أحمد نجيم من الدار البيضاء:تعرض القاعات السينمائية المغربية حاليا فيلم quot;سميرة في الضيعةquot; للمخرج لطيف لحلو. الفيلم حقق بداية ممتازة، إذ استطاع أن يجلب قرابة 17 ألف مشاهد في أقل من عشرة أيام. ويعزى هذا الإقبال الكبير مقارنة بأفلام أخرى أميركية أو عربية، إلى موضوعه القوي، إذ يعد أول فيلم يتحدث عن العجز الجنسي في المغرب. موضوع يدخل في خانة المواضيع المحرمة في المغرب، شأنه شأن الدول العربية الإسلامية الأخرى. بطل الفيلم إدريس (جسده النجم المغربي محمد خويي) في الخمسينات من عمره يقرر الزواج بفتاة شابة جميلة تدعى سميرة، جسدتها سناء موزيان، يأخذها معه إلى ضيعته في ضواحي المدينة. الفتاة الراغبة في حياة زوجية عادية، ستكتشف عجز زوجها جنسيا. إحباط كبير يدفع بها إلى التعويض، بعد فشل البطلة في محاولاتها لجأت إلى الدخول في علاقة جنسية مع ابن أخت زوجها.

من فيلم سميرة في الضيعة
إذا كان الفيلم تناول موضوعا غاية في الحساسية، فإن طريقة التناول لم تكن في مستوى قوة هذا الموضوع. المخرج حاول أن يداري هفواته عبر نقطتين اثنتين التجسيد القوي للبطلين محمد خوي وليوسف بريطل، الذي جسد دور ابن أخت البطل صاحب المغامرات مع الزوجة، النقطة الثانية، كما سبقت الإشارة هي الموضوع الحساس المتعلق بالعجز الجنسي.
لطيف لحلو حاول أن يقدم معاجلة سينمائية تقليدية من خلال سرد خطي لا يفاجئ المشاهد أو يبهره، كما أن البطلة سناء موزيان، كان باهتة في أدائها، فالفتاة المنحدرة من أسرة فقيرة تبدو شبيهة بالفتيات الأرستقراطيات على مستوى طريقة الكلام والتصرف. ربما نقطة واحدة تحسب لهذه الممثلة التي شاركت في فيلم quot;الباحثات عن الحريةquot; لإيناس الدغيدي، هو أنها ظهرت في مشاهد ساخنة، كمشهد ممارستها للعادة السرية أو لقائها ابن أخت زوجها. كما أن الفيلم جاء مباشرا ولم يلجأ إلى نوعية من الرمزية الجميلة كتلك الموظفة في أفلام سينمائية من هذا النوع.
لطيف لحلو توافرت له جميع المقومات لإخراج فيلم سينمائي جميل، لكنه أخلف موعده، فجاء الفيلم عاديا بسيطا يفتقد إلى الجرأة الفنية في التناول. فوزه بالجائزة الخاصة للجنة التحكيم في مهرجان طنجة الوطني التاسع المنظم نهاية 2007 ثم مشاركته في المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش الدولي للفيلم في السنة نفسها، لا يجعل منه فيلما كبيرا.

[email protected]