منصب ولاية العهد لا يرتب لشاغله أي صلاحيات
الأمير حسين فوجئ بقرار عاهل الأردن لكنه تفهمه

العاهل الأردني يحسم موقع ولاية العهد لنجله البكر

عامر الحنتولي- إيلاف: منذ إستقلال الأردن عن بريطانيا عام 1946 خضع منصب ولاية العهد في الأردن، وهو موقع شرفي ورمزي لا يتيح لشاغله ولا يرتب له أي صلاحيات حسب الدستور الأردني، الى التغيير المثير حينا والدراماتيكي أحيانا، بيد أن تلك التغييرات بقيت داخل بطانة رحم الدستور الأردني، الذي لا يشهد خلافا لدساتير عدة في الإقليم أي انتهاكات أو تجاوزات سوى استثناءات قليلة سرعان ما كان القصر الملكي ينتفض بشدة داعيا بإشارات حازمة وحاسمة الى تصويب الإختلالات، علما أن الملك طلال بن عبدالله (جد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني) المتوفى سنة 1972 هو الذي أشرف على تأليف الدستور الأردني الحالي، إذ ألف وأعلن في عهده قبل أن يقرر مجلس الأمة الأردني لاحقا إعفائه من منصب العرش والعهد به الى إبنه الأمير (آنذاك) حسين ولي العهد الذي لم يكن قد أتم حينذاك السن الدستورية لإعتلاء العرش وهو الأمر الذي بقي معه تحت لجنة الوصاية على العرش الى أن أتم الثامنة عشر.

يوم الخميس الماضي كانت العاصمة الأردنية عمان على موعد مع قرار للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني سمى بموجبه نجله البكر الأمير حسين (والدته هي الملكة رانيا العبدالله الفلسطينية أصولا) وليا للعهد، وهو الأمر الذي كانت قد ذكرته quot;إيلافquot; مهيئة الساحة الأردنية لقرار من هذا النوع، إذ أعادت مواقع إخبارية إلكترونية أردنية عدة نشر تقرير quot;إيلافquot;، الذي لم يجابه لا بالنفي ولا بالتأكيد من قبل الحكومة الأردنية، فقرار العاهل الأردني جاء بعد ثلاثة أيام فقط من ذكرى ميلا نجله البكر الخامسة عشر، وهو السن الذي يقال أن الملك الراحل طلال بن عبدالله كان قد فاتح نجله البكر الأمير حسين أيضا بأمر العرش، ومن أن صحته ليست على ما يرام، وعليه أن يعود معه الى عمان ليشاركه مناسبة وطنية ليظهر بها الى جواره، إذ أنه في العرف الهاشمي فإن سن الخامسة عشر هو سن النضج بعد إنقضاء مرحلة النصح والتوجيه، وفي النظام التعليمي الأردني فإن سن الخامسة عشر هو سن نهاية التعليم الأساسي، التي يلتجئ بعدها الطالب الى إختيار هوية تعليمه في المرحلة الثانوية، إذ يعتزم الأمير حسين أن يشد الرحال الى المملكة المتحدة لدراسة المرحلة الثانوية، والتخصص الجامعي لاحقا، قبل أن يمضي الأمير الصغير الى رحاب الأكاديمية العسكرية الملكية (سانت هيرست) لتحصين علومه الجامعية بمقدرة عسكرية عالية وإحترافية، على اعتبار أنه حين يؤول منصب الملك إليه من بعد والده الملك الحالي، فإن الدستور الأردني يسند إليه حكما القيادة العليا لسائر المؤسسات العسكرية والأمنية والإستخبارية في بلاده.


وبحسب معلومات quot;إيلافquot; التي نالتها من خلال مصادر أردنية عليا فقد انزوى العاهل الأردني بإبنه البكر عصر يوم الأحد الماضي خلال حفل عيد ميلاد مبسط اقتصر على أسرة الملك الصغيرة المكونة من الملكة رانيا العبدالله والأمراء الصغار إيمان، وسلمى، وهاشم، إذ فاتحه بأنه قرر أن يسند إليه منصب ولاية العهد، الذي سيكون لاحقا من نصيبه، وهو ما دفع الأمير الصغير الى التعجب من القرار الوشيك، على اعتبار أن المنصب الجديد سيضعه في مجابهة وسائل الإعلام، وأضواء الكاميرات، بيد أن الأمير الصغير كان يتفهم أيضا أن والده الملك لا يريد للموقع أن يظل شاغرا، علما أن طوال التاريخ السياسي للأردن لم يسبق لهذا المنصب أن شغر للحظة واحدة، وهو ما قرر الملك الأردني معه درء الشبهات والتأويلات والأقاويل المثيرة، كما أن القرار رغم رمزيته إلا أنه يعبر عن قوة المؤسسات السياسية الأردنية المحصنة بالدستور.

رضى ومباركة
تقول معلومات quot;إيلافquot; أن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني كان قد استدعى صباح يوم الخميس كلا من شقيقه الأمير فيصل وأخاه الأمير علي، الى جانب القائد العام لهيئة الأركان العسكرية الأردنية المشتركة الفريق خالد الصرايرة، ورئيس الوزراء نادر الذهبي، ووزير الداخلية نايف القاضي، ومدير المخابرات العامة اللواء محمد الرقاد، وأبلغهم أنه يعتزم إختيار الأمير حسين وليا للعهد، وهو الأمر الذي لقي رضى ومباركة الحضور الذين أعربوا للملك عن احترامهم للدستور الذي يرسي هذه المسألة على الأمير حسين سندا لنص المادة(28) من الدستور.

إضاءة على المنصب
bull; في العام 1953 سمى الملك الأردني الراحل حين بن طلال بعد بلوغه السن الدستورية وزوال مجلس الوصاية على العرش شقيقه الأمير محمد بن طلال وليا للعهد، وبقي في هذا المنصب حتى العام 1962 .
bull; في العام حين ولادة الأمير وقتذاك عبدالله ndash;الملك حاليا- سماه والده الملك الراحل بعد ساعات من ولادته وليا للعهد، إلا أن تعاظم المخاطر الإقليمية، ووقوع الأردن في دائرة الإستهداف، وإحباط محاولات لدول مجاورة إغتيال الملك حسين دفع الأخير الى البحث عن بديل لنجله البكر الذي إن آل إليه العرش وهو في هذه السن الصغيرة فإنه سيكون تحت مجلس وصاية لسنوات طويلة.
bull; في الأول من إبريل 1965 سمى الملك حسين شقيقه الأصغر الأمير حسن الذي لم يكن قد بلغ سن العشرين بعد وليا للعهد، وهو الموقع الذي ظل به حتى الأيام الأخيرة من حياة الملك حسين الذي قرر العودة على نحو دراماتيكي الى نصوص الدستور وتسمية نجله البكر عبدالله وليا للعهد.
bull; حال رحيل الملك حسين وإعلان وفاته أصدر العاهل الأردني الجديد قرارا بتسمية شقيقه الأمير حمزة وليا للعهد استنادا الى رغبة والده الراحل، إذ بقي في هذا المنصب حتى العام 2005، حين أعفاه من المنصب وأبقاه شاغرا على نحو دستوري يؤهل نجله البكر لخلافته مع أي غياب له.