بدأت قبل فترة قصيرة حملة مقاطعة لمنتجات الألبان في السعودية،واستمرت لمدة اسبوع بعنوان طريف ومعبّر quot;اتركها تخيس quot;،وهي كلمة خليجية دارجة تعني اتركها تفسد،وعمت جوالاتنا الرسالة التي تدعو الى المقاطعة مدعمة بحديث لعمربن الخطاب عندما اشتكى اليه شعبه من ارتفاع أسعار اللحم فحملهم مسؤولية خفض أسعار اللحم بقوله:quot;اتركوه لهم quot;.

وسواء آتت هذه المقاطعة اكلها أو لم تفعل -كما تقول فاتورتي الأخيرة في السوبرماركت!-الا أنها خطوة لها معناها،فلأول مرة يقاطع السعودي بضاعة من أجل مصلحته الخاصة وليس لأسباب أيديولوجية أو سياسية، سبق وأن قاطع السعودي البضائع الأميركية وقت غزو العراق وقاطع البضائع الدنماركية بعد قصة الرسوم الكاريكاتيرية التي استهزأت بالرسول الكريم،لكن لأول مرة يقاطع فعلا لأسباب اقتصادية،وقد يفاجأ البعض اذا عرف ان جالون الحليب ارتفع ريالا واحدا فقط وأصبح بسبعة ريالات بدلا من ستة أي أن الارتفاع يعادل خمسة وعشرين سنتا أميركيا لجالون الحليب الواحد،لكن هذا يعني ان حتى هذا القدر الضئيل أصبح يعني للمواطن السعودي.

على أية حال وللانصاف فان دور شركات الألبان في موجة الغلاء هي الأقل جشعا مقارنة بالكثير من المنتجات الأخرى مثل الحليب المجفف والزيوت والأرز مثلا،ولو قرر المواطن السعودي أن يقاطع جميع المنتجات الغذائية التي ارتفعت أسعارها فسيعيش على المغذي في الوريد كما رسم الفنان المبدع عبدالسلام الهليل.

لم يعد المواطن السعودي هو ذلك المواطن المترف الذي يستحق أن يسيل أمامه لعاب التجاروالسائقين وعمال المطاعم أينما رحل، ورغم انكساره في الأسهم ومعاناته من البطالة والغلاء تظل فكرة أنه ذلك (الزبون السقع )الذي ينتفه ويستغله الجميع فكرة يصعب تغييرها.

ريم الصالح
[email protected]