1


ها هي ستُّ وثلاثون سنة قد مرّت على موتِه. صورتُه معلقةٌ في الغرفة، أمام السرير الكبير. هي أيضا سترحلُ، ذات يوم. وهي تعرفُ هذا جيدا، وسوف لن يكون يومَ عيد، أو نزهة، ولا حتى يوم عطلة، لا حاجة للمبالغة. نعرف كثيرا من النساء مثلها: يموتن على العموم في أيّام الأسبوع. ستلحق به إذاً، هناك حيث يوجد، وإنها في استعجال. لن يحضر كثيرون في دفنها، وهذا أمر عادي بما أنها لم تحضر مراسيم دفن الآخرين. وعند العودة من المقبرة، لن يبقى منها سوى شيئين، منزلها قوقعة الحلزون، وكل ما لن تمليه بعد.

2


أعلنوا، في الراديو، عن عاصفة هذه الليلة. أدخلت غسيلها وأغلقت النوافذ تاركة العاصفة تجول وتصول. سترتب كل شيء، غدا، ولن تعمل مشاكل، بما أن الجميع أكل، وهذا ليس كل يوم.

3

أبقارها ظريفات، الدالية مشذبة جيدا. البركة راكدة، على أن هذا، ليس حياتها: ينقص شخص في آخر المائدة حتى يسكتا معاً.

4


قبضة فجل
ملح خشن
وزبد مهروس
على حافة الصحن
غسلت ورق الفجل
لتطبخه حساء هذا المساء
مولعة بخُضروات الحديقة
حدَّ أنها أكلت حتى الفجل
الذي كان يزين
أوانيها الخزفية


5

ماذا تنتظر في نهاية الطريق؟ فساعي البريد مرّ هذا الصباح، وبائع الحليب مضبوط في مواعيد مروره، والخباز مرتين في الأسبوع. لا تريد ان تقول، فهذا ليس من شأن أحد: أيقول الآخرون مالا ينتظرون؟

ترجم هذه القصائدعبد القادر الجنابي

لكي تقرأ في مهرجان جرش الذي يشارك فيه الشاعر الفرنسيديمورتيه دافيد