المشهد التشكيلي في عراق اليوم (2/5)
فوزي العبيدي صاحب قاعة الرواق:
لصاحب القاعة الدور الكبير في زيادة الوعي العام عن فنانيه والارتقاء بهم
أجرت الحوار خالدة حامد: قاعة الرواق التي أسسها فوزي العبيدي، تعتبر من القاعات المهمة في بغداد يقول عنها الفنان جميل حمودي " أنها قاعة تحرص على عرض الجيد من اللوحات وتهتم بالخطوات الإيجابية التي يأتي منها ما نراه من الإنتاج المتميز الذي يجيء رغم الفتور والركود الذي يلقاه الفن التشكيلي العراقي على صعيد التذوق والاهتمام ". تأسست القاعة في الرابع والعشرين من نيسان عام 1999 في منطقة الوزيرية ببغداد بالقرب من جسر الصرافية. وشهد افتتاح القاعة عرضاً لأعمال الفنان ضياء العزاوي. وأقيمت فيها بعد ذلك معارض لفنانين عدة منها مثلاً معرض لمجموعة فنانين عراقيين يضم إسماعيل فتاح الترك وعامر العبيدي وشنيار عبد الله وعلي رسن وفاخر محمد وعاصم عبد الأمير ومحمد مهر الدين وغيرهم. كما أقيم فيها معرض الفنان جميل حمودي يضم أعماله من عام 1940 وحتى 2000. وأقيمت فيها معارض أخر لفنانين منهم سالم الدباغ ونوري الراوي وعشتار جميل حمودي. وتخطط القاعة في برنامجها القادم إلى إقامة معرض للفنان سالم الدباغ.
الحوار الآتي مع فوزي العبيدي؛ صاحب القاعة.
ـ عندما تعد الخطة السنوية للعرض، هل تضع محاور فكرية أو فنية أو جمالية للمعارض التي ستقام في قاعتك؟ وهل أن تتابع المعارض يخضع لهذا النظام المحوري من العرض أم أن العرض ارتجالي ويتبع السائد؟
* هناك وبشكل عام خطة سنوية للعرض ونحاول التسويق بالاتجاهات الفكرية أو الفنية والجمالية، لكن الظروف الحالية جعلت من الخطة المبرمجة عائقاً لوضع خطة القاعة موضع التنفيذ الدقيق.
هل هناك خط عرض أساسي ( بمعنى تخصص ) في العرض، سواء الدائم أو الدوري، كأن يكون العرض متخصصاً بالفن الحديث حصراً؟
* يمكن الجواب عموماً بـ " نعم ". القاعة متخصصة في عرض الأعمال المعاصرة والحديثة وقد يحدث ان نعرض بعض الأعمال الواقعية عندما يكون الفنان معروف وأعماله جيدة جداً.
ـ هل يشترط في صاحب القاعة أن يكون فناناً؟
* ليس شرطاً أن يكون صاحب القاعة فناناً. لكني أرى أن هناك مواصفات ينبغي أن يتصف بها مدير القاعة وأهمها أن يكون على درجة من الثقافة والرؤية ومتذوقاً للأعمال الفنية وله خبرة في طريقة العرض، هذا بالإضافة طبعاً لضرورة أن يمتلك الجرأة والمغامرة في بعض الأحيان. أنا أرى أن الفن ينطوي على سمات جوهرية نعود لها في لحظات النهوض والأزمة. ومن هنا ينبغي لمدير القاعة أن يكون صاحب رؤية فنية.
ـ هل تواجه مشاكل في تسويق العمل الفني وما الخطط التي يخضع فيها العمل للتسويق؟
* ليس سهلاً التعامل مع اللوحة والفنان والجمهور، فتسويق العمل الفني يعتمد على مدير القاعة وتحركاته في كل الاتجاهات لجعل قاعته معروفة ومشهورة لدى الجمهور في الداخل والخارج ومن هنا تبدأ أهمية سمعة القاعة ومستواها الفني والثقافي وكثيراً ما يصاحب العرض نشاطات ثقافية.
ـ وهل أن النقد في العراق يسهم في تسويق نوع معين من الأعمال الفنية، أم أن العملية غير منظمة ولا تخضع لأي قانون أساساً؟
* ليس للنقد أي دور في عملية التسويق، برأيي أن للنقد مهمات أخرى. أما ما يحرك عملية التسويق هو أولاً سمعة الفنان ومكانته بالحركة الفنية، وقوة العمل الفني. ومن هنا تبدأ أهمية مدير القاعة ونشاطه وأهمية القاعة وسمعتها. بمعنى آخر أنه هو المحرك لهذه العناصر.
ـ هل تنتقون الأعمال التي لديكم، بمعنى آخر هل تعملون على أساس علاقاتكم مع فنانين معينين؟
* نعم تقوم باقتناء الأعمال الفنية. وكذلك التعامل مع بعض الفنانين الذين يصبحون مع مرور الزمن من أصدقاء القاعة ونتعامل معه باستمرار.
ـ هل بمقدور صاحب القاعة زيادة الوعي العام عن فنانيه من خلال الإعلانات ومواقع الإنترنت وغيرها من الفرص؟
* نعم لصاحب القاعة الدور الكبير في زيادة الوعي العام عن فنانيه والارتقاء بهم من خلال النشر ومواقع الانترنيت وكثيراً ما يقوم صاحب القاعة بنشر سيرة الفنان ( CV ) وأعماله على أقراص لعرضها.
ـ مع تصاعد وتيرة الأحداث الآن والتحولات الكبرى التي شهدها البلد هل كان لذلك أثر على قاعتكم؟ ومن أي جانب؟
* بدون شك منها أثر سلبي ومنها إيجابي. السلبي هو فقدان الأمن وعندما يضيع الأمن تتعطل الحياة بشكل عام. لكن تأثير هذه الأحداث على العروض الفنية تكون في الدرجة الأولى. أما الأثر الإيجابي فهو أن ما يحدث ينعكس وبشكل تدريجي على تسجيل الأحداث لدى الفنان والتأثير في تطوير رؤيته الفنية.
ـ هل أن احتفاظك بعدد متنوع وكبير من روائع الفن العراقي يأتي لأسباب فنية أم تجارية؟
* أنا شخصياً أحتفظ بالأعمال الفنية لأسباب عديدة منها، مثلاً، الاعتزاز بالعمل الفني حيث تكون له مكانة خاصة في نفسي ولا أفرط به. وقد أعمد أحياناً إلى عرضه في مناسبات عديدة وقد يتم بيع البعض منها لوجود أكثر من لوحة لصاحب العمل الفني.
ـ هل كان لمثل هذه المقتنيات الراقية أثر في شخص مدير القاعة أو مؤسسها. بمعنى آخر هل يسهم الاحتفاظ بمثل هذه الأعمال بتنمية ذائقة فنية من نوع ما؟
* أن المقتنيات الفنية من روائع الأعمال تعكس وبشكل مباشر شخصية مدير القاعة وإنسانيته في التعامل مع هذه الأعمال. ومما لاشك فيها أن أثرها كبير في ذائقة من يتعامل معها. أن لغة الفن والفنانين الغنية تلعب دوراً فاعلاً في تمكيننا من التعبير من اعمق المشاعر من أمل ولذة وقلق وحنين وضياع وغيرها. بل أن الأعمال الفنية تزودنا بالشعور بالرضا.
ـ البعض يقول أن القاعات الفنية مثل الطيور، التي من نوع واحد، تطير معاً. هل تتفق مع هذه المقولة؟ وهل تتزامن عروضكم مع القاعات الأخرى؟
* الجواب على هذه الفقرة وبشكل عام أن القاعات في العراق تصنّف إلى قاعات فنية وقاعات تجارية. ونحن لا علاقة لنا بالقاعات التجارية. أما القاعات الفنية فقد يحدث أحياناً أن تتزامن عروضنا مع عروض قاعات أخرى لكن ذلك يكون بلا قصد أو تخطيط. وقد يحدث أن يتكرر أسماء بعض الفنانين فيها لأن الأعمال في كثير من الأحيان ليست ملكاً للفنان وحده بل من مقتنيات القاعة.
التعليقات