ثلاث سنوات بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر2001، تنجح مجموعة من الإرهابيين بإخفاء قنبلة نووية في قلب نيويورك، وتتعهد بتفجيرها ما لم يذعن الرئيس الأمريكي لمطالبهم، والمتمثلة في إجبار الإسرائيليين على إخلاء جميع الأراضي العربية المحتلة.
كيف استطاعت مجموعة بسيطة من الإرهابيين حيازة قنبلة نووية وإدخالها إلى الأراضي الأمريكية؟ هل ينفد الرئيس الأمريكي مطلب الإرهابيين؟ هل تخنع أكبر قوة عسكرية في العالم أمام مجموعة من الإرهابيين؟ "هل تشتعل نيويورك من جديد ؟" رواية مشتركة لدومينيك لابيير ولاري كولينز صنفها النقاد الفرنسيون في عداد روايات الخيال السياسي والتي تبحث لها عن موئل ومكان متميز في رفوف الأدب الفرنسي الحديث، هل تشتعل نيويورك من جديد؟ صدرت عن دار النشر (روبير لافون) وتقع في 298 صفحة .
صاحبا الرواية دومينيك لابيير و لاري كوليز من الوجوه الأدبية الفرنسية المعروفة ،ترجمت أعمالهما الأدبية لأزيد من 31 لغة ، وحولت العديد من رواياتهما للسينما ،وكان آخرها رواية "حاضرة الفرح" ، قضا صاحبا الرواية قبيل الشروع في كتابتها، سنتين حافلتين بالتحقيقات واللقاءات مع مئات الأشخاص المنتمين لأجهزة المخابرات ودوائر مكافحة الإرهاب بالولايات المتحدة الأمريكية،إسرائيل، بريطانيا العظمى،الهند،والباكستان، وقد تطلب منهما إنجاز الرواية تجميع عدد من التقارير الاستخباراتية والاشتغال على عدد من فرضيات المحللين الاستراتجيين والمهتمين بشؤون الإرهاب.
تبدأ الرواية بوصول مجموعة من أتباع أسامة بن لادن إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية ،ليتمكنوا بعدها من إدخال قنبلة نووية زنتها 100كلغ وبقدرة تدميرية توازي قنبلة هيروشيما ،وفور استقرارهم بنيويورك وإخفائهم للقنبلة في أحد أحياء مانهاتن ،يوجه أسامة بن لادن رسالة صوتية إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش ،يحثه فيها على دعوة إسرائيل الانسحاب من جميع الأراضي العربية المحتلة ،وبين الرفض الإسرائيلي وفشل الأجهزة الاستخبارتية الأمريكية في الكشف عن مكان القنبلة وإبطالها ، يجد الرئيس الأمريكي نفسه مجبرا على الإذعان لمطالب الإرهابيين ، بل يتعداه إلى إرسال قوات أمريكية إلى غزة من اجل الضغط على الإسرائيليين للانسحاب من جميع الأراضي العربية المحتلة...
تحفل الرواية بتواجد مجموعة من الشخصيات الرئيسية والمحورية انطلاقا من الرئيس الأمريكي جورج بوش، وأسامة بن لادن زعيم القاعدة مرورا بالرئيس الباكستاني برويز مشرف و مايكل بلومبرغ عمدة نيويورك وانتهاء باللبناني عماد مغنية والذي تصفه الرواية في صفحتها 63:"أستاذ بارع في علم التنكر ، ذهب إلى حد تغيير ملامح وجهه الدقيقة ،يمتلك عماد مغنية قدرة بارعة على النفاذ من بين أيدي ملاحقيه ،جال العالم بأسره متكلما الفرنسية والإنجليزية بطلاقة، واستطاع بقدرته الاقناعية والتواصلية إنشاء علاقات متميزة مع تاجري الأسلحة وأقطاب الإرهاب العالمي "
رغم أن أحداث الرواية تبدو بسيطة ومتجاوزة إلا أنها تطرح فرضيات معقولة ،فما شهده العالم من حديث عن اختفاء رؤوس وحقائب نووية من أوكرانيا،والتهديدات التي لا يكل تنظيم القاعدة عن توجيهها للولايات المتحدة الأمريكية ، علاوة على سياستها الخارجية وتدخلاتها العسكرية المتكررة في أنحاء العالم تجعل منها هدفا مشروعا وصيدا ثمينا لمختلف المنظمات الارهابية.
انقر على ما يهمك:
عالم الأدب
الفن السابع
المسرح
شعر
قص
ملف قصيدة النثر
مكتبة إيلاف
التعليقات