جمال مبارك ينافس 16 نائبًا بالكونغرس في إنتزاع تصفيقهم
أقباط مصر يحتفلون بعيد الميلاد والعظات تركز على التسامح

جمال مبارك خلال الإحتفالات اليوم يصافح البابا شنودة
نبيل شرف الدين من القاهرة: قبل نحو ثلاثة عقود خلت، لم يكن كبار المسؤولين الحكوميين في مصر، ولا الرموز الإسلامية مضطرين إلى الإلحاح على مشاركتهم، أو تأكيد حضورهم أمام عدسات الصحافيين وشاشات التلفزة، خلال احتفاليات أقباط مصر بأعيادهم، أو الاتكاء كثيرًا أو قليلاً على العبارات النمطية المستهلكة التي تتحدث عن quot;النسيج الواحدquot; للأمة المصرية، وأيضًا لم يكن الدستور المصري ينص أو حتى يشير إلى تعبير quot;المواطنةquot;، ومع ذلك فقد كانت هناك بالفعل quot;مواطنة شعبيةquot; إذا جاز التعبير، كما يتفق على ذلك عشرات المراقبين الذين استطلعت ( إيلاف) آراءهم في مناسبات عدة، في سياق تغطياتها لوقائع الاحتقانات وأحداث العنف الطائفية التي شهدتها مصر أخيرًا.

وطيلة قرون، ظلت مصر بالفعل نسيجًا واحدًا، فلم يكن يحدث ما يعكر صفو المواطنة من احتقانات طائفية، باتت تتكرر خلال الأعوام الماضية على نحو يثير فزع قطاعات واسعة من الأقباط خاصة جيل الشباب الذي يتوجس خيفة مما قد يحمله المستقبل من تداعيات، في ظل تنامي المد الأصولي المتعصب في المجتمع المصري، لأسباب معقدة يطول شرحها، فضلاً عما يمكن وصفه بحالة الفرز الطائفية التي يسعى التيار المتطرف لتكريسها، من خلال نشر سلوكيات ومظاهر اجتماعية يراها كثير من المراقبين دخيلة على مصر

جمال والكونغرس
وسط هذه الأجواء الملتبسة، احتفل اليوم أقباط مصر بعيد الميلاد المجيد، وبدا واضحًا حرص نجل الرئيس المصري جمال مبارك على المشاركة فيه كما يفعل سنويًا، وشهد مقر quot;الكاتدرائية المرقسيةquot; بحي العباسية شرق القاهرة أكبر تجمع من المصلين الأقباط، وشارك تسعة من الأساقفة العموميين في قداس العيد، الذي رأسه البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في حضور ستة عشر نائبًا من الكونغرس الأميركي، تصادف وجودهم في مصر، بالإضافة إلى فرانسيس ريتشاردوني سفير الولايات المتحدة لدى القاهرة، وقد قوبلت الإشارة إلى حضورهم في كلمة الترحيب التي ألقاها البابا شنودة الثالث بتصفيق مطول من جمهور المصلين، ولم ينافسهم في مساحة التصفيق سوى جمال مبارك نجل الرئيس المصري، حين أعلن البابا شنودة ترحيبه بحضوره مهنئًا بالعيد كما جرت عادته على ذلك منذ سنوات .

وكما يحدث سنويًا في مثل هذه المناسبات، فقد شارك في الاحتفال والتهنئة بعيد الميلاد عدد من الوزراء وحشد من كبار رجال الدولة والسفراء الأجانب المعتمدين لدى مصر، فضلاً عن ممثلي منظمات المجتمع المدني، وقادة الأحزاب السياسية والشخصيات العامة .

وفيrlm; rlm;الكنائسrlm; rlm;القبطيةrlm; rlm;ببلادrlm; rlm;المهجرrlm; rlm;رأسrlm; rlm;قداسrlm; rlm;العيدrlm; الآباء الأساقفةrlm; rlm;والكهنةrlm; rlm;فيrlm; rlm;الولاياتrlm; rlm;المتحدةrlm; rlm;وكنداrlm; rlm;وأسترالياrlm; rlm;ودولrlm; rlm;أورباrlm; rlm;وآسيا،rlm; وشاركهمrlm; rlm;فيrlm; rlm;الصلاةrlm; أساقفةrlm; rlm;وكهنةrlm; rlm;rlm;أوفدهمrlm; rlm;rlm;الباباrlm; شنودة إلىrlm; rlm;هناكrlm; rlm;لمشاركةrlm; rlm;الأقباطrlm; rlm;المهاجرينrlm; rlm;صلواتrlm; rlm;واحتفالاتrlm; rlm;عيدrlm; rlm;الميلادrlm; .

عظات التسامح

من الإحتفال
وفي كلمة رسمية مقتضبة بهذه المناسبة، بدا واضحًا حرص البابا شنودة الثالث على التركيز على قيمتي المحبة والتسامح في سيرة السيد المسيح، والإعراب عن أمله بأن يحل السلام والخير على المنطقة بأسرها، وأن تنتشر قيم التسامح في كافة جوانب الحياة، وبالطبع لم يتطرق إلى أي قضايا سياسية .

كما دعا البابا شنودة الثالث أيضًا إلى استلهام روحانيات عيد الميلاد، وعدم الاكتفاء بمظاهره الخارجية فقط، وحث على ضرورة الاستفادة من مناسبة الاحتفال بعيد الميلاد، والخروج منها بدروس مفيدة في شتى جوانب الحياة، في صدارتها التسامح والتعايش والسلام .

وردًا على سؤال بشأن تعرضه لوعكة صحية خلال الفترة الأخيرة، أجاب البابا شنودة بعبارة مقتضبة قائلاً quot;إنني بصحة جيدةquot;، مشيرًا إلى أن بعض الصحف تبالغ بشكل كبير في هذا الصدد .

وفي تصريحات خاصة لـ (إيلاف) مضى البابا شنودة قائلاً : quot;إننا جميعًا أبناء هذا الوطن، ولا بد أن تكون الرابطة بيننا قوية لا يزعزها شيء؛ ولذلك فإن الأحداث المؤسفة التي تقع أحيانًا تسيء أولاً لسمعة بلدنا المحبوب مصر، ولا بد أن تبقى تلك السمعة نقية لا يشوبها ما يعكر صفوها أبدًاquot; .
وبدا واضحًا أن كافة العظات الكنسية خلال الاحتفالات تركزت على فكرة التسامح بين أبناء الوطن للحفاظ على أمن البلاد وسلامتها ةمن أية تهديدات طائفية من شأنها أن تشعل نار الفتنة ولا تفيد سوى المتربصين بسلامة وأمن البلاد .

الكنيسة القبطية
والكنيسة القبطية (المصرية) واحدة من أعرق كنائس المشرق الأرثوذكسية، وهي مؤسسة على تعاليم القديس مارمرقس، الذي بشَّر بالمسيحية في مصر، خلال فترة حكم الحاكم الروماني quot;نيرونquot; في القرن الأول بعد حوالي عشرين عاما من انتهاء بشارة المسيح .

والكنيسة القبطية عمرها الآن أكثر من تسعة عشر قرناً من الزمان، وبالرغم من الإتحاد والإندماج الكامل للأقباط، فقد إستمروا ككيان ديني قوي، وكوَّنوا شخصية مسيحية متميزة في العالم، وبين شتى الطوائف المسيحية .

وتعبير الكرازة المرقسية يعني أن المسيحية دخلت مصر بكرازة، مارمرقس الرسول، والكرازة تعني التبشير، فمار مرقس بدأ دعوته بالتبشير في منتصف القرن الاول الميلادي، وعلى الرغم من أن المقر البطريركي تم نقله إلى القاهرة، فإن اللقب الرسمي لا يزال يُستعمل للدلالة التاريخية على أن التبشير بالمسيحية في مصر بدأ من مدينة الإسكندرية شمال مصر، حين كانت حاضرة العالم القديم .

وعبر تاريخها الطويل الذي يصل إلى زهاء ألفي عام يعتبر القائمون على شؤون الكنيسة القبطية أنها منذ نشأتها، ظلت مُدافِعة بشدة عن الإيمان المسيحي القويم، أو الطريق المستقيم (الأرثوذكسي)، وإن قانون مجمع نيقية الذي تقرِّهُ كنائس العالم أجمع، كتبه أحد أبناء الكنيسة القبطية الكبار وهو البابا أثناسيوس .