سيسمح جهاز حديث لتصنيف الحيمن، سيتوفر قريباً في عيادات الخصوبة، بتصفية الحيمن الذي يحوي نوع من الحمض النووي المتضرر والمتعلق بالعقم أو خطر أمراض السرطان عند الأطفال. وسيكون تصنيف الحيمن، آلياً، أمراً مفيداً جداً عندما يكون الزوج أكبر سناً أو يدخن بإسراف أو معرّض إلى التلوث البيئي في موقع العمل؛ وتضيف كل هذه العوامل المذكورة الأضرار الى هذا النوع من الحمض النووي DNA. ولمحاولة معالجة الرجال، الذين يعانون من مشاكل الخصوبة، تستند عيادات الخصوبة الى جهاز يسمى الطارد المركزي Centrifuge وهو ينبذ المني لزيادة تركيز خلايا الحيمن الكثيفة، التي تميل إلى أن تصبح صحية أكثر، بعد العلاج. وفي بعض حالات معالجة الخصوبة، يحاول الأطباء التقنيون أيضاً أن يلتقطوا الحيمن الأحسن صحّة، في المظهر، مثل أولئك بالرؤوس البيضوية المنتظمة. ويأخذ الطارد المركزي، لوحده، على الأقل 45 دقيقة لتصنيف الحيمن، مما يعتبر وقتاً طويلاً إذا ما كانت العيادة الطبية مشغولة في معالجة مئات العينات منها؛ كما لا يمكن للتقنية المستعملة أن تكشف النقاب عن الحيمن الخالي من ضرر الحمض النووي. لكن جهاز فرز الحيمن الجديد، المطوّر عبر مشروع مشترك بين جامعة نيوكاسل بأستراليا وشركةLife Therapeutics بمدينة سيدني، سيعطي آفاقاً جديدة لمعالجة مشاكل الخصوبة.
ويستند جهاز فرْز الحيمن الى ذلك المبدأ القائل إن الحيمن، ذا الأغشية المشحونة سلبياً، له ضرر DNA أقل، بما أنه نضج بصورة طبيعية، على الأرجح. وتستغرق رحلة الحيمن خلال البربخ Epididymis - طوله 6 أمتار وهو بمثابة قناة ملفوفة بإحكام بين الخصيات وقناة مسماة Vas Deferens - عشرين يوماً؛ ويكتسب الحيمن أكثر فأكثر بروتين CD52، المشحون سلبياً، على أغشيته، كلما تقدم تدريجياً. ويشمل الفارز الصغير الآلي الحديث حجرتين Chambers، تنفصلان بوساطة مصفاة مشبٌعة بثاني أكسيد الكربون ومزوٌدة بفتحات يبلغ قطرها خمسة ميكرومترات. وبما أن الحيمن هو الأصغر حجماً، من بين الخلايا البشرية، فانه يعبر بسهولة فتحات المصفاة(الكبيرة بما فيه الكفاية قياساً الى حجمه) التي تمنع دخول الأجسام الأخرى، مثل خلايا الدم البيضاء التي تلوٌث المني، في أغلب الأحيان، متلفةً بالتالي الحيمن. ويُحقن المني، المستخرج من العضو التناسلي للعقيم، في حجرة الجهاز الأولى، وتطبٌق على مصفاته قوة كهربائية محركة(تقاس بالفلطات)، لمدة أقصاها خمس دقائق، من أجل تحريك ودفع الحيمن المشحون سلبياً(الجيد) إلى حجرة الجهاز الثانية.

وفي الاختبارات التمهيدية، وُجد أن %20 من المني، المستخرج من المتطوعين، الواصل الى حجرة الجهاز الثانية(بعد إخضاعه لعملية الفرز) كان يحوي فقط نصف ضرر الDNA بالمقارنة مع الحيمن الذي أخفق العبور الى حجرة الجهاز الثانية، اثر غربلته داخل الجهاز. وتشير الاختبارات الأخرى الى أن الفارز الآلي هو كفوء، على حد سواء، في سحب الحيمن ذا ضرر الحمض النووي الأقل، من مني الرجال الذين يعانون من مشاكل الخصوبة؛ وبشكل مثير للانتباه، بدا الحيمن المفروز من الجهاز أصح أيضاً وبنفس الخصائص الطبيعية المطلوبة من قبل التقنيين، في المراقبة البصرية. وفي وقت لاحق من هذه السنة، ستختبر قدرة الفارز، لاختيار الحيمن "الجيد"، عبر تجربتين طبيتين يخضع لهما النساء اللواتي يَمْررن باختبار معالجة الخصوبة، يدعى IVF، بأستراليا.