فاضل الخياط من سدني: قبل بضعة دقائق، اتصلتُ بامير الدراجي، تأخرَ كثيرا قبل ان يرفع سماعة التلفون، كان صوته منهكا وغير واضح، همهمات وتنهدات، ولهاث.تمكنتُ من ان التقط هذه الكلمات. الو... من؟ ...؟ اني اموت.. انا موشك..على.... اني ... احتضر....ويبدو انه لم يسمع شيئا مما قلت، رفعت صوتي اعلى... ماذا تقول؟ وهل معك احد في البيت؟ هل انت وحدك؟ وسمعتُ هذه الكلمات.. رجال الاسعاف... المستشفى.... ثم تلاشى الصوت....

يعاني امير الدراجي منذ فترة طويلة من تدهور في وضعه الصحي الى درجة كبيرة، التهاب مزمن في البروستات... شلل في كلتا يديه اقعده عن الكتابة كل هذه المدة التي انقطع فيها عن النشر في ايلاف.. موقعه الوحيد للنشر في الاونة الاخيرة. وكنا نعرف من خلال ما ينشره انه ما يزال بخير، اذ كنت شخصيا اتجنب الاتصال به تلفونيا حتى لا اسبب له ارهاقا.

واذا اكتب هذا الخبر، اردت ان احيط الاصدقاء علما بالانتكاسة الصحية التي تعرض لها استاذنا الكبير قبل دقائق من كتابة هذا الخبر، متمنيا على اولئك الذين يسكنون بالقرب منه ان يتفقدوه وان يبلغونا عن حالته الصحية.
لك الشفاء يا ابا راحيل وعد لنا معافى. فبدونك، يا اميرنا، لا طعم للحياة ولا معنى.