منذ عامين ولازال العمل مستمراً
العلي خالد من جدة : بدأت الزميلة الإعلامية مي الياس المقيمة في كندا بتصوير فليم وثائقي يتحدث عن المشردين في كندا ويتم تصويره حالياً في مدينة تورنتو حيث تلتقي من خلالها بالعديد من المشردين الذين يتحدثون بكل صراحة عن حياتهم الشخصية واسباب وصولهم لهذه الحالة . وسيحمل الفيلم الذي بدأت مي الياس التحضير له منذ عامين بعض التعليق الصوتي الذي يوضح انطباعات الزميلة عن كل شخصية التقيتها .
وتقول مي عن هذ التجربة .. الفيلم لا يزال في مرحة المونتاج وأعمل مع شخص لخلق موسيقى خاصة للفيلم , كما انني لازلت اتابع هذه الشخصيات على مدى عامين متتالين ، لذا المشروع لم يكتمل بعد التقيت باكثر من 12 مشرداً حتى الآن بعضهم مثير للإهتمام والبعض الآخر عادي ، بعضهم كان لطيفاً والبعض الأخر عدواني ، وهناك فتاة تعيش كالزومبي ميتة حية اجدني اهتم بمتابعتها كثيراً وهي زوجة العراب تامي .. وهناك ثلاثة شخصيات فقط من مجموع 12 بت اتابعهم باستمرار واقوم بزيارتهم غالباً بدون كاميرا اجلس معهم واتحدث اليهم اهم لهم ولما يحدث معهم.
وفي سؤال لـ " ايلاف " عن شخصية العراب قالت .. العراب بشخصه رجل يقصده كل هؤلاء ، ويبدو انه حكيم وطيب واحيانا يتحدث وكانه فيلسوف، ولكنني اشك بانه الشخص الذي يزودهم بالمخدرات ، يدعي انه ساعد الكثيرين على ترك الادمان وانه غير حياة الجميع ، يرفض ان يسمى مشرد ويدعي انه غجري يعيش في الشارع بمزاجة، لديه الكثير من العقل والكثير من الجنون هذا الشخص تمكنت من خلق علاقة ثقة معه جعلته يتحدث لي عن كل ما يختص بنمط حياة هؤلاء المشردين وكل ما يدور في الكواليس.
وعن سبب اختيارها لهذه الفكرة قالت مي الياس .. الفيلم بدأ كمشروع دراسي فعندما وطأت قدماي مدينة تورونتو لأول مرة لم أكن أتوقع ان عدد المشردين فيها بهذه الكثرة فهو أمر يمكن أن أتوقعه في مدينة كـنيويورك مثلا , لأنني كنت أحمل قناعة راسخة أن كندا من الدول التي تعنى بمواطنيها وتقدم لهم نظاماً إجتماعياً يكفل لهم كرامة العيش مهما كانت الظروف.
ولكن كانت صدمتي كبيرة وانا اتعثر بهؤلاء المشردين اينما مشيت في وسط المدينة , في الباحات الخلفية للكنائس ، في الازقة الضيقة بين العمارات الشاهقة، وفي الحدائق العامة، حيث تشكل هذه الاماكن ملاذهم المفضل للتسكع أو للنوم لأنها المناطق الأكثر أماناً في المدينة.
أما لـ ( العمل ) فنراهم يقومون بالتسول إما في محطات المترو أو على زوايا الأزقة بالقرب من المحلات والمطاعم التجارية.
واضافت .. كما انني احببت من خلال هذا الفليم ان اجيب على عدة تساؤلات كانت تدورفي ذهني منها كيف لبلد لا تجد فيه قطة ضالة او كلب في الشارع يلقي بآلاف من البشر على قارعة الرصيف ويمر بهم يومياً دون ان يعبأ به الى جانب انني ادرت ان اعرف مالذي اوصل كل منهم الى هذا الدرك ، وان ارى فيما اذا كانت مقولة الستيريوتايب "التعميم" بان جميع المشردين هم في الاساس مدمنين حطمهم الادمان وضيع حياتهم فوجدوا انفسهم على قارعة الطريق وتأقلموا مع هذا الواقع ام ان هناك ابعاد اعمق وقصص انسانية تستحق لتوقف والتمعن، اردت ان ابحث عن الشواذ عن هذه القاعدة .
وعن اختلاف هذا الفلم عن غيره قالت .. الجديد في الفيلم انه عني وعنهم ، تعلمت منهم وتعلموا مني واستطعت ان اؤثر على البعض ، فأحد هؤلاء المشردين استأجر غرفة وترك النوم في الشارع ، لايزال يتسول لكنة على الاقل اكثر دفئاً وامناً ويحتوي الفليم على الكثير من اللقاءات المثيرة والرائعة التي قد تفاجئ الكثيرون عن حقيقة هؤلاء المشردين .
وعن الكاميرات التي تستخدمها قالت مي الياس .. الفيلم تم تصويره باستخدام ثلاثة انواع من الكاميرات الديجيتال في البداية استخدمت اكسل 1 نوع كانون ، ثم سوني بي دي 150 ، وحاليا استخدم كاميرا اقل جودة ، من نوع كانون ديجيتال ولكنها منزلية وليست احترافية وهي كاميرتي الشخصية ، المشروع ميزانيته صفر، بمعظمه كان تصوير محمول 80% منه من تصويري انا .. ولازال العمل مستمراً .
التعليقات