محمد فهمي من القاهرة: رغم ما حققه الإنسان من تقدم مذهل فى مجال الطب .. و اكتشاف معظم الأمراض .. و معرفة طرق علاجها و تشخيصها بطريقة صحيحة .. إلا أن هناك أشخاص ليس فى مصر فقط و إنما فى منطقتنا العربية لا يثقون فى تكنولوجيا القرن الواحد و العشرين و يلجئون إلى الكي بالنار للعلاج من أمراضهم .
و أمام هذه الظاهرة ( الكي بالنار ) وهل فعلا تعالج الأمراض .. و كيف عرف المرضى طريقها .. ولماذا لم يذهبوا إلى الطب ؟

ذهبت إيــلاف إلى منطقة نزلة السمان بمحافظة الجيزة بجنوب العاصمة المصرية القاهرة .. حيث هناك اشهر معالجين بالكي .. يأتى إليهم المرضى من جميع أرجاء منطقتنا العربية.
التقت إيـــلاف بالمعالج عبد الحي الكرش .. و حضرت جلسة علاج مريض يعانى من آلم حاد فى الظهر و صعوبة فى المشي .. فى بداية جلسة العلاج .. بدأ المعالج يسأل المريض عن أعراض مرضه .. ثم سأله هل ذهب إلى أطباء ؟ فأوضح انه دأب على التردد على عيادات الأطباء و عمل العديد من الإشاعات لكن دون جدوى .. بعد ذلك طلب من المريض أن ينام على بطنه ليكشف علية .. و امسك بقلم فى يده و بدأ يضغط على أماكن معينة فى جسم المريض بيده الأخرى و يعلم عليها بالقلم .. و قال له بعد ذلك انهض انك تعانى من مرض عرق النساء و علاجك الوحيد هو الكي .. فوافق المريض و قال انه مستعد للعلاج الآن .

احضر المعالج عدوات الكي و هي عبارة عن قطعة ثلج و مسمار طويل و موقد نار .. ثم وضع المسمار على النار و امسك بالثلج و اخذ يدلك بها أماكن محددة بجسم المريض بينما المسمار يزداد سخونة و توهجاً .. ثم امسك بالمريض جيداً و احضر المسمار الساخن و بدأ عملية الكي بين صرخات المريض .
لم تستغرق هذه العملية اكثر من 15 دقيقة .. قام بعدها المريض و جلس بجوار المعالج الذي امسك بورقة و قلم و كتب له روشتة العلاج التي تتضمن فزلين طبي بدون رائحة و شاش عادى بهدف الغيار على مكان الكي .. و كتب له قائمة محظورات من أنواع معينة من الأكل حتى لا يلتهب مكان الكي .. و منعة من الاستحمام لمدة أسبوعين .. و أكد له انه بعد 20 يوما سيكون فى كامل لياقته الصحية .

لاحظت إيـــلاف بعد إتمام عملية الكي أن المريض يمشى بطريقة طبيعية و كأن شيء لم يحدث .. و قبل أن ينصرف سألته إيلاف كيف عرف طريقة إلى العلاج بالكي ؟
قال المريض أن أحد أقاربه كان يعانى من نفس حالته و فشل الأطباء فى علاجه .. فنصحة أحد الأصدقاء بالكي و بالفعل قد كان و هو الآن طبيعي جداً .. و هو الذي عرفني على المعالج عبد الحي .. موضحا انه يعرف حالات كثيرة لجأت إلى الكي و شفيت تماماً .

أما المعالج عبد الحي فأكد على أن العلاج بالكي معروف منذ قديم الأزل .. و انه ورث هذه المهنة عن والدة الذي عرفها عن أبوة و جدة .. مشيراً إلى أنها مهنة متوارثة يعمل بها أغلب أفراد العائلة .. و يأتى إليهم المرضى من جميع أنحاء الأمة العربية .. مؤكداً على انه مؤمن بالطب و العلم الحديث و يطور نفسة و طرق علاجه من اجل مصلحة المريض .. و انتقد الدخلاء على هذه المهنة مشيراً إلى انهم يسببا له مشاكل عديدة و يسيئوا لسمعة الكي .

سألته إيــلاف هل حدث و أن أحد مرضاك لم يأتي الكي معه بنتيجة أو أصيب بأعراض جانبية ؟
قال أحيانا .. لكن ليس السبب فى الكي و إنما لان المريض لم يواظب على الأشياء التي قلتها له .. وهى عبارة عن بعض الممنوعات فى طريقة المعيشة و الأكل و معاملة الحرق .. مشيرا إلى انه يضطر فى بعض الأوقات إلى احتجاز المرضي لديه حتى يضمن نتائج إيجابية لمرضاة .

ما رأى الأطباء فى طريقة علاجك ؟
أشار إلى أن الآراء تباينت حول هذه الطريقة ..فمنهم من يرفضها بشدة و يهاجمها .. و آخرين يباركونها .. موضحا انه قام بالعمل بهذه الطريقة لمدة 3 سنوات فى إحدى المستشفيات الخاصة السعودية بمنطقة الحائل .. حيث تم إنشاء قسم خاص بالمستشفى تحت اسم ( العلاج القديم) و حقق نتائج مبهرة .

و عن أهم الأمراض التي يعالجها؟
قال المعالج عبد الحي .. انه يقوم بعلاج جميع أمراض الروماتيزم و العقم و عرق النساء و النقرس و بعض الأمراض الجلدية .. غير انه أوضح أن هناك بعض الحالات المتقدمة فى المرض بدرجة كبيرة لا يأتى معها أي نتيجة .

لم تغفل إيــلاف أن تسأل أهل الدين فى حكم التداوي بالكي ؟
اجمع كل من التقت بهم إيلاف على أن النبي صلي الله علية وسلم أشار إلى العلاج بالكي لما فيه من المنفعة ثم نهي عنه لما فيه من المضرة لان ضرره أكبر من نفعه.
قال رسول الله عليه و سلم
الشفاء فى ثلاث : فى شرطة محجم أو شربة عسل أو كيه بنار , و أنا انهي أمتي عن الكي