسرح
شعر
قص

ملف قصيدة النثر
مكتبة إيلاف