علي حماده
السباق محموم بين الانحدار الكبير وانقاذ ما يمكن انقاذه، حتى في ظل قرار لمجلس الامن ينطلق من المطالبة بـquot;وقف الأعمال العدائيةquot;. فالمشكلة أعمق وابعد من وقف العمليات العسكرية. انها مشكلة تتعلق بلبنان الذي سيخرج من الحرب. اي لبنان نريد بعد هذه الحرب؟ من هذا المنطلق مطلوب التعجيل في عمل كل شيء لوقف الحرب على لبنان، وفي شكل متواز القيام بفعل تأسيسي جديد يخرج لبنان نهائيا من دائرة حروب الآخرين على ارضه.
ولنكن اكثر وضوحا:
كلامنا هذا موجه في الدرجة الاولى الى quot;حزب اللهquot; وامينه العام رغم اشارته الاتهامية الى بعض الصحافة في لبنان، لنقول له ان من يسكت عن الخطأ حتى ولو كان العدو على الابواب انما يساهم في شكل او في آخر في فتح الابواب واسعة امام هذا العدو لا ليكمل حربه اليوم وانما ليعاودها بعد شهر او سنة.
لذا وجبت علينا مصارحة الاخوة في الحزب وأمينهم العام بالقول انهم ارتكبوا خطأ وانعكس خطأهم ليس عليهم كتنظيم او على جمهورهم فحسب وانما على بقية اللبنانيين، وهم اكثرية لبنان التي لم تكن توافق الحزب على رؤيته الى ادارة الصراع مع اسرائيل، ولا حتى على استمراره في تملك السلاح وحده، واستطراداً امتلاكه قرار الحرب والسلم.
وكم مرة اعترف السيد حسن نصرالله بأن اللبنانيين لم يكونوا مجمعين على سلاح المقاومة، وذهب ابعد بقوله ان الاجماع لم ينوجد حتى في المرحلة التحريرية السابقة لشهر ايار 2000.
لذا كان مفهوما ان الحزب الذي بحث مؤتمر الحوار الوطني في موضوع سلاحه باعتباره بندا خلافيا جوهريا في البلاد، لم يكن ليحظى بإجازة وإن ضمنية من اقطاب البلاد الآخرين الممثلين للمجموعات اللبنانية المتعايشة.
من هنا كان الخطأ الفادح الذي اعطى الذريعة وفتح ابواب جهنم على لبنان باسره. لم يكن لـquot;حزب اللهquot; وان متسلحا باشرف الاسباب وأنقاها وأتقاها، ان يرمي بنا نحن اللبنانيين في هذا الأتون المخيف الذي لم تخفف من ناره الانتصارات الميدانية في الجنوب.
انطلاقا من ذلك يصح القول ان مرحلة ما بعد الحرب لا يجوز في أي حال ان تعيدنا الى ما قبل 12 تموز بمعنى عودة فريق لبناني الى امتلاك حق الحياة والموت في لبنان من دون حسيب او رقيب. ولا تعني اللبنانيين المطالعات التي تصدر من هنا او هناك حول حرب الشرق الاوسط الجديد التي تخوضها الولايات المتحدة واسرائيل، ولا نتوقف كثيرا عند مقولة الحرب الايرانية - السورية بلحم اللبنانيين العاري. لذلك نود لو نتحدث عن quot;حزب اللهquot; اللبناني وليس عن quot;حزب اللهquot; بأجندته الخارجية.
لقد حان الوقت كي يتخذ الحزب قرارا تاريخيا ينخرط بموجبه في النسيج اللبناني المشترك بمساواة كاملة. حان الوقت كي يكمل الحزب لبننته بالدخول نهائيا في مشروع الدولة الواحدة التي تشكل مرجعية الجميع والتي لا تعلوها اي سلطة خاصة.
في اختصار، حان الوقت كي يقدم الحزب قرارا تاريخيا اليوم قبل الغد الى لبنان واللبنانيين بالانتقال النهائي الى العمل السياسي داخل حدود الوطن.
كلامنا هذا نابع من ادراكنا ان التنازل للداخل اللبناني سيكون ارخص ثمنا من الحروب التي ستنتهي بانتزاع التنازلات بالقوة والحديد والنار. فهل سيدير quot;حزب اللهquot; ظهره للحكمة؟
- آخر تحديث :














التعليقات