محمد الخامري من صنعاء: كشفت ورشة العمل التي أقامتها وزارتا الزراعة والصناعة اليمنيتين مؤخرا حول واقع الحبوب في اليمن عن العديد من السلبيات والكوارث التي ترتكبها الجهات المانحة في حق الشعب اليمني والتي تبعث على الخوف والقلق ، إذ كشفت جمعية حماية المستهلك اليمني في ورقة قدمتها إلى الورشة عن وجود كميات كبيرة من القمح المقدم لليمن كمساعدات وهبات ومنح من جهات دولية مختلفة ، وجدت تالفة وغير صالحة للاستهلاك الآدمي.

وأضافت الورقة أن كميات كبيرة من هذه المساعدات تم توزيعها على أصحاب الأفران بأسعار رخيصة لاستخدامها في عمل الخبز والحلويات والمعجنات بالإضافة إلى كميات بسيطة تم حجزها وإتلافها من قبل الجهات المختصة بعد متابعة الجمعية وبعضها تسرب من المخازن التي احتجزت بها ولم يعرف مصيرها.

وقالت الدراسة أن برنامج الغذاء العالمي قدم كمية من القمح تصل إلى 2500 طن استطاعت الجمعية إحباط محاولة توزيعها في الأسواق المحلية بعد اكتشاف أنها فاسدة وغير صالحة للاستخدام الآدمي ، كما استطاعت الجمعية المذكورة إيقاف تفريغ جزء من المعونة الاميركية لليمن وهي شحنة من الدقيق الفاسد تصل إلى 10 ألف طن في ميناء المخا على البحر الاحمر.

وحسب الدراسة التي قدمتها الجمعية لورشة العمل فقد كشفت عن وجود 61 ألف كيس من الدقيق الفاسد في مكتبي الصحة والتربية في محافظة تعز " 320 كيلو متر جنوب العاصمة صنعاء " وهي الكمية المخصصة من برنامج الغذاء العالمي كهبة يتم توزيعها على الطلاب والمرافق الصحية بالمحافظة.

وأشارت الورقة إلى أن هناك العديد من الكميات الكبيرة لم تشر إليها باعتبارها كميات تم بيعها على أصحاب الأفران وكميات أخرى تم تصريفها وتوزيعها على بعض المناطق الريفية ولم تستطع حصرها او إيراد معلومات دقيقة عن كمياتها ونوعيتها.

كما كشفت الدراسة عن دفن 32200 كيس من القمح التالف في منطقة المخا التابعة لمحافظة تعز.
يذكر ان مجلس النواب اليمني السابق كان قد ناقش موضوع 300359 كيس من الدقيق التالف المقدم كمنحة مجانية من الولايات المتحدة الاميركية لتوزيعه على المواطنين اليمنيين ولم يعرف مصيرها منذ ذلك الحين.